بين الميلاد والوفاة.. شاعر ومخرج وسياسي ارتبطوا بـ"25 يناير"

فاتن الوكيل

سيظل تاريخ 25 يناير على مر السنوات مرتبطا بأحداث اجتماعية وسياسية، بين مقاومة الشرطة قديما، والثورة على نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك في 2011. لكن هناك مناسبات أخرى لهذا التاريخ، من بينها ما يرتبط بشخصيات فنية وأدبية، إما رحلت أو ولدت فيه.

إعلام دوت أورج يستعرض من نحتفل بذكرى ميلادهم أو نفتقدهم في 25 يناير.

يوسف شاهين

طالما كان يحلم المخرج المولود في 25 يناير 1926 بمحافظة الإسكندرية، أن يرى الثورة التي آمن بها، وتنبأ بقيامها في آخر أفلامه “هي فوضى”، لكن ذلك لم يحصل، حيث توفى في 27 يوليو 2008.

لكن تاريخ ميلاد “شاهين” كان على موعد مع الثورة المصرية، والتي اختار لها القدر أن توافق تاريخ 25 يناير، وهو نفسه تاريخ ميلاد المخرج الذي سافر عام 1946 إلى الولايات المتحدة حيث درس الفنون التمثيلية بكلية (مسرح باسادينا) بكاليفورنيا.

يعتبر فيلم “بابا أمين” عام 1950، أول أفلام “شاهين”، وكان وقتها عمره 23 عاما، ثم انطلق في عالم الإخراج، ومن أبرز أفلامه “صراع في الوادي”، “الناصر صلاح الدين”، “الأرض”، “الاختيار”، “العصفور”، “عودة الابن الضال”.

اشتهر شاهين بالأعمال السينمائية التي جسدت مسيرته الإخراجية، وهي “حدوتة مصرية”، “اسكندرية ليه”، “اسكندرية كمان وكمان”، “اسكندرية نيويورك”.

 

عزيز صدقي

في 25 يناير 2008، أعلنت وكالات الأنباء الرسمية، عن وفاة عزيز صدقي، رئيس وزراء مصر الاسبق، في مستشفى جورج بومبيدو بباريس عن عمر يناهز 88 عاما.

ولد صدقي في أول يوليو من عام 1920 وحصل على بكالوريوس الهندسة قسم العمارة من جامعة القاهرة عام 1946، وحصل على الدكتوراه في التخطيط الإقليمي والتصنيع من جامعة هارفارد الأمريكية عام 1950.

تحدث خلال لقاءً تلفزيونيا مع قناة المحور، عن الإشادات التي تأتيه على فترة توليه المسئولية، والتأكيد على أنه لم يستفد من الوزارة، حتى أنه ظل يسكن شقة بالإيجار في منطقة الزمالك، حيث قال : “الإنسان لما بيعجز بيفكر في لقاء ربنا.. وأنا بتمنى يوم اللقاء إن ربنا يجازيني بما عملت وأنا راضي بحكمه ودي نعمة من ربنا إنك متخافش من ملاقاة ربك.. إزاي متخافش؟ بانك تخدم عبيده”.

 

يلقب عزيز صدقي بـ”أبو الصناعة المصرية”، اختير وزيرا للصناعة عام 1956 ليكون أول وزير صناعة مصري، ثم نائبا لرئيس الوزراء للصناعة والثروة المعدنية 1964 ثم مستشارا لرئيس الجمهورية في شئون الإنتاج 1966. أصبح وزيرا للصناعة والثروة المعدنية عام 1968، وأصبح عضوا بمجلس الأمة عام 1969 وعضوا بالمجلس الأعلى للدفاع المدني عام 1970، وعضوا باللجنة العليا للاعداد للمعركة 1972، إلى أن اختاره السادات ليتولى رئاسة وزارء مصر عام 1972، ثم أصبح مساعدا لرئيس الجمهورية عام 1973.

سيد حجاب

آخر من فقدناهم في تاريخ 25 يناير، ومع مرور الذكرى السادسة لثورة يناير. تصادف أن يتوفى كاتب دباجة الدستور المصري الذي أقر رسميا بثورة يناير، وجعل من ذلك اعترافات رسميا وسياسيا وليس شعبيا فقط بالثورة.

عشرات التترات أصبحت تراثا غنائيا وثقافيا، حتى وإن لم يكن يعلم البعض أن سيد حجاب، هو صاحب أشعارها. الكلمة التي تحمل الحكمة والشجن والرسالة التي تختزل آلاف المشاعر في كلمات بسيطة، كانت بإمضائه.

كتب تترات العديد من المسلسلات مثل “كناريا وشركاه”، و”الحقيقة والسراب”، و”جحا المصري”، و”الأصدقاء”، و”الليل وآخره”، و”أوبرا عايدة”، و”هوانم ججاردن سيتي”، و”الشهد والدموع” و”ليالي الحلمية” وغيرهم الكثير ممن لا يمكن حصره هنا.

https://www.youtube.com/watch?v=eoagC2J2wew

 

كتب حجاب للأطفال في مجلتي “سمير” و “ميكي” في الفترة من عام 1964إلى عام 1967، كما شارك في إصدار مجلة “جاليرى 68” ونشر بها بعض أشعاره ودراساته. كما حصل على العديد من الجوائز كان أبرزها جائزة “كفافيس” الدولية في الشعر عام 2005 عن مجمل أعماله، كما كرمه معرض تونس الدولي للكتاب في دورته السادسة والعشرين باعتباره أحد رموز الشعر الشعبي في العالم العربي.

ظل سيد حجاب غزير الإنتاج الشعري حتى آخر سنوات حياته، لكنه في الفترة الأخيرة تعرض لوعكة صحية شديدة سافر على إثرها إلى فرنسا، ثم نقل إلى مستشفى المعادي العسكري وتوفى في تاريخ الثورة التي حلم بها ورأها تتحق أمامه، حتى وإن لم يعش حتى تحقق أهدافها.