المستشار هشام بركات (النائب العام) متأخراً حظر النشر فى قضية الشهيدة شيماء الصباغ، الاتهامات المسمومة كانت تطايرت مجنونة من فوق الرؤوس، كل يوم عنعنات تطيّر العقل، قاتل من جهة أمنية، قاتل من جهة حزبية، قاتل طرفى، طرف ثالث، تعبنا وهرمنا.
أعرفك سيادة المستشار لا تخشى فى الحق لومة لائم، من فضلك وكرمك تكرم علينا (مع حظر النشر) ببيان عاجل يشفى الصدور بنتائج التحقيقات، التأخير يورث الشك، والشك يُفسر بالعكس، وإذا ما تأخر إعلان هوية القاتل، واسمه، وصورته، وبالفيديو، فسيكون الشك عظيما، أستحلفك بالله، هذه القضية تحديداً محل شك كبير.
أحسنتَ فعلاً بحظر النشر، معك تماماً لصالح التحقيقات، التقارير الصحفية المنشورة تلاعبت عمدا بالقضية، تورطت فى قتل شيماء، كل يوم هناك متهم جديد، وكل يوم يمر على القضية فرصة للقيل والقال، هذا ملثم، وهذا لابس جاكت مخروم، وهذا شاهد المتهم، وشاهد ماشفش حاجة، وغيره كثير مما يتترى صاخباً وعبثياً بدماء الشهيدة.
حظر النشر ليس ثلاجة لحفظ الجثث، فقط يحفظ الدماء من العبث، ليس بالفيسبوك تُحسم القضايا، هناك رأى عام جرى التلاعب به عمدا، صار يخامره الشك، وتلعب برأسه تغريدات ملغومة، وتناوشه تويتات مسمومة، وفيديوهات مجرمة، لكن أخشى أن الرأى العام مع حظر النشر، والتأخير فى إعلان نتيجة التحقيقات قد يكوّن اتجاهاً ربما يخالف ما تنتهى إليه النيابة، هنا يصبح المتهم بريئاً، والبرىء متهماً.. مهما أوتيت النيابة من أدلة وقرائن وفيديوهات.
الرأى العام بات يشك فى كعب رجله، والتأخير محل شك كبير، وقطع الشك باليقين مهمة النائب العام «محامى الشعب»، والتأخير مثل حظر النشر ليس أبداً يُفسر فى صالح التحقيقات، الناس متعجلة قرار الاتهام، وهو قرار لو تعلمون خطير، سيضع النقاط فوق الحروف التى شاهت بفعل فاعل.
يطمع الذى فى قلبه مرض، ويقطع المرجفون بما هو ليس بثابت، ويتقافزون على أكتاف التحقيقات، ويتطوع الصحفيون، ويتبارى الفضائيون، كلٌّ يغنى صباحا على ليلاه، ويرقص ليلا على الأشلاء، كلٌّ يستهدف متهماً، مدنياً كان أو شرطياً، حسب الأحوال.
فى قضايا الرأى العام يُفضّل (البعض) حظر النشر، منعاً للالتباسات، والعنعنات، لكن فى هذه القضية تحديداً مع حظر النشر هناك ضرورة الشفافية الكاملة، وصدور بيان بما يستجد من مكتب النائب العام يزيح ركام متوالية التخمينات التى باتت تستبق التحقيقات، وتؤشر باتهامات.
أعلم جرى تبجح صحفى خطير، وتنطع فضائى مريب، استلزم الحظر. عجبا النيابة تحقق، والفيس يتهم، النيابة تبحر فى التحقيقات، والفيس انتهى إلى القاتل، والقاتل على الفيس ملثم، يعنى غير معروف، مقصود التجهيل، والرسالة بعلم الوصول.
سيادة النائب العام، لن نقول مثلما قالوا هذا متهم وهذا برىء، لكن ننتظر منك بياناً مدعوماً بأدلة الاتهام، قاطعة الشك باليقين، رجاءً.. أعلنها وتوكل على الله، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا.
نقلًا عن “المصري اليوم”
مي سعيد: ما بين الهوس الجنسي و الكبت الجنسي يا قلبي لا تحزن
فوبيا العاجل بالفضائيات المصرية: جتهم عاجل في مصارينهم