موسم أراب أيدول 2017.. خالي من الكاريزما

فاتن الوكيل

اعتاد المشاهد العربي كل عام، على أن يأخذ عطلة مؤقتة من الأحداث السياسية، ومتابعة أخبار غلاء الأسعار وتبعات العمليات الإرهابية، وذلك عند موعد عرض حلقات برنامج “أراب أيدول” كل جمعة وسبت، بشكل يثير أحيانا مزايدات حول القائمين على البرنامج تطال حتى المشاهدين، واتهامهم بـ”تكبير الدماغ” وعدم الشعور بما يحدث حولهم.

لكن على أرض الواقع، يعد البرنامج من أبرز وأهم برامج المواهب، بسبب عوامل كثيرة من بينها الجدل الذي تُثيره لجنة التحكيم، على رأسهم الفنانة الإماراتية أحلام، أو سطوع نجم أحد المواهب، الذي يخلق حوله هالة من النجومية والجماهيرية في وقت قياسي (وهو هدف البرنامج) بالإضافة إلى استضافة بعض النجوم من كبار الفنانين كل يوم سبت.

لكن هذه الحالة لم يتمكن الموسم الرابع من أراب أيدول أن يخلقها، بالرغم من وجود عوامل النجاح، مثل اللجنة المتماسكة منذ الموسم الماضي، وحتى بعد رحيل الفنان راغب علامة، ووجود أصوات جميلة، واستضافة الفنان العراقي كاظم الساهر، في أولى حلقات نتائج المرحلة الأخيرة من التصفيات، إذا ما الحلقة المفرغة التي جعلت “أراب أيدول” هذا العام باهتا وبلا طعم؟.

منذ متابعة مرحلة تجارب الأداء، ثم التصفيات الأولية وحتى الآن، تظل الملاحظة الأبرز ، أن “الكاريزما” هي ما تنقص جميع المتسابقين، حتى الأصوات الجميلة منهم. البعض يمكن أن يُرجع ذلك إلى قلة عدد المتسابقين المصريين، وعدم وجود موهبة رجالية من مصر، جعل المشاهد و”المشاهدات” على وجه الخصوص، يبتعدون عن الشاشة ولا يحرصون على مشاهدة البرنامج، عكس ما حدث الموسم الماضي وقبل الماضي، مع وجود مواهب مثل أحمد جمال ومحمد حسن ومحمد رشاد. لكن هذا الرأي مردود عليه، بوجود قبول كبير لموسم عام 2013، الذي فاز به الفنان الفلسطيني محمد عساف، وكانت نسب التصويت لصالحه من مصر كبيرة جدا، لكن هذا الموسم ومع وجود مواهب فلسطينية جيدة مثل “يعقوب شاهين” و”أمير دندن” إلا أنهما ومع حلاوة الصوت، افتقدا لكاريزما عساف، الذي كسر قاعدة تصويت جمهور إلى متسابق بلاده وفقط، واستطاع اجتذاب أصوات من دول أخرى.

محمد بن صالح من تونس، مثالا آخر على الموهبة الصوتية القوية التي تفتقر إلى الكاريزما. بالطبع هذا الأمر لا يمكن أن نلومه عليه، لأنها منحة إلهية، لكنه يُعتبر من أبرز أصوات هذا الموسم، أما ما يجعل نسبة كبيرة من الجمهور لا تتجه للتصويت إليه، هو افتقاده للحضور، سواء على المسرح أو في الكواليس. لكن يُحسب له أخذ نصيحة حسن الشافعي باختيار أغنية تُظهر نوعية صوته، حيث قام في آخر عرض له بأداء أغنية “ما بيسألس عليا أبدا”. وتنطبق نفس القاعدة على متسابق اليمن “عمار محمد”.

نأتي إلى المتسابقة المصرية الأبرز في البرنامج. نجدها قد قدمت لتجارب أداء برنامج the voice عام 2014، باسم “سومة جمال”، لكنها لم تنجح في أن تجعل أحد المتدربين يُدير لها الكرسي. المثير للإعجاب في إسراء أنه مع أنهاه بالفعل لم تستحق النجاح في the voice إلا أنها منذ أول لحظة في “أراب أيدول” أبهرت اللجنة”، واتضح أنها “اشتغلت على صوتها” جيدا. حتى مع خذلان التصويت في أول أسبوع للنتائج، أعادتها نانسي عجرم إلى السباق مرة أخرى.

 

مع إعلان أحمد فهمي مقدم البرنامج، يوم الجمعة الماضي، عن مشاركة كاظم الساهر في حلقة نتائج السبت، اعتقدنا أنه سيتمكن من إعطاء بعض “الروح” للبرنامج، لكن وبشكل غريب، لم يستثمر البرنامج هذه الفرصة، فلم نر ترحيبا من لجنة التحيكم به، ولا أغاني مشتركة مع المتسابقين كعادة المواسم السابقة، ولا عرض كواليس استقبالهم له. كل ما فعله كاظم هو الإسراع الغناء لترك المسرح سريعا نظرا لوقت الحلقة.

قرارا آخر اتخذته إدارة البرنامج، وهي تحميل الأغاني التي يقوم بأدائها المشتركون بشكل غير كامل على موقع “يوتيوب”. وهذا الأمر أول مرة يقوم به البرنامج، لإجبار الجمهور على تحميل تطبيق “أنغامي” وسماع أغاني المشتركين كاملة عليه. مع هذا وإن كان البرنامج مجبرا على هذا الفعل حتى يخدم التطبيق، إلا أنه يُسبب ضيقا للكثير من المتابعين على السوشيال ميديا. والنتيجة، لا برنامج نستمتع به، ولا أغاني كاملة نُعيد سماعها على يوتيوب.

إذا كنا قد استشهدنا في البداية بقوة كاريزما موسم “محمد عساف” لجمعه مواهب استطاعت فرض نفسها خلال الحلقات، حتى بالرغم من عدم فوزها، مثل فرح يوسف، وصابرين النجيلي، ناهيك عن استمرار مواهب أخرى في التواجد على الساحة مثل أحمد جمال ومن قبله كارمن سليمان، فعلى إدارة برنامج “أراب أيدول” هذا الموسم أن تُحسن تسويق مواهبها الذين يمتلكون العديد منهم صوتا جميلا، حتى تُنقذ نسب مشاهدة البرنامج هذا الموسم قبل فوات الأوان.