نقلاً عن “الدستور”
لم تكن مصر والسعودية فى حاجة الى هذا الخلاف القضائى على تبعية جزيرتين لأى منهما، ولم تكونا وهما المنهكتين اقتصاديا فى حاجة الى التناحر السياسى الذى تحول الى ما يشبه الحرب النفسية بين البلدين، وهو تناحر لن يستفيد منه أحد على الإطلاق.
نرشح لك : محمد الباز يدافع عن هدير مكاوي
طبقا لمصادر قريبة جدا مما جرى فى الكواليس، لم تتطوع مصر بعرض الجزيرتين على السعودية، المملكة هى التى ألحت وطلبت، رغم أنها تعرف وضعية الجزيرتين جيدا، وربما كانت تعرف توابع ما سيحدث إلا أنها أصرت على موقفها، وهنا لابد أن نبحث عن كلمة السر فى هذه الأزمة، وأعنى تحديدا طموح ولى ولى العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو طموح جامح يمكن أن يدمر فى طريقه أى وكل شيء، ليس فى المملكة فقط ولكن فى المنطقة أيضا.
يستعد محمد بن سلمان للصعود إلى عرش المملكة متجاوزا بذلك ولى العهد محمد بن نايف، وهو أمر معروف ومعلن ويحظى بمباركة وتأييد من دوائر سياسية ودبلوماسية سعودية ودولية.
بحث محمد بن سلمان عن شرعية تؤهله الى المنصب الكبير، لم يكن كافيا أن يكون ابن الملك، حاول أن يكتسب شرعية الملك المنتصر فدخل حرب اليمن التى يبدو أنها لم تمنحه ما يريد، فبحث عن شرعية الملك الذى يحافظ على تراب بلده، ففكر فى جزيرتي تيران وصنافير، دون أن يدرى أنه يشعل النار فى ثوبه، وثوب كل من يقترب منه على أرضهما، والنتيجة شرخ عميق ليس فى العلاقات المصرية السعودية الرسمية، ولكن شرخ فى الروح والنفس بين الشعبين.
حل هذه الأزمة فعليا عند المملكة، لابد أن تحترم حكم القضاء المصرى، أن تخضع لارادة هذا الشعب الذى قد لا يملك قوت يومه، لكنه لا يسامح من يقترب من أرضه.
على محمد بن سلمان أن يتخلى عن طموحه وجموحه، ويلتفت الى الداخل السعودي، فيقدم إصلاحات حقيقية يشعر بها مواطنه الذى يقترب منه الخطر الاقتصادى، وهو ما لن يستطيع أن ينكره. ساعتها يمكن أن يكتسب شرعية حقيقية وواقعية، تمنحه فرصة أن يكون ملكا حقيقيا.
هذه نصيحة لابد أن يأخذ بها الشاب الطموح قبل أن يدمره طموحه، فلا يحظى ببلح الشام ولا عنب اليمن… ولا جزيرتي مصر.