منذ عدة أيام و بالتحديد بعد تعيين محافظ الإسكندرية الجديد و انتشار صوره في وسائل الإعلام، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، و ما حدث بعدها من حالة الهوس الجماعي التي تناست منصبه و مؤهلاته و ضربت بها عرض الحائط و أصبح الحديث الوحيد عن وسامته و ما قامت به بعض الصفحات على موقع الفيس بوك حيث رفعت شعار ( بنات الإسكندرية يطالبن المحافظ الجديد ببوسة لكل مواطن ) و عمل كليبات رومانسية تجمع صوره، و كلمات إن دلت على أى شئ فهي تدل على خواء فكري حقيقي و هوس مرضي غير مبرر على الإطلاق.
لكنى تحاملت على نفسي و حاولت تجاهل كل هذا العبث في صمت و استعنت على كل هذا ببضعة أكواب من المشروبات الدافئة التي عرف عنها سرها الباتع في التهدئة فاستهلكت كمية لا بأس بها من البابونج، طوال الفترة الماضية، و أدعي أنه قد هدئني إلى حد كبير، لكن أن أبدأ يومي بخبر عن محافظ الشرقية الذي ألغى انتداب أربعة سكرتيرات من مكتبه مصرحاً لليوم السابع ( أنا شاب صغير و مش عايز بنات في مكتبي )، فلا أظن أن مثل هذا التصريح سيكفيني معه محصول مصر كاملاً من البابونج.
إن صح هذا التصريح المنشور في اليوم السابع، هذا معناه أننا أمام محافظ غير قادر على مواجهة غرائزه, عاجز عن مواجهة فتيات في العمل بحجة شبابه الواهية فكيف يمكنه أن يواجه باقي مصاعب و مشاكل المحافظة، لو لم يستطع سيادته مواجهة أحد أبسط التحديات البشرية و هي الجنس الآخر, و كيف لنا نحن أن نأمن وجود محافظ مثله يعاني من الكبت الجنسي الواضح الذي لم يستطع إخفاءه أو حتى التعلل بأن السبب في إلغاء إنتداب الأربعة سكرتريات عمالة زائدة أو أى سبب آخر.
هل يعتقد سيادته أن مثل هذا التصريح ينم عن استقامته و أخلاقه, يؤسفني أن أخبر سيادته أن هذا غير صحيح, على العكس ما صرح به سيادته دليل على حاله من الكبت الذي ربما يعاني منه الكثيرين في هذا الجزء الحزين من العالم, فكلنا يعلم أننا نتصدر العالم و ربما نستحق رقمًا موسوعي ندخل من خلاله موسوعة جينيس في ممارسة القهر و معاناة الكبت, لكن أن تعاني قياداتنا منها أيضًا فهذا في الحقيقة محبط للغاية و مؤلم في الوقت نفسه ولا أعتقد أنه يوجد لدي الجرأة أو الشجاعه كي أسأل السؤال المعتاد ( رايحة على فين يا مصر ؟ لأن الإجابة أصبحت ساطعة و واضحة كشمس أغسطس, مصر رايحة تزرع بابونج.
مي سعيد عن الملك توت: حوش اللي وقع منك