إسلام وهبان
صدر مؤخرًا عن دار “المصرية اللبنانية” للنشر والتوزيع، كتاب “الآثار.. شفرة الماضي.. اللغز والحل”، لخالد عزب، دكتور الآثار بجامعة القاهرة، والذي يتحدث في كتابه عن علم الآثار ودوره في التعرف على مدى وكيفية التطور الذي لحق بالإنسانية.
إعلام دوت أورج ينشر أبرز ما تناوله الكاتب، دكتور خالد عزب، في كتابه الجديد، وذلك من خلال النقاط التالية:
- الكتاب يتكون من ستة فصول، أولها علم الآثار وتطور المجتمعات والثاني عن فك طلاسم الماضي، وهو فصل يحكي قصة وتطور الكتابة وفك شفرات اللغات القديمة كالمصرية القديمة، التي حاول العرب بل قدموا خطوات مهمة في فهم هذه اللغة وطبيعتها، سواء عبر “ذو النون المصري” أو “ابن وحشية”، كما يعرفنا المؤلف على خطوات فك الكتابات “السومرية” وكيف تم فك شفرتها، وكذلك كتابات “المايا”.
- الفصل الثالث يتحدث عن علم الآثار وغذاء الإنسان، حيث يهتم علم الآثار منذ فترة طويلة بجوانب الطعام المادية التي كانت سائدة منذ العصور الحجرية، فتتبعوا أصول الغذاء وتطوره وانتشاره، وناقشوا وصنفوا ما كان يؤكل، ومن أين كان يأتي؟ وكيف كان ينتج ويوزع؟
- سعي الانسان منذ أن اعتمد على التقاط الصالح للأكل من النباتات البرية وصيد الحيوانات إلى الزراعة وتدجين واستئناس الحيوانات، كان سعياً وراء توفير حاجته للطعام، المؤلف يجيب في كتابه على كل الأسئلة المتعلقة بهذا الموضوع في فصل كامل، لكن يستدعي الانتباه في هذا الفصل تناوله لـ”طبق الفول”، أشهر أكلة عند المصريين منذ عصر الأسرات الأولى الفرعونية، حيث عثر على بذوره في أحد قبور الأسرة الثانية عشر الفرعونية وفي العديد من الأماكن، ويشرح المؤلف أن كلمة “فول مدمس” تعني بالمصرية القديمة “الفول المدفون” وأصلها تمس بالعربية إلى “مدمس”.
- مهنة الطباخ في القصر الملكي في العراق القديم كانت لها مكانة خاصة، ووصلنا قطع طينية تعود إلى ما قبل عام 1700 ق.م، بها وصفات وطقوس الطبخ في القصر، وتحتوي على 25 وصفة، 21 منها عن اللحم المسلوق بالماء، وأربع منها تشمل اللحم المطبوخ بالخضراوات.
- الفصل الرابع عن “السياق والأثر”، فهو يحذر من أن سرقة الآثار من موقعها من قبل اللصوص تفقد القطعة الأثرية جزءاً كبيراً من قيمتها، فالسياق الذي يجري فيه الكشف عن القطعة الأثري تحليله يساعد علماء الآثار على فهم المجتمعات القديمة وطبيعة النشاط البشري، فيما يتعرض الفصل الخامس لتقنيات تأريخ الآثار الحديثة، وهو فصل يجذب القارئ إذ يجعل لدية درجة من الخبرة النسبية حول هذه القضية بدءاً من الزخارف إلى الكتابات إلى المواد التي يصنع منها الأثر، وطبقات الموقع الأثري، واستخدام تقنيات المعامل.
- الفصل السادس بعنوان “علم الآثار.. استعادة الماضي للمستقبل”، وفيه يعود المؤلف إلى رؤية علماء العرب لعلم الآثار، فقد جعل العرب والمسلمين النظر في الماضي للعظة والعبرة، من هنا نستطيع أن نفهم كتاب “المقريزي”، المؤرخ المصري في العصر المملوكي، حين عنون كتابه “المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار” الذي يذكر فيه آثار القاهرة وما طرأ عليها من تحولات عبر الزمن، لكن هل كان “المقريزي” سابقاً لعصره حين عالج آثار القاهرة في كتابه!، إذ يرى أن الأثر ليس بناية أو قطعة، بل تعبير عن ثقافة المجتمع.
يذكر أن دكتور خالد عزب، من مواليد 1966، بمحافظة كفر الشيخ، تخرج في كلية الآثار جامعة القاهرة عام 1988، وحصل على الدكتوراة عام 2002، ويشغل العديد من المناصب أبرزها، مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، ومديرًا بالإنابة لمركز الخطوط بمكتبة الإسكندرية، ورئيس تحرير مجلة “أبجديات” بالمركز.
عضو باتحاد الأثريين العرب، وعضو اتحاد الكتاب بمصر، وأحد أبرز المهتمين بعلم الآثار. صدر له عدد كبير من المؤلفات والتي من أبرزها، “القدس.. المدينة والتهويد”، و”الأهرامات المصرية أسطورة البناء والواقع”، و”الفسطاط.. النشأة والازدهار”. شارك في تحرير دائرة سفير للمعارف الإسلامية، كما قدم عددًا من الدراسات والمقالات في المجال الأثري.