أهلاً بحضرتك يا عمي إحنا إللي تشرفنا بزيارة حضرتك، ولكن شايفك مستغرب من لبسنا كلنا لـ « بَلاطي كحلي » بجيوب واسعة، ولكن أحب أعرفك بعائلتي والتي وبلا فخر كلها تعمل في سكك حديد مصر.
«أخي الكبير» وهو مثلي الأعلى وقدوتي في «عالم التسويق العشوائي البربري»، وهو مسئول بيع ” البشارة، القشارة، الحشارة، الدوارة، ب 2 ونص والأربعة بعشرة” في القطارات المكيفة، ويستطيع بسهولة إيذاء من لا يشتري منه بـ «عاهات مستديرة».
و هذا «أخي الصغير» وهو يقضي وقت فراغة في بيع الشاي في القطارات، ولديه من الموهبة ما يساعدة على دلدقة الماء المغلي على الركاب الجالسين والواقفين معا، وهو مشمر البنطلون بدون أن يتأذى ظهرة أو قدميه العاريتين، بالأضافة إلى أنه بلطجي ويستطيع أن يخيف من يعترض على حرقه أو حرق أبنائه في القطار بالماء المغلي.
ندخل على الوظائف الميري بقي يا عمي وعلى رأي المثل « إن فاتك الميري خد الميري إللي بعده بس خلي بالك ده محافظات»
كان «جدي الكبير» رحمه الله سائق قطار وهومن ابتدع فكرة تأخر القطارات بالساعات والأيام والشهور، وعندما عاتبه أحد الركاب ذات مره على أنتظاره في المحطة وقال له الراكب : أناواقفً على رجلي مستنيك من6 ساعات،
فقال له جدي بهدوء «جراح بريطاني»: “طب ماقعدتش ليه”، كما أن جدي كان دائما يقول حكمة “هي الدنيا هتطير”، ومنذ ذلك الوقت وكل سائقين القطارات في مصر يسيرون على نهج جدي ويؤمنون بمبدأه في الحياه أن الدنيا حقًا لا تطير.
ولو تتذكر معي يا عمي سائق القطار الذي أوقف القطار في مزلقان لشراء علبة سجائر وكان له فديو شهير، هذا السائق لا يقرب لنا بالتأكيد، ولكن «خالي الوسطاني» هو اللي كان باعته يجيبله علبة سجائر بالقطر ويرجع له تاني، وهذا الموقف يضحكنا جميعا عندما يقصه علينا خالي كل مرة.
كما أن «خالي الوسطاني» أيضًا مشهود له بالكفائة العالية في قيادة القطارات حتى وصلت به الإحترافية أنه تحرك من « الجيزة لـ بني سويف » بدون أن ينقلب في« الوسطى »، وقد كرمه محافظ المنيا تشجعا منه على الاستمرار بنفس هذه الكفائة حتى يصل للمنيا في المرات القادمة.
وهذا هو عمي الكبير وهو أشهر موظف حجز تذاكر في محطات مصر والشهير بجملة “معنديش تذاكر وهو عنده جوه” ده أن رد على حضرتك أصلا.
كما أني لديا عم أخر وهو ناظر محطة ولكنه للاسف مجاش معانا لأنه بيصلي.
ولا تأخذني يا عمي إذا كنت كثير الكلام، ومن وقت ما دخلت وأنا بعرفك على أسرتي ولكن هذا كله من فخري واعتزازي بهم وبهيئة السكك الحديدية ككل، ويتبقى أنا لم أعرفك على نفسي، أنا والحمد لله بجمع تبرعات الصم والبكم باعتباري أخ لهم واحد منهم في قطار الصعيد ومن لا يتبرع لي أقول له “مش عاوزين من وش … حاجة”
ماتطلع لنا العروسة بقى يا عمى تجلس معانا علشان بابا يشغبط على وشها يقطعها من النص، إذا كانت تجلس في مقعدها الصحيح.