خلال سنوات نجوميتهم، جسدوا قصصًا فنية، لم يتخيلوا أن ترقى قصة موتهم أن تكون واحدةً منهم، فالنهايات المأساوية التي واجهها عدد من نجوم الفن، من قتل وفقر وغرابة، يمكن أن تتجسد في أفلام سينمائية أو مسلسلات تلفزيونية، يرصد “إعلام دوت أورج” أبرزها.
نرشح لك : نهايات مأساوية (1).. وداد حمدي قتلها الريجيسير
في الـ29 من مايو عام 1981، شهد نهاية شارع الهرم بجانب “ميناهاوس” وأمام مطعم “خريستو”، آخر ألحان ساحر الأوتار عمر خورشيد، الحزينة التي عزفها زجاج سيارته نتيجة اصطدامها بالجزيرة المتوسطة بعنف، ليطير جسده خارجًا من الزجاج الأمامي ليفارق الحياة متأثرًا بجروح ذبحية ثلاثية بالرقبة والصدر،
نتيجة لارتطام جسده بعدها بعامود الإنارة ليصاب بعدة كسور، أنهت حياته بصورة أليمة يشوبها التساؤل هل الجاني السياسة أم الأحقاد أم الحب؟
ترك الموسيقار الشاب “الرولاند”، بحي الزمالك، بعدما أحيا فيه حفلًا غنائيًا أقيم على شرفه، بدعوة من رجل الأعمال عادل الصيرفي، وزوجته “نوال”، بعد إلحاح الراحلة مديحة كامل عليه لقبول دعوة الأخير، ليعزف في حفله، بحضور نجوم كبار، واستقل سيارته، بصحبة زوجته اللبنانية “دينا”، متوجهًا إلى مقهى “شاليمار”، لمقابلة أصدقائه هناك بحسب رواية الفنان سمير صبري، إلا أنه فوجئ بـ3 أشخاص يركبون عربة “بويك فان” خضراء اللون، منزوعة اللوحات المعدنية، يلقون عليه وابل من الشتائم هو وزوجته، وتقدموا أمامه لاستفزازه، فطاردهم بطول شارع الهرم حتى وصل لنهايته فكسروا عليه، فاختلت عجلة القيادة في يديه، ليلقى حتفه بعد اصطدامه بالجزيرة الوسطى بعنف، ويُنقل لمستشفى “المواساة” وتنقل زوجته لمستشفى “الأنجلو”.
بعد وقت قصير من وصول “خورشيد” إلى المستشفى فارق الحياة متأثرًا بجراحه، ووصل الخبر لأخته الصغرى الفنانة شيريهان لتصاب بشلل مؤقت، أثناء عرضها لمسرحية “سك على بناتك”، وتجهض زوجته الرابعة مها أبو عوف حملها، بعد تعرضها لانهيار عصبي بعد سماعها لخبر موت زوجها، ليفارق الحياة دون أبناء عن عمر ناهز الـ36 عامًا، ويدفن الموسيقار الشاب، ويقيد حادثه ضد مجهول، دون البحث عن الجاني أو التحقيق في القضية التي تحوم حولها الشكوك.
نرشح لك : نهايات مأساوية (2).. سيد درويش الحشيش أم الإنجليز؟
السياسة أم الغيرة من الجاني الحقيقي في القضية لا أحد يعلم، فأصابع الاتهام تشير إلى أن تدخل خورشيد لرد الأذى عن سعاد
حسني، ووقوفه أمام مسئول سابق، وتهديده له في مكتبه، خاصة أن الأخير أشعل نار الفتنة بين الموسيقار وبين الرئيس الراحل أنور السادات بإطلاقه لإشاعة ارتباط الفنان بابنة الرئيس الصغرى “جيهان”، المعروفة بـ”نانا”، وعرض المسئول التدخل في الموضوع لإنهائه ليكون ذلك الأمر بالتخلص من الإشاعة بمعرفته حتى لو وصلت لقتله، بحسب ما جاء في مذكرات “سعاد حسني”، التي أكدت أن الموسيقار محمد عبد الوهاب كان على علم بتلك المؤامرة ونبه عمر لخطورتها وضرورة مقابلته للسادات لرد تلك الأقاويل عنه وابنته، وهو ما ألمح له موسيقار الأجيال في تصريح صحفي له في صحيفة “لوموند” الفرنسية بأنه ضحية مؤامرة سياسية.
لم تكن سندريلا الشاشة العربية، الوحيدة التي رجحت أن السياسة قتلت خورشيد، بل أكد ذلك الإعلامي مفيد فوزي، ولكنه رجح أن السبب هو إشاعة زيارته لتل أبيب وإقامة حفل موسيقي فيها، بعد عزفه في البيت الأبيض، بأمريكا بعد توقيع اتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر والعدو الإسرائيلي، بدعوة من السادات، ما أشعل الغضب العربي ضده، ومنعت عدة دول حفلاته وإذاعة موسيقاه فيها مثل قطر والكويت، وهي الإشاعة التي قالت “حسني” أن المسئول المذكور هو مصدرها، إلا أن “فوزي” بالرغم من تأكيده لأقاويل “حسني” وجه أصابع الاتهام أيضًا لبعض الجهات السياسية كمنظمة التحرير الفلسطينية، التي حاولت اغتيال الموسيقار الراحل، قبل وفاته بفترة قليلة بإرسال قنبلة على شكل بطارية سيارة إلى منزله، ونجاته منها بعد اكتشافها وإبلاغ الشرطة التي عينت له حارسًا شخصيًا.
في احتمالية أخرى رأى “فوزي” أنه من الممكن أن تكون الغيرة المهنية قاتلًا محتملًا خاصة لأن حب الفنان عبد الحليم حافظ، وتمييزه لـ”خورشيد”، واختيار أم كلثوم له بالرغم من صغر سنه، جعل له أعداء كثيرين من الوسط الموسيقي، وزرع فيهم الأحقاد، بالإضافة لقاتل ثالث وهو حب الموسيقار الشاب للنساء وتورطه في قصص حب كثيرة، ما يجعل احتمالية قتله بسبب علاقة نسائية مطروحة، ولكنها تظل جميعًا احتمالات دون إجابة مؤكدة.
نرشح لك : نهايات مأساوية (3).. ميمي شكيب سقطت من البلكونة
ولد عمر محمد عمر خورشيد، في حي عابدين بالقاهرة في 9 إبريل 1945، وهو الأخ الأكبر للفنانة شريهان من أمها، ويكبرها بـ19 عامًا، وهو السبب في نجوميتها، حصل على ليسانس الآداب قسم فلسفة، ودرس الموسيقي بالمعهد اليوناني لـ”الفيلهارموني”، تزوج من أمينة السبكي، لعام واحد، لحقها بالفنانة ميرفت أمين، ثم تطلقا بعد عدة أشهر، ليتزوج من خبيرة المكياج اللبنانية دينا إلى يوم وفاته، لكنه تزوج عليها الفنانة مها أبو عوف، قبل حادثه بـ5 أشهر.