فاتن الوكيل
مع ساعات صباح يوم 24 يناير 2014، شعر سكان القاهرة الكبرى بانفجار شديد. سكان المناطق المتفرقة مثل المعادي والهرم ورمسيس وحتى الأبعد من ذلك بكثير، قالوا إن الانفجار وقع في منطقتهم لكنهم عجزوا عن تحديد الهدف، ليتضح بعد دقائق أن سيارة مخخفة استهدفت مديرية أمن القاهرة في قلب القاهرة، ووسط البلد.
الانفجار أدى وقتها إلى استشهاد 4 أشخاص بين رجال شرطة ومدنيين، بالإضافة إلى تضرر العديد من المنازل والمحال التجارية التي يكتظ بها الميدان. وسط هذه الكارثة، كان مبنى “متحف الفن الإسلامي” الشاهد على تاريخ المنطقة، تضرر بشكل كبير، خاصة وأنه يحوي آلاف القطع الأثرية، وكانت القطع الزجاجية الأكثر تضررا بفعل الموجة الانفجارية، لكن المبنى أصبح شاهدا على هذا الفعل الإرهابي، حيث سجلت كاميرات المتحف لحظة إيقاف السيارة المفخخة أمام المديرية ولحظة الانفجار. وقد تم فيما بعد القبض على المجموعة التي نفذت الانفجار، وقد تم إعدامهم العام الماضي، وهم نفسهم الذين أرشدوا على بقية الخلية الإرهابية، التي تم تصفيتها من قبل قوات الجيش والشرطة في منطقة عرب شركس.
منطقة باب الخلق التي تقع فيها مديرية أمن القاهرة ومتحف الفن الإسلامي، تعتبر من أقدم الأحياء السكنية على مستوى الجمهورية، منها خرج منه أول “فانوس” في عهد الدولة الفاطمية، ومازالت تضم أزقتها عشرات الحرف والمهن المصرية الأصيلة، مثل صناعة الرخام والأخشاب، والأثاث، والعطارة، والخيامية.
اليوم 18 يناير 2017، وبعد ثلاث سنوات من الانفجار، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي والدكتور خالد العناني وزير الآثار، المتحف، بعد انتهاء عمليات الترميم. ولمن لا يعرف تاريخ “متحف الفن الإسلامي” وما يمثله من أهمية تاريخية وثقافية، يُقدم إعلام دوت أورج 10 معلومات عن تاريخ المتحف وأهم ما تحويه جدرانه.
1 ترجع فكرة إنشائه إلى عام 1869 عندما اقترح المهندس سالزمان على الخديوي إسماعيل إنشاء متحفا للآثار الإسلامية يضم ما يمكن جمعه من المساجد من تحف وآثار.
2 تأخر تنفيذ الفكرة حتى عهد الخديوي توفيق، حين صدر مرسوم بتكليف وزارة الأوقاف بتخصيص مكان لإقامة المتحف.
3 أطلق عليه في البداية “دار الآثار العربية”. حيث بدأت الحكومة المصرية عام 1880م في جمع التحف الفنية التي كانت موجودة في المساجد والمباني الأثرية في ذلك الوقت، وعهدت إلى فرانتز باشا إعداده وتنظيمه فأتخذ من الإيوان الشرقي في جامع الحاكم بأمر الله موضعًا له، ثم عرضت التحف في متحف صغير بني من أجل ذلك في صحن الجامع.
4 ظل إشراف المهندس فرانتز باشا على المتحف من سنة 1881 إلى سنة 1887م، ثم أعقبه المهندس ماكس هرتس بك كبير مهندسي لجنة حفظ الآثار العربية الذي عين عام 1901 أمينًا عامًا للمتحف.
5 صدر أول دليل لمحتويات الدار في سنة 1313هـ/ 1895م وضعه المهندس هرتس بك.
6 بقي المتحف في موضعه بجامع الحاكم لم يطرأ عليه تغير إلى أن تم إنشاء لجنة لحفظ الآثار العربية سنة 1881 ودخول تحت إشرافها، ثم طالبت اللجنة الحكومة عام 1899 بإنشاء المبنى الحالي للمتحف بميدان باب الخلق فلما اكتمل البناء نقلت المتحف إلى مقره الحالي.
7 تم افتتاح المتحف الحالي في 9 شوال سنة 1321هـ/ 28 ديسمبر 1903م، واستمر بنفس الاسم “دار الآثار العربية”.
8 في عام 1952 تغير اسم المتحف من دار الآثار العربية إلى “متحف الفن الإسلامي”، لأنه يحوي تحفًا فنية صنعت في البلاد العربية والبلاد الإسلامية مثل إيران وتركيا وبلاد وسط آسيا والهند والأندلس. وقد تنوعت المحتويات من بين بداية العصر الإسلامي حتى نهاية القرن الثالث عشر الهجري، أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
9 اتسع نشاط المتحف وتعدى نطاق عرض التحف ليشمل الكشف والتنقيب عن التراث الفني الإسلامي والمحافظة عليه والتعريف بأهميته، وذلك بالإشراف على الحفائر في العواصم الإسلامية المختلفة.
10 للمتحف مدخلان أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية وهو المستخدم الآن. ويتكون المتحف من طابقين، الأول به قاعات العرض والثاني به المخازن وبدروم يستخدم كمخزن ولقسم ترميم الآثار.
يذكر أن خسائر المتحف عقب انفجار عام 2014، كانت فادحة، حيث يضم مجموعات متنوعة من الفنون الإسلامية من الهند، والصين وإيران مرورا بفنون الجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا والأندلس.
ولم تتوقف أعمال الترميم عند الجانب المعماري للمبنى الذي سقطت بعض حجارته جراء الانفجار، بل شملت أيضًا تطوير منظومة التأمين من خلال تزويده بكاميرات مراقبة وكذلك إدخال منظومة التأمين ضد الحريق داخل المخازن، بالإضافة إلى تطوير وحدات الترميم الموجودة بالمتحف بما يتناسب مع كونها داخل واحد من أهم المتاحف المصرية.
إليكم بعض الصور النادرة للمتحف