خلال سنوات نجوميتهم، جسدوا قصصًا فنية، لم يتخيلوا أن ترقى قصة موتهم لأن تكون واحدةً منهم، فالنهايات المأساوية التي واجهها عدد من نجوم الفن، من قتل وفقر وغربة، يمكن أن تتجسد في أفلام سينمائية أو مسلسلات تلفزيونية، يرصد “إعلام دوت أورج” أبرزها.
نرشح لك : نهايات مأساوية (4).. عمر خورشيد قتلته السياسة
استيقظت القاهرة يوم الجمعة 1 سبتمبر 1950، على فاجعة غصت قلب الملك فاروق، بسقوط الطائرة “ستار أوف ماريلاند”، إحدى طائرات الخطوط العالمية (TWA)، في حقول “الدلنجات” التابعة لمحافظة البحيرة، أثناء اتجاهها إلى روما، بسبب حريق نشب فيها، ما أودى بحياة 55 راكبًا، منهم الفنانة كاميليا، التي كانت متجهة إلى سويسرا، لعمل فحوصات طبية، لمعرفة سبب التعب المتكرر في معدتها، والتي لحقت بالطائرة بآخر ساعة، بعد تخلي الأديب أنيس منصور عن تذكرته لها، بعدما التقاها مع الناقد الكبير حسن إمام عمر، في مكتب الطيران لإعادة تذكرته، بسبب مرض والدته، لتذهب هي للموت بدلًا منه، فجر الخميس 31 أغسطس 1950، عن عمر ناهز الـ30 عامًا، ليسجل تلك المصادفة الكونية في مقالات بعنوان “ماتت هي لأحيا أنا”.
توجه المحققون لمكان الحادث لمعاينته بعد سقوط الطائرة، ليتفاجئوا بجثة كاميليا ملقاة على الأرض، وكانت الوحيدة التي تمكنوا من التعرف عليها لبيان ملامحها، فرجحوا محاولتها الفاشلة بالفرار من الطائرة إلا أن أسلاك هيكل الطائرة منعتها، لتلقي مصرعها مع الآخرين.
بالرغم من أن سبب وفاة كاميليا ظاهريًا كان سقوط الطائرة الأمريكية بعد احتراقها، إلا أن الكثيرين لم يقتنعوا بأنها مجرد مصادفة، بل حاكوا قصص مؤامرات، ونقبوا عن اليد الخفية في إحراق الطائرة متسائلين هل هو الملك فاروق أم الموساد الإسرائيلي، الكيانان اللذان ارتبطا باسمها طيلة سنوات نجوميتها، في إشاعات مستمرة دون رد منها أو تعقيب عليها، بكونها إحدى نساء الملك المقربة له، أم جاسوسة إسرائيلية، تتآمر عليه، وتوصل أخباره لأعدائه.
نرشح لك : نهايات مأساوية (1).. وداد حمدي قتلها الريجيسير
فاتجهت أصابع الاتهام تارة إلى الملك فاروق الذي فُتن بها لدرجة سفره وراءها إلى أوروبا، ليشهد حفل تنصيبها كملكة جمال العالم في قبرص، انتقامًا منها لبعدها عنه وعلاقتها مع الفنان رشدي أباظة، الذي هدده فاروق للابتعاد عنها حرصًا على حياته، إلا أنه استمر في علاقته معها تحديًا له بعد خطفه لحبيبته الأولى منه، وهو ما نفاه الكثيرون لشدة حبه لها، بل وذهوله بعد معرفة خبر وفاتها.
رجح آخرون أن السبب وراء وفاتها هم “الحرس الحديدي”، الذين فخخوا الطائرة قبل إقلاعها، للتخلص منها، لإبعادها بشكل نهائي عن طريق الملك فاروق، حفاظًا على عرشه، الطامعين فيه.
نرشح لك : نهايات مأساوية (3).. ميمي شكيب سقطت من البلكونة
بينما اتهم المقربون من كاميليا والمدافعون عنها الوكالة اليهودية والمخابرات البريطانية، انتقامًا لتبليغها عن لقاءات الفنانة راقية إبراهيم، بضباط إسرائيليين وبريطانيين في باريس، ووشايتها بتورطها في أعمال جاسوسية، وتهريبها لأخبار سرية للعدو.
ظل السبب في حريق الطائرة، وسقوطها، ومصرع كاميليا مجهولًا دون البحث عن رواية ثابتة فيه، بل ظلت التكهنات مرتبطة بموقف أصحابها من كاميليا، فالمتضامنين معهما يرجحون أنها إسرائيل، نافين تهمة جاسوسيتها وتعاملها معهم، والمعارضين لها يتهمون الملك فاروق أو حاشيته.
نرشح لك : نهايات مأساوية (2).. سيد درويش الحشيش أم الإنجليز؟
ولدت “ليليان” الشهيرة بكاميليا، في الإسكندرية بتاريخ 13 ديسمبر 1919 لأم مسيحية كاثوليكية مصرية من أصل إيطالي تدعي أولجا لويس أبنور، وأب مجهول قيل أنه كان مهندسا فرنسيا يعمل خبيرا بقناة السويس، وأكدت رواية أخرى أن والدها الحقيقي كان تاجر أقطان إيطالي هرب راجعا إلى بلده بعد خسائر كبيرة في البورصة، وتبناها زوج أمها الصائغ اليوناني الثري اليهودي فيكتور ليفى كوهين، لتصبح ليليان فيكتور ليفي كوهين، عملت في الفن 4 أعوام فقط من 1946 إلى 1950، قدمت فيهم عددا من الأفلام كان أكثرها في عامها الأخير وهم ” آخر كدبة، والمليونير، وقمر 14، وبابا عريس، والعقل زينة، والطريق إلى القاهرة”.