نقلا عن المصري اليوم
لا أعرف من بإمكانه أن يبدأ الخطوة الأولى لكننى أعرف جيدا أنه لابد أن تكون هناك بداية وخطوة أولى.. أعرف أيضا أن المصريين والتوانسة والجزائريين والمغاربة لا يستحقون هذا الاستغلال التليفزيونى الكروى التى تقوم به شبكة بى إن سبورت.. فمنذ بدأت بطولة الأمم الأفريقية الحالية ومعظم الناس فى هذه البلدان يعجزون عن مشاهدة مباريات البطولة أو مباريات منتخباتهم على الأقل.. فالناس هنا فى مصر اضطر بعضهم للاشتراك الموقت فى بى إن سبورت بالأسعار المغالى فيها التى فرضتها عليهم هذه الشبكة، أو اضطروا للفرجة فى المقاهى أو حاولوا رؤيتها عبر الإنترنت واكتفى الباقون بالراديو أو انتظار النتيجة ثم الفرجة على الأهداف فقط.
وحاولت الشاشات المغربية المحلية شراء حقوق بث مباريات المغرب فقط فى البطولة إلا أنها فوجئت بالشبكة القطرية تطلب 15 مليون دولار ثمنا لها وهو الأمر الذى رآه المغاربة مستفزا وفيه مغالاة واستغلال غير مقبول.. وعجز معظم التوانسة عن سداد أربعمائة دولار لكل من أراد الفرجة على البطولة ومباريات تونس لأنه رقم مغالى فيه فى ظل الظروف التونسية الصعبة حاليا.
وتكرر نفس الأمر فى الجزائر حيث كانت رسوم الاشتراك تفوق قدرة الكثيرين جدا مما اضطر معه الناس هناك للبحث عن أى وسيلة للفرجة فكانت هناك التويزة حيث بدأ الشباب فى الأحياء الشعبية الجزائرية المشاركة فى جمع المال من أجل اشتراك واحد ليجلس أمام الشاشة الكثيرون الذين تقاسموا هذا المال من أجل الفرجة.. وأنا هنا أتساءل عن المسؤول عن ذلك وإلى متى يمكن أن يستمر هذا الوضع الذى لا مثيل له فى العالم حولنا سواء أوروبيا أو آسيويا أو أمريكيا أو حتى أفريقيا.. فلابد أن تكون هناك حلول حقيقية بعيدا عن الحماقات والاستعراض الزائف مثل ما قام به الجهاز المصرى لحماية المنافسة.. لابد أيضا أن تكون هناك مساواة بين عرب الشمال الأفريقى وبقية شعوب العالم حولهم..
وأن يكون لعرب الشمال الأفريقى صوت عال يصل للفيفا وللمحكمة الرياضية الدولية.. صوت لا يرفض التشفير أو بيع حقوق البث التليفزيونية ولا ينوى ممارسة أى بلطجة إعلامية أو حتى توسل واستجداء لأى أحد.. فلا أظن أن الفيفا واتحاداته القارية تبيع الحقوق التليفزيونية ثم لا يعنيها بعد ذلك أن يتحول هذا الأمر إلى ابتزاز واستغلال سواء كان كرويا أو سياسيا.
أظن أيضا أن عرب الشمال الأفريقى لديهم قضية حقيقية لها أسانيدها ووقائعها وشهاداتها التى ستعيد لهم حقوقهم بشرط أن يجيدوا الحرب هذه المرة دون انفعال أو شعارات جوفاء أو أفكار وحسابات قديمة لم تعد صالحة، مثل تلك اللقاءات والزيارات الودية أو حتى اتحاد الإذاعات العربية.. شرط آخر هو اتحاد عرب الشمال الأفريقى فى هذه الحرب دون حسابات ومصالح خاصة تفتت هذا الاتحاد وتفسد كل أسلحة هذه الحرب المشروعة..
وأظن أن هؤلاء العرب يملكون رجال قانون وكرة قدم وتليفزيون وإعلام يستطيعون قيادة هذه الحرب والانتصار فيها أيضا مثلما انتصر آخرون فى الشمال والغرب أو الجنوب والشرق.