ياسر أيوب
نقلا عن المصرى اليوم
أتمنى الآن لقاء السيدة منى الجرف .. رئيس جهاز حماية المنافسة .. لأننى أود سؤالها عن رأيها وانطباعها وموقفها مما يجرى الآن فى الجابون قبل انطلاق أمم أفريقيا .. فالسيدة الحديدية القوية الثائرة الغاضبة التى نصبت نفسها أو أقنعها غيرها بأنها المدافعة الحقيقية والأولى والوحيدة عن الحقوق الكروية لكل مواطن مصرى .. أوقعت مصر كلها الرسمية والكروية والإعلامية فى أزمة حادة ومؤلمة باتت تستوجب اعتذارا مصريا رسميا لعيسى حياتو ومسئولى الإتحاد الأفريقى لكرة القدم .. فالسيدة منى الجرف فاجأتنا كلنا منذ أيام بإعلان حربها المقدسة ضد عيسى حياتو والكاف وأنها لن تسمح بأى تشفير أو حرمان أى مواطن مصرى من مشاهدة أى مباراة لكرة القدم مقابل سداد رسوم .. وبمنتهى الحماسة والجرأة والشجاعة طالبت منى الجرف من الكاف استثناء مصر من أى شروط وقواعد والتزامات ثم قررت إحالة عيسى حياتو للنيابة العامة متهما بمخالفة القانون المصرى ولوائح وتعليمات وضوابط الجهاز الذى ترأسه منى الجرف .. وحين ذهب المسئولون المصريون إلى الجابون لحضور اجتماعات الكاف السابقة لإنطلاق أمم أفريقيا .. فوجئوا بالثورة والغضب ورفض ما جرى وقيل فى القاهرة .. فوجئوا أيضا بأن عيسى حياتو نجح فى حشد أكثر من العدد المطلوب من الإتحادات الأفريقية للموافقة على نقل مقر الكاف من القاهرة إلى أى عاصمة أفريقية أخرى .. وغالبا ستكون إديس أبابا التى تستضيف اجتماع الكاف فى شهر مارس المقبل واحتفالاته بذكرى مرور ستين عاما على تأسيسه هنا فى القاهرة .. وفى أديس أبابا فى مارس سيجرى هذا التصويت على نقل مقر الكاف بعيدا عن القاهرة إلا لو اعتذرت مصر عما قامت به السيدة منى الجرف .. وستعتذر مصر للأسف الشديد دون أى ضمانات بأن يبقى مقر الكاف فى القاهرة أو حتى ضمانات بنجاح المصرى هانى أبو ريدة فى انتخابات المكتب التنفيذى للكاف أيضا فى مارس وأيضا فى أديس أبابا .. فمنى الجرف غرست سكاكينها فى ظهر أبو ريدة وليس حياتو وكانت حربها ضد مصر وليست ضد الكاف .. وهناك الآن فى الجابون أعداء كثيرون لمصر استغلوا ما جرى ونجحوا فى تضخيم الأمور وتمادوا فى إهانة مصر وممثليها دون أن يملك هؤلاء المسئولون أى تفسير مقنع أو تبرير لما قامت به منى الجرف .. وما أصعب وأقسى إحساس الإضطرار للإعتذار لمن لا يستحق الإعتذار أصلا لكن لأن سيدة لدينا قررت بإرادتها أو خدعها أحدهم وأجبرها على خوض الحرب بالسلاح الخطأ وفى الميدان الغلط أيضا ودون أى وعى ومعرفة وحساب .. ولابد أن تتكلم منى الجرف الآن وتشرح للجميع حقيقة ما جرى ومن الذى أقنعها بمثل هذه الحرب غير المفهومة التى أعلنتها ضد الكاف وحياتو دون أى استشارة أو دراسة واستعداد وتخطيط .. وستبقى مصر تدفع ثمن هذه الأخطاء والأهواء الشخصية والهوس بالإستعراض والأضواء .. فالمسألة لم تعد مقرا للكاف هنا او هناك .. إنما هو هزيمة مصر الكروية والديبلوماسية والإعلامية دون أدنى داع أو ضرورة وأن تكون العاصمة الإثيوبية بالتحديد مسرحا لهذه الهزيمة التى أرجو ألا تتم وتكتمل