إختارت «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أن تحتفل بالذكرى 800 لوثيقة «الماغنا كارتا»، والتي تُعد الحجر الأساس الذي قامت عليه الديموقراطية الإنكليزية ومن بعدها النماذج الأخرى المثيلة في العالم، بخريطة تلفزيونية، ضمن موسم خاص من البرامج منحته عنوان: «أخذ الحريات».
توزعت البرامج على قنوات: الثانية والثالثة والرابعة، إضافة الى مجموعة أخرى من البرامج الإذاعية، يُبث مُعظمها على المحطة الرابعة للمؤسسة البريطانية.
وتتنوع البرامج التلفزيونية المُقدمة، منها التاريخية مثل: «الماغنا كارتا – لماذا هي ثورية..؟» (على قناة «بي بي سي» الثانية)، والذي يعود الى تاريخ الوثيقة، والمخاض الذي مرّت به العملية الديموقراطية وقتها، والتضحيات والدماء التي بذلت. كذلك يتسأل البرنامج إذا كانت الوثيقة تحتاج الى تحديث لتناسب العصر الذي نعيش فيه بما يحمله من تحديات. ويعود برنامج «الحرب الأطول- النساء& المعركة من أجل السلطة» (يعرض على قناة «بي بي سي» الثانية) الى التاريخ أيضاً، ويحاول أن يختصر 300 عام من الصراع الذي خاضته المرأة في بريطانيا لنيل حقوقها بالتصويت وتقرير مصير السلطات.
ومن فئة برامج تلفزيون الواقع، يتضمن موسم «أخذ الحريات»، برنامجاً مثيراً للإهتمام بعنوان «داخل العموم» الذي يُعد الأول الذي يقدم كواليس العملية السياسية كما تجري في مجلس العموم البريطاني، علماً ان الحكومة منحت فرصة غير مسبوقة لبرنامج تلفزيوني للتصوير داخل جدارن البنايات التاريخية الأيقونية ولعام كامل. النتيجة مجموعة من المشاهد والتفاصيل المثيرة جداً عما يجري في مطبخ الديموقراطية في بريطانيا.
وعلى رغم إن جمهوراً كبيراً إعتاد الصور المعروفة للنقاشات الصاخبة التي تجري في مجلس العموم البريطاني، التي تنقلها شاشات عدة حول العالم، الا إن قلة فقط تعرف ماذا يجري قبل تلك الجلسات وبعدها. إذ يُوفر برنامج «داخل العموم» نافذة على الحياة اليومية هناك، كما يدور في أرجاء المبنى السريّة، ويصور نواباً من مختلف الأحزاب وهم يقومون بعملهم اليومي المتطلب.
واللافت ان البرنامج يُبرز أحياناً عاملين في وظائف عادية وتقنية في المبنى على حساب مشاهير السياسية، فأثناء تصوير أحد المشاهد، مرَّ رئيس وزراء بريطانيا جيمس كاميرون في أحد الأروقة وهو يتجه الى مكتبه، من دون أن يحظى بإنتباه كبير من فريق البرنامج.
وللكوميديا حصتها في موسم الديموقراطية البريطاني، اذ يُمكن عبرها نقل أكثر الأفكار جديّة بقالب هزلي سهل على كثير من المشاهدين. إذ يعرض على القناة الثالثة لـ «بي بي سي»، الموسم الثاني من المسلسل الكوميدي «آب ذي ويمن» الذي يعود الى شخصياته النسائية في قريتهن البريطانية الهادئة. العام هو 1912، وفي الخلفية تهدر أصوات النقاش الصاخب الأخير عن حق المرأة في الإنتخاب.
ويواصل الكوميدي البريطاني روري بريمنر تقليده لشخصيات معروفة من الحياة السياسية في مسلسله الكوميدي الجديد «روري بريمنر تحالف ديربي». كما يسعى الكوميدي الشاب جوليون روبنشتاين، لتقديم تاريخ الوثيقة ومستقبلها لجمهور الشباب، عبر برنامج «الماغنا كارتا 2.0»، والذي يقدم على القناة الثالثة لـ «بي بي سي» التي تتوجه الى جمهور شاب.
ومن الأفلام التسجيلية التي تعرض ضمن موسم «أخذ الحريات» الفيلم الأميركي «صبي الإنترنت: قصة أريون سوارتز» الذي يُركز على الحياة القصيرة الحافلة للأميركي «أريون سوارتز» الذي قاد ثورة صغيرة لتغيير هيمنة مؤسسات حكومية كبيرة وشركات تجارية عملاقة على الإنترنت،وإنتهت بخسارته حياته، اذ أوصلته الظروف الصعبة الى الإنتحار.
كما سيعرض الفيلم الصيني «داتموغ» الذي يرافق محافظ بلدة «الصينية»، وخطته لبناء مركز أثري قديم في قلب المدينة، الأمر الذي يتطلب تهديم مجموعة كبيرة من البنايات السكنية، وكيف يمكن للمدينة حل هذه المشكلة، وإيجاد مساكن جديدة للمتضررين، وما يثيره كل هذا من نقاش في بلد يختلف في فهمه للديموقراطية عن دول العالم الغربي، وذلك كما ورد في “جريدة الحياة”.
لأول مرة: جوجل مصر يعلن الحداد
دراسة: مقاتلة كوباني الحسناء “وهمية”