إيمان سراج تكتب : صاحبة السعادة "الأول والأخير"

“لو كل القنوات التلفزيونية الكتيرة اللي عندنا عندها فريق إعداد مبدع ومبتكر زي فريق إعداد صاحبة السعادة كان زمان بقي عندنا إعلام مختلف”.

هذا ما قاله لي أحد الأصدقاء بعد متابعته لحلقة العظيم “عمر خيرت” بالأمس, والتي تم فيها استضافته للمرة الأولي في برنامج تليفزيوني وبكامل أوركسترا الأوبرا.

https://www.facebook.com/SahibetAlSaada/videos/1904166303148817/

 

أحياناً أهمس إلي نفسي متسائلة حينما أشاهد أفكار حلقات البرنامج “الفكرة دي جت علي بالهم يخربيت دماغهم” وذلك لأننا أمام كل حلقة نجد أنفسنا أمام عمل مختلف غير مكرر, وضيوف غير معتادين علي رؤيتهم وغير هؤلاء الذين مل المشاهد من استضافتهم في كل البرامج, بالفعل محتوي كل حلقة يدعوني لهذا التساؤل, وإذا حاولت الكتابة عن كل حلقة علي حدى سيحتاج الأمر للكثير من المقالات ولن تكفي.

لا يصنف البرنامج علي أنه برنامج ترفيهي فقط, لأنه يقدم مجموعة من المبادرات المجتمعية الهادفة, كمبادرة “صنع في مصر” والتي لاقت نجاحًا كبيرًا وحققت نتائج هائلة سواء إجتماعية أو مادية لأصحاب تلك المصانع, مما دفع أصحابها لزيادة مبيعات المنتجات. وهذا هو الإعلام الإيجابي الوطني الهادف.

 

لابد أن تتوقف بقية البرامج في مختلف القنوات أمام هذا البرنامج وأمام هذا المحتوي الذي يقدمه، حتي يكون قدوة لهم فيما يقدمونه وليس معني ذلك اتجاههم إلي تقليده, لكن محاولة ابتكار أفكار علي نفس هذا المستوى وعدم الاكتفاء ببرامج التسلية المنتشرة الآن.

استطاع “صاحبة السعادة”, أن يربظ الماضي بالحاضر والأجيال الجديدة بالأجيال القديمة, كما حدث ذلك بالأمس في حلقة الفنان “عمر خيرت” عندما شاهدناه يعزف ببراعته المعتادة بمصاحبة الجيل الجديد المتمثل في “محمد الشرنوبي” والذي غني أغنيات لجيل الوسط.

بالإضافة إلي ذلك, أعاد البرنامج اكتشاف الشرنوبي وقدمه بشكل غير المعتاد عليه, فالبعض كان لا يعلم أنه موهوب في الغناء أيضاٌ كموهبته التمثيلية, لا يكتفي “صاحبة السعادة” بتقديم المشاهير, لكنه يبحث عن المواهب الشابة ويجازف لإظهارها وتقديمها في مشاريع فنية بشكل جيد. وكل مشروع من تلك المشاريع, يستمر العمل به قرابة الثلاثة أشهر بلا كلل أو ملل.

https://www.facebook.com/SahibetAlSaada/videos/1904164656482315/

 

ومثل الشرنوبي كانت نسمة محجوب, والتي لمعت بعد ظهورها في البرنامج وقدمت مجموعة من المشاريع كان آخرها “أًوسكار” والذي حاز علي إعجاب الجميع.

 

كذلك محمد عباس وهايدي موسي واللذان قدمهما البرنامج بشكل مبتكر لم يقدم من قبل, حيث قدما حلقتهما الأولي عن فن “الديو” في السينما المصرية.

https://youtu.be/-63_RjuIX0s

 

وبعدها قدما مشروعًا آخر بعنوان أغاني “الحب” لمائة عام في السينما، وقد حققت الحلقات نجاحًا كبيرًا، مما دفع القائمين علي البرنامج للاتفاق معهما علي تقدي مشاريع أخري جديدة.

هذا هو برنامج صاحبة السعادة, يقدر المواهب والناجحين في كل المجالات، وربما هو الأول والوحيد الذي يهتم بها دون النظر إلي شهرتهم لأنهم لا يفضلون الاتجاه إلي الأشياء السهلة بل “المتعوب عليها”. ولا تندهش عزيزي المشاهد من كل هذا النجاح الذي يحققه البرنامج, فحالة الحب التي تجمع كل فريق العمل والتواضع الشديد والإخلاص والإحترام السائد بينهم بداية من إسعاد يونس لمحمد مراد لاحمد فايق للإنتاج حتي عامل النجارة والأوفيس بوي, سبب لكل هذا النجاح.