فاتن الوكيل
الجميع يحتاج إلى المساعدة. خاصة الأمهات الجدد، فحتى إن وجهت لهن العديد والعديد من النصائح من داخل وخارج العائلة، تظل التجربة الشخصية أمرا آخر. ومع تطور مواقع التواصل الاجتماعي، التي اقتحمت جميع مجالات حياتنا، فيمكن أن نجد “بوستات” من صفحات مختلفة توجه نصائح عن الأمومة، ومشاكل الأطفال، ونصائح للتربية، وصفحات أخرى، تُعدد هموم الأمومة، وتُختمها بجملة “الأمومة مش سهلة بس مستاهلة”، حتى أنها أصبحت مادة للسخرية بين الأمهات.
وسط هذا، ظهرت صفحة باسم “وجهة مظر” تنشر من وقت لآخر عددا من الفيديوهات يحمل كل فيديو موضوعا محددا عن الأمومة، والمواقف التي تُقابل المرأة داخل منزلها. وكان من اللافت أن تكون بطلة هذه المعاناة الممزوجة بالسخرية، الفنانة علا رشدي، زوجة الفنان الشاب أحمد داوود.
وكما قالت علا خلال حوار سابق لها مع الإعلامية منى الشاذلي على قناة cbc، فإن الموضوع بدأ معها منذ قدوم طفلتها الأولى “جميلة”، حيث كونت عدة أفكار ومشكلات عن تربية الأطفال، حتى أن نصائح والدتها ومعارفها وقفت عاجزة عن حلها، ومن هنا فكرت في أن تُعد برنامجا، لكنها في الوقت ذاته تعرف أنها “مش مذيعة” ولا ترغب في هذا الدور.
لذلك بدأت بتسجيل عدة فيديوهات يتناول كل منهم موضوعا مختلفا، وذلك لهدفين، الأول، رغبتها في أن تشعر الأمهات بالتقدير وأن هناك من يشاطرها حالة “الجنان” التي تواكب تربية الأطفال، والثاني، أن تُقدم حلولا ولو بسيطة لهن. وهنا نرصد خمسة أسباب ستجعلك ترغبين في متابعة صفحة “وجهة مظر”.
التجربة الشخصية
تأتي الثقة أحيانا من رؤيتنا للتجربة الشخصية التي يعرضها علينا غيرينا، خاصة وأن علا رشدي لا تتحرج في إظهار تفاصيل حياتها اليومية مع أبنائها، وسط صخب الصراخ و”مناهدتها” معهم. كما أننا نجد أن تجربتنا تتقاطع في بعض المواقف مع تجربة الغير، مما يخلق حالة من المصداقية لما نشاهده.
التفاعل
تحرص علا على التفاعل مع متابعي حلقات “وجهة مظر”، إما بطلب تقديم نصيحة جديدة غير التي يطرحها الفيديو، إذا كانت فعالة أكثر في التعامل مع الأطفال، أو بطرح المشاهدين لموضوعات الحلقات التي يرغبون في إعداد فيديوهات عنها. كما تعقد علا في بعض الأوقات فيديوهات “لايف” تتلقى من خلالها بعض الأسئلة أو النضائح، وخلال ذلك لا تُمانع في أن تظهر بعض معاناتها كأم في النقل المباشر، وهي المواقف التي تخلق حديثا آخر.
بدون فذلكة
وهذا هو المهم، فبعيدا عن النصائح المباشرة المعلبة التي تُقدم في كل برامج المراة، والتي لا يمكن إنكار فاعلية بعضها، إلا أن الطريقة التي تُقدم بها المشكلة وبعض حلولها في فيديوهات “وجهة مظر” تجذب متابعيها بسبب بساطتها وبعدها عن “الفذلكة”، حيث تتعامل مع متابعي الصفحة بمبدأ “كلنا في الهوا سوا”.
بدون تمثيل
ربما يعتقد البعض أن عمل علا رشدي كممثلة ساعدها في نجاح تجربتها، لكنها قالت في حوار سابق أن بعض اللقطات صورتها قبل أن تُنفذ فكرة الصفحة، وهي لقطات تم تصويرها بينها وبين أطفالها خلال اللعب أو حضور إحدى المناسبات، من باب الذكرى ليس إلا، لكن بعد تنفيذ فكرة “وجهة مظر” أصبحت تستعين بها، لذلك فإن ما يظهر في الفيديو هو تعامل أم مع أبنائها بشكل طبيعي، بعيدا عن أي شبهة تمثيل.
مدة الفيديو
حرصت صاحبة فكرة “وجهة مظر” على أن تكون الفيديوهات قصيرة، حتى لا تُضيع وقت الأم التي ترغب في متابعة الصفحة، حيث تعلم مدى انشغال ربة المنزل أو الام بصفة عامة التي تتعامل مع أطفال صغار، وتقديرها لقيمة كل ثانية تمر من يومها، لذلك نجد أن الفيديوهات تتراوح من 5 إلى 13 دقيقة، وهنا يمكن للأم مشاهدتها في أوقات فراغها “إن وجدت”.