في إنجيل القديس يوحنا اللاهوتي وهو أحد تلاميذ المسيح -الحواريون-ذكر في الأصحاح الثامن قصة لامرأة أمسكت وهي تزني وكان قدموها للمسيح كنوع من التجربة له، ليروا ماذا سيفعل هو بها؟!.
وعندما لم يجبهم في البداية قالوا له: “أن موسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه ترجم. فماذا تقول أنت ؟؟” وفي تلك اللحظة قال المسيح جملته الشهيرة والتي يرددها الكل سواء مسلمين أو مسيحيين حتى يومنا هذا وهي: “من كان منكم بلا خطية فليرمها أولا بحجر”.
انتشرت منذ أمس قصة لفتاة جميلة لا أعتبرها زانية بالمرة بما أنها تقول إنها كانت متزوجة عرفي وهذا الزواج تحلله الدولة ولا أستطيع أن أقول يحلله الدين أم لا لأنني لست ضليع في تلك الأمور، ولكنه في نهاية الأمر نوع من أنواع الزواج.
ونشأ عن تلك علاقة الزواج طفل بقت له أمه وهرب الأب كما يحدث في أغلب الأوقات، فهي أصبحت قصة معروفة وأعتادنا عليها من كثرتها، ولكن ظل الذي يستفزني هو ردود الأفعال!
والتي تصف بمن يشجع الفتاة على إبقاءها على الطفل الصغير دون أن تقتله بأنه عديم المعرفة في دينه أو أنه يريد أن ينشر الفحشاء والفجر في المجتمع!
وللصراحة المطلقة، أنا أؤيد الفتاة بشدة على بقاءها على الطفل وليست على فعلتها، فكلنا نعرف أن فعلتها تلك، من أسوأ الأشياء التي ممكن أن تحدث، ولكن هذا ما حدث، والفتاة معترفة، ولكن لماذا نهاجمها وكأننا صرنا ألهه!، هل الله -عز وجل-منتظرك أنت كي تدخل على بروفايلك الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” لتهاجم كل من يحاول أن يساند تلك الفتاة!
المسيح -سواء أله أو نبي حسب نظرتك له-عندما تعرض لذلك الموقف وسألوه كان رده بسيطاً للغاية وهو: “من كان منكم بلا خطية فليرجمها بحجر أولاً”، وهو كما قولت أله أو نبي حسب نظرتك له، يعني أكبر مني ومنك، فلماذا أنت تأخذ مكانة ليست مكانتك؟!
صدقني، لولا ستر الله علينا كنا أصبحنا كلنا مكان تلك الفتاة، وكل يوم تفعل ما هو أسوأ من فعلها ولكن الفرق هي حاولت أن تواجه خطأها أم نحن، فنحن نكتفي بأن ندين الأخرين ونتغافل أن الله -عز وجل-هو فقط من سيدين العالم في اليوم العظيم!