غالبية المتابعين لقناة الجزيرة يرون مهنية غائبة في تغطية الواقع العربي، لكن ربما يكون هناك مهنية في قنوات أخرى، بغض النظر عن أي انتقادات فقد أعطاني الزملاء في قناة bein sports أملا كان بعيدا وهو أن تجتمع من جديد قامات في مجال ما ليؤكدوا معني القومية العربية، أقولها باكيا أو ضاحكا من شدة سعادتي وانا أشاهد هذه القناة في تغطيتها للبطولة الإفريقية الحالية الرقم ( 31 )، أضفى الزملاء بلا استثناء -منذ بداية البطولة وحتي اليوم- لغة حوار رائعة في حضور نقاد ولاعبين كبار من تونس، الجزائر، المغرب، مصر. كون منتخبات هذه الدول تشارك في البطولة، وإن كنت أخص الزميل هشام الخلصي الذي كان رائعا وهو يؤكد قومية وعربية الرياضة، الخلصي وزملاءه منعوا بلباقة وأدب بقاء الحوار في دائرة الإشتباك والشحن المتبادل -خاصة بعد مباراة مصر والمغرب- ليصل إلى دائرة الود والنقد البناء والشرح الوافي للمباراة.
القناة خلقت حالة جيدة وجديدة بتغطيتها للبطولة الإفريقية، وأرى أن التغطية في أغلبها خلت تماما من السياسة ووقاحتها ووصل حب واحترام كل ناقد ولاعب وصحفي عربي إلى لمنتخب المصري رغم تواضع المستوى في مباراتي المغرب وبوركينا فاسو بسبب إجهاد اللاعبين لكن الإشادة كانت في محلها للمدرب كوبر وجهازه.
أدركت القناة ضرورة توحيد الصف العربي ولو مؤقتا ولو لأيام قليلة، ولو لساعات أو دقائق. إحساس رائع انتابني دون حساسيات سياسية، إحساس بعيد عن إخواني وخائن ووطني وعميل وفلول ونظام بائد. إحساس كنت أتمناه للقنوات العربية الإخبارية والممتدة خارج حدود دولتها وحدود وطنها العربي وحدود إقليمها، كنت أتمنى لهذه القنوات وهي تغطي الأحداث تتسم بالأمانة وتضعها “الأحداث” في إطارها الصحيح دون مزايدة، دون مقايضة، دون إحباط، دون تزوير للصورة وفرض واقع من خيالها لا يمت للواقع الفعلي بصلة، أتمني أن أجد هشام الخلصي وزملاءه في نسخة التناول السياسي، أتمني أن أجد الاحترام الرياضي في حلبة السياسة، أتمنى أن أجد bein Politics, bein Economics, bein Cultures… أتمنى أن يرجع الدفء العربي من جديد، أتمني أن نترك الحرية لكل دولة تقرر مصيرها بيدها ويد شعبها لا بيد دولة أخرى تسعي بكل قوة إلى إثارة قلاقل عند جارتها العربية عن طريق استقطاب مالي وبشري وتوظيف كل الإمكانات لتحقيق هذا الغرض، أتمنى أن أجلس قريبا بجانب القطري، السعودي، الكويتي، المغربي، الجزائري، التونسي، الإماراتي، السوداني، الأردني، العراقي، الليبي، التونسي، البحريني، وغيرهم، دون حساسيات سياسية ودون النظر إلى تأييدي وتأييدك لأي نظام، لنترك الدول بيد شعوبها لا بيد أموال حكومات أخرى .. شكرا لكل شيء جميل قدمه الزملاء -كل الزملاء- في bein sports العربية ولو مؤقتا ..شكرا عصام شوالي، علي محمد علي، عمرو فهمي، أحمد نوير، محمد قاضي، أحمد فؤاد .. شكرا الكابتن نبيل معلول، شكرا للمصريين المشاركين والعاملين في القناة، فهناك فارق كبير أن تعمل في مكان لرسم الفرحة مع التسليم أنه يهدف إلى سياسة ملاكه، ومكان آخر يرسم إلى منع الفرحة ويستهدف هدم دول تطبيقا لسياسة ملاكه.