شاهدت اليوم فيلم La La Land، وربما كنت من أكثر الذين كانوا في انتظار عرضه، ربما لأن الفيلم مرشح لسبع جوائز “جولدن جلوب” والتي ستظهر نتائجها اليوم، سيرشح الفيلم لجوائز أفضل فيلم موسيقي، أفضل ممثل رايان جوسلنج، أفضل ممثلة إيما ستون، وأفضل مخرج داميان شازيل، وبالتالي سيكون الفيلم صاحب الفرصة الأكبر لنيل جوائز الأوسكار وربما لأننا نفتقد إلي مشاهدة الأفلام الاستعراضية المنتجة حديثاً والتي لم نراها منذ سينما الخمسينات بعيداً عن سينما الأنيميشن التي تنتج الآن ومنها ” Enchanted “.
الفيلم لم ينال إعجاب البعض، حتى أن منهم من غادر قاعة العرض في النصف الأول من الفيلم، وفي اعتقادي أن السبب الرئيسي لذلك، هو توقعهم فيلماً رومانسياً به جرعة رومانسية أكثر، على غرار فيلم ” TheNotebook” وخاصة أن البطل هو نفسه بطل La La Land، وربما لأن إعلانات الفيلم أعطت إيحاءً بذلك، عن طريق عرضها للقطات الحب التي جمعت بين البطل والبطلة.
“La La Land”فيلم غنائي استعراضي بالدرجة الأولي، البطلة ممثلة شابه، حلمها الحصول علي دور كبير، وعازف جاز شاب يحلم بأن يمتلك مكان خاص به، يعزف فيه الجاز الذي لم يعد يقبل على سماعه كثيرين، وبين الحلمين، تنشأ قصة حب بينهما وكل واحد منهما يتمني للآخر أن يحقق حلمه ويسعي خلفه.
أبهرنا المخرج “شازيل” بألوان الإضاءة والملابس وأنواع السيارات، حتى أنها كانت تعطي لنا شعوراً بأن الفيلم تم في فترة الخمسينات، استخدامه للتصوير في فترتي الغروب والشروق أعطي للفيلم سحر خاص حتى أن المشاهد كان يشعر أنه يعيش نفس الأجواء أما الموسيقي التصويرية للفيلم فكانت من أروع ما يكون ومشاركة “John Legend” في الفيلم كانت لطيفة وبالتحديد الأغنية التي غناها كانت من الأشياء الجميلة والتي سيبحث عنها المشاهد بعد الفيلم لسماعها.
رايان جوسلنج، وإيما ستون، شكلا ثنائياً متفاهماً، بذلا مجهوداً خرافياً وظهرا وكأنهما راقصان استعراضيان محترفان، حتي أن المشاهد يمكن أن يتساءل عن، كم من الوقت تم تدريبهما علي تلك الرقصات حتي وصلا إلي هذا الحد من الإجادة؟
بالإضافة إلي براعتهما في التمثيل في اللقطات التي كانت تجمعهما تمثيلياً، والمبهر أيضاً حينما كان “رايان” يمارس العزف بنفسه علي البيانو والذي تشعر معه أنه عازفاً محترفاً، وهكذا هي السينما العالمية، يشعرك فيها البطل أنه لا يمثل الشخصية بل يعيشها ويتعايش معها كما شاهدنا ذلك من قبل من الممثلة “. Natalie Portman في Black Swan حينما جعلت المشاهد يعتقد أنها راقصة باليه محترفة، وهذا ما نفتقده نحن في سينما عالمنا العربي.
أعجبني كثيراً استخدام المخرج في مقطع النهاية لطريقة الفلاش باك، تذكر الماضي للحظات ثم العودة، منه على تحقيق البطلين لحلمهما رغم أن لكل منهما طريقه الذي أختاره بعيداً عن الآخر.
احلم وخليك وراء حلمك، ومهما كان الحلم كبير وبعيد ونسبة تحقيقه صعبة، لا تتنازل عنه ولا تعطي مساحة لليأس تمنعك من تحقيقه، حاول، ثم حاول، عشرات المرات، ستصل في النهاية طالما بداخلك إيمان بحلمك، هذا ما تركه الفيلم فينا مع جرعة كبيرة من الموسيقي الممتعة والاستعراض المبهر.