أثار تجاهل المواقع والعديد من الحسابات على مواقع السوشيال ميديا، للفنانة نادية شكري، عقب وفاة الفنانة الكبيرة كريمة مختار والقول برحيل آخر أفراد “العيال كبرت”، الكثير من الغضب وسط أسرتها، مؤكدين أنها مازالت على قيد الحياة. لكن لماذا حدث ذلك من الأساس؟ خاصة وأن دور “سحر” في المسرحية ليس ثانويا، حتى وإن كانت وسط عمالقة الكوميديا؟.
عقب إعلان رشا سامي العدل، عن غضبها من هذا الأمر، من خلال حسابها على موقع التواصل “فيسبوك”، استمرت العديد من الحسابات لبعض القنوات الفضائية وحتى حسابات المشاهير، في نشر نفس الصورة التي تنعي عائلة السكري.
هنا نطرح بعض التصورات التي ربما تكون ساهمت في انتشار هذا الأمر.
الولع بالمفارقات
مع كل وفاة تحدث لنجم كبير، تبدأ المقارنات والمفارقات في اكتساح حسابات السوشيال ميديا، والمواقع الإخبارية، التي أصبح الكثير من الصحفيين يتعاملون معها وكأنها صفحة على الفيسبوك، وليست موقعا تكون مسئوليته تجاه التحقق من المعلومة أكبر. فمثلا عندما توفى الفنان الكبير نور الشريف، ظهرت عناوين المواقع لتكون على شاكلة “توفي آخر الرجال المحترمين”، وفور رحيل الفنان ممدوح عبد العليم، كانت المانشيتات عبارة عن “رحيل آخر أفراد كتيبة الإعدام”.
هذا الأمر لا يوجد به مخالفة مهنية، لكن انعدام المهنية يحدث عندما يتم تغليب “العنوان الحلو” على المعلومة الصحيحة، بالتالي وجدت الحسابات والمواقع وفاة الفنانة كريمة مختار “فرصة” لإطلاق مفارقة جديدة وهي اعتبار رحيلها نهاية أسرة “رمضان السكري” بجميع أفرادها، على غير الحقيقة.
التسرع
بالرغم من علمنا بمرض الفنانة الراحلة منذ أكثر من شهر، إلا أننا كنا دائما على أمل في الشفاء، وأن تعود مرة أخرى إلى الجمهور، حتى لو من خلال إطلالات بسيطة على الشاشة أو من خلال حوار لها. لذلك كانت الوفاة مفاجئة.
التسرع بعد انتشار خبر الوفاة سبب آخر يمكن أن يكون ساهم في نشر هذا البوست الذي أغضب عائلة الفنانة نادية رشدي، لكنه في الوقت ذاته ليس مبررا لما حدث.
الترافيك بيحب كدة
“الترافيك”.. أو المعضلة التي لن تنته بالنسبة للمواقع الإلكترونية، يمكنها أن تجعل القائمين على المواقع وصفحات السوشيال ميديا يعرضون صورة تحمل وجوه أبطال “العيال كبرت” ليست من بينهم “سحر السكري” وكتابة جملة “وداعا عائلة السكري”، وهم على علم بعدم صحة هذه الصورة، لمجرد أن يقوموا بوظيفتهم في جذب أكبر عدد ممكن من “اللايك” والمتابعين، دون مراعاة مشاعر أسرة الفنانة نادية شكري.
المرأة “مظلومة” في الفن
ليست فكرة تجاهل المرأة في الدراما، مجرد أمرا خياليا، تعيشه المرأة لتُشعر نفسها بالقهر، لكنه أمر حقيقي، على الأقل الآن، وإن كانت أقل في سينما الأبيض والأسود، كما يُنظر إلى العمل الفني الناجح على أنه “بطل” بجانبه بعض الأدوار الأخرى، فما بالك إذا كانت إحدى هذه الأدوار من بطولة “امرأة”، هنا يكون التجاهل أكبر. وهو أمر نراه يحدث الآن مع الفنانة نادية شكري.
دور “سحر السكري” هو الأبرز بالنسبة لمشوار نادية شكري، لذلك لا يمكن تجاهل دورها واعتباره ثانويا، مع وجود مشاهد في المسرحية قائمة في الأساس على حكايتها في عائلة السكري. لكن لأن الأدوار الأخرى التي قامت بها لا تجعلها في مصاف النجوم، أصبح تجاهلها أمرا عاديا، لكن في الحقيقة هذه فكرة ظالمة.
يذكر أن نادية شكري قدمت 26 عملاً فنيًا ما بين السينما والمسرح والمسلسلات التلفزيونية، وكانت بدايتها من خلال مسرح الطفل، وعملت في تلك الفترة مع الفنان فاروق الفيشاوي في بداياته الفنية.
أيضًا شاركت في بداية السبعينات في مسرحية “يوم عاصف جدا” أمام مديحة كامل، وصلاح قابيل، تأليف أحمد عوض، إخراج شاكر خضير، والمسلسل الإذاعي “شهيد اسمه موشيه 1900″، تأليف ماهر عبدالحميد، وإخراج حسين عثمان.
وكانت قد شاركت أثناء دراستها بالمعهد في عدة أفلام أهمها، فيلم “مدينة الصمت” عام 1973 الذي رشحها له نور الشريف، بطولة أحمد عبدالوارث، ووسيلة حسين، تأليف محمد إسماعيل رضوان، وإخراج كمال عطية، ومسرحية “الحب في حارتنا” بطولة سهير المرشدي، وإخراج كرم مطاوع، كما كان لها دورا في مسلسل “الوتد” مع الفنانة الراحلة هدى سلطان عام 1996.