لا أعرف لماذا لم “يكلف” المخرج نفسه بالتعب أكثر على هذه الفكرة الجيدة المقتبسة لتمصيرها بدلا من الاستسهال في كتابة السيناريو بهذه السذاجة الدرامية!؟ لا أعرف هل صناع الفيلم كانوا متعجلين لخروج العمل؟ أم إن المخرج لم يكن لديه في الإمكان أكثر مما كان؟
الفرق بين العمل المصري والمقتبس منهم واضح سواء في الفكرة أو السيناريو أو تكنيك الإخراج وكذلك الإنتاج الذي تعثر في البداية قبل دخول شركة إنتاج أخرى، ولكل فيلم نصيبا من أسمه، فطالما جعلنا “القرد بيتكلم” إذا لك أن تتخيل أي شيء في هذا العمل، قفزات في السيناريو أحيانا وعدم منطقية في الأحداث أحيانا أخرى و لما لا فنحن في “سيرك” لكنه سينمائي هذه المرة نفعل ما نشاء، أعتقد أن المخرج بيتر ميمي أجتهد أكثر في فيلمه السابق “الهرم الرابع” والمقتبس أيضا من أعمال أجنبية ولكنها “آفة” النجاح أن يتم الاستسهال بعد ذلك عندما ننال ثقة المنتجين والجمهور! كان من الممكن أن يستعين المخرج بسيناريست أو ورشة كتابة تجيد التمصير مثلما كان يحدث في الماضي البعيد والقريب ويتفرغ هو للإخراج وحركات الكاميرا التي أزعجتنا باللف والدوران من أجل التشويق والغموض!؟ وبالطبع الاقتباس من أعمال أجنبية موجود طوال الوقت بالسينما المصرية ويكون أحيانا به جهد وإضافة سينمائية جيدة وأحيانا أخرى يتم اختصار الفيلم في عدة ورقات والباقي مواقف وطرائف كوميدية !
الأحداث تدور حول شقيقين نشاهد كلاهما يقوم بعملية نصب بخدع مختلفة والسذاجة تفاجئك من أول مشهد حينما يستخدام أحدهما “التنويم المغناطيسي” في الشارع بكل سهولة وبدون مقدمات! وهو أمر كان مقبولا في خمسينيات القرن الماضي في أفلام اسماعيل يس! ولكن كما ذكرت “القرد بيتكلم” فكل شيء ممكن إذا!
وبعد ذلك يبدأ الشقيقان تنفيذ عملية لإنقاذ والدهما ونعرف تفاصيلها شيئا فشيئا من أجل الغموض والتشويق والذي ممكن بسهولة تكتشف اللغز بمجرد ذكر أسم العميد المتقاعد “زكريا المظ” وظهور سيد رجب وهو من أضعف أدواره وكان “miss casting ” لشخصية عميد الشرطة وأداءه غير مقنع وأقرب منه بحركات جسده وتعبيرات وجهه وهو يساوم الخاطفين كزعيم عصابة عن كونه رجل شرطة حتى ولو كان منحرف! أما عن الحوار في مشهد استدعاءه للخدمة فكان سيئا جدا، ومن الأمور اللافتة بالعمل الجرأة في “السخرية” من الشرطة وهي تتجاوز ما حدث في أشهر الأعمال المشابهة “الإرهاب والكباب” والذي تتذكره في مشهد خروج الخاطفين وهنا تم وسط رجال الشرطة وكان أوقع في الإرهاب والكباب عندما خرج عادل إمام ورفاقه وسط المخطوفين.
ثم تجد الطرف الثالث في هذا التشكيل العصابي “ريهام حجاج” يستبعدوها من مشاركتهما العملية ويحتجزوها ثم نفاجأ بها تعود وتواصل العمل معهما بهدوء وكأن شيئا لم يكن! والمذيعة “رانيا شاهين” كيف تم تجنيدها وتقديمها كفرد ضمن العصابة وهي المفترض مذيعة في محطة معروفة للأمن! ولكن “القرد بيتكلم”!
أما على مستوى فريق التمثيل تفوق بشكل لافت بيومي فؤاد في تقديمه لشخصية وزير الدخلية وبالنسبة للفيشاوي وعمرو واكد فتتذكر بسهولة أداء أفضل لهما في أعمال سابقة، ومن الأشياء الجيدة اللافتة بالفيلم أغنية الراب لتتر النهاية والتي تجاوب معها الجمهور مع أن الموسيقى التصويرية للعمل كانت مزعجة!
الجمهور يرحب!
ولكي نكون منصفين فالترحيب بالفيلم بين جمهور الشباب كان كبيرا ويفوق التوقعات وجعله يحقق إيرادات كبيرة منذ يوم عرضه الأول وبالنسبة لهم فيلم “مسلي” وهي عادة الجمهور المصري والذي يفاجئ الجميع دائما وربما لأن الفيلم مختلف عن السائد بدور العرض لذلك تعمدت التحدث مع الجمهور فوجدت أغلبهم معجب بالعمل رغم عدم اقتناعهم بمنطقية الأحداث ولكنهم يبحثون عن سينما مصرية مختلفة وتظل مقولة “الجمهور عايز كده” تتردد بقوة في سوق الإنتاج! أو القرد أتكلم وقالك now you see me
يبدو حب السينما واضح لدى الطبيب وفيما بعد المخرج بيتر ميمي ويقوم بجهد في البحث عن أفكار ولكن ممكن أن يتخلى عن كتابة السيناريو والحوار في أعماله القادمة ويكتفي بالفكرة بالتأكيد ستكون النتيجة أفضل.