كعادتنا في سلوك الفضيحة، ساعات قليلة كانت كافية، حتى تصبح سيرة خالد يوسف وزوجته على كل لسان، في مختلف وسائل الإعلام، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وحتى رسائل الموبايل الإخبارية، ولم ينس المصدر الأمني بمطار القاهرة، في سياق تصريحاته حول واقعة إيقاف النائب البرلماني الشهير، والمخرج السينمائي الأشهر، لم ينس أن يؤكد أن خالد يوسف لم يقدم أي روشتات طبية تثبت صحة كلامه، بشأن أقراص عقار الزانكس المضبوطة بحيازته، وهو ما استوجب اتخاذ الإجراءات القانونية ضده، وترحيله للنيابة العامة للتحقيق، كما لم يفته إضافة أن هذا هو ما يتبع في تلك الحالات دون استثناء لأي شخص، مهما كان اسمه أو منصبه.. شيء جميل، بل وجميل جداً، ألا تكون هناك أي استثناءات من أي نوع، نتمنى هذا.
نرشح لك : حسين عثمان يكتب: اللعب فى الدماغ
احتاج الأمر لعدة ساعات أخرى، استمعت خلالها نيابة النزهة لشهادة الأستاذ الدكتور هشام حتاتة، استشاري الطب النفسي، الطبيب المعالج لزوجة المخرج خالد يوسف، والتي أكدت صحة أقوال المخرج السينمائي بأن الأقراص المضبوطة بحيازته تخص زوجته، ودعمها بصورة من الروشتة الطبية، كما حدد الصيدلية التي تم صرف العلاج منها، خاصة وأن هذا العقار من تلك التي لا تصرف إلا بالتواصل فيما بين الصيدلي والطبيب المعالج، فأفرجت النيابة عن خالد يوسف في الحال، ولكننا، كعادتنا أيضاً في سلوك الستر، لم نهتم بتوضيح الأمر، أو تصحيح الوضع، وتركنا خالد وزوجته وحظهما، خاصة وأننا كنا قد انشغلنا بالدخول في أجواء مباراة مصر والمغرب الحاسمة، والتي عدنا بفوز مصر بها للمرجعية الإلهية فقط لا غير، واللعنة على كوبر والذين معه!!.
هل صدمتك هنا؟!.. أرجو هذا.. فواقع الأمر أننا جميعاً بتنا مرضى نفسيين، نحتاج لزيارة الدكتور حتاتة وزملائه، كما نحتاج لتعاطي الزانكس وعائلته، فهو ليس إلا عقاراً نفسياً وفقاً للدكتور كريم كرم، المتحدث الرسمي للشركة المصرية لتجارة الأدوية، والذي أكد أنه يقع ضمن مجموعة الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية، ومدرج بجدول 3 الذي يحظر صرفه دون روشتة طبية، ولا ينتمي لجدول المخدرات، كما يعد من أكثر الأدوية التي يكتبها الأطباء النفسيون وأطباء الباطنة لعلاج الأرق، ويستخدم كمنوم ومهديء وباسط للعضلات، وعلاج مساعد للمضادات التي تستخدم لعلاج الاكتئاب الشديد.. هل أعطى أحدكم وقتاً لمعرفة الزانكس؟!.. لا طبعاً.. فلا وقت للمعرفة!!.. فقد ذهب نهارنا كله في الفضيحة، ثم سجدنا ليلنا شاكرين على مكسب المغرب، ولا نية للستر أصلاً!!.
أليس هو إله واحد لا شريك له؟!.. أم من يعاقب على سلوك الفضيحة إله، ومن يتقبل السجود شكراً إله آخر، وكلاهما يجهلان ذلك الإله الذي يعطي كلاً فقط بقدر اجتهاده؟!.. ثم ما نوبة التوحد هذه التي تصيب الجميع فجأة حال مشاركة مصر في مباراة هامة لكرة القدم؟!.. أو ليس في حياتنا مباريات مصيرية تستحق مثل هذا التوحد وأكثر؟!.. أم أننا عادة نميل نحو الأسهل؟!.. فالفضيحة أسهل من الستر، والتواكل أسهل من السعي، والفرقة أسهل من الاعتصام بحبل الله!!.. قولوا لي أفكاركم التي تؤمنون بها، حتى أعرف من أنتم؟!.. فالإنسانية كل الإنسانية، أن يطابق سلوك الإنسان الأفكار التي يؤمن بها، وأرى أفكارنا تسير في اتجاه، وأقوالنا في اتجاه آخر، وأفعالنا في اتجاه ثالث، فتظل إنسانيتنا محل شك!!.