من الطبيعي أن يُحدث أي عنوان يحمل اسم فنان بنجومية عمرو دياب صدًى واسعًا .. خاصة إذا كان “زواج عمرو دياب من الفنانة دينا الشربيني”.. الذي تحول من عنوان إلى شائعة، ثم إلى تقارير تؤكد وأخرى تنفي على ألسنة والد الفنانة الشابة، ومديرة أعمال النجم الكبير الذي اعتاد أن يواجه ذلك النوع من الشائعات بتجاهل لا يمنحها أكثر من مصير زوبعة في فنجان فارغ، ليظل بريقه فنيًا خالصًا، بعيدًا عن الفنانين الذين اضطروا إلى سرد تفاصيل خاصة و إدارة معارك كلامية، لتعويض إخفاقات متتالية خصمت من مكانتهم لدى الجمهور، حتى أصبحت خناقاتهم المتجددة أشهر من أعمالهم الفنية.
عن نفسي لم يدهشني رواج العنوان .. هكذا كانت و ستظل شائعات زواج و طلاق الفنانين .. المدهش – بالنسبة لي- هو ردود أفعال الناس المفرودة على مواقع التواصل الاجتماعي .. حيث لم يكتف الكثيرون باعتبار الخبر حقيقة مؤكدة، بل تم تجاوز الأمر لإبداء الرأي والتوجيه لأطرافها واستنكار حدوث “الزيجة” ثم التطوع بتقديم اقترحات لأسماء فنانات أخريات باعتبارهن الأنسب للارتباط بالهضبة على طريقة اقتراح أغاني حفلته الجديدة ..
أذكر أن موجات الاستنكار اجتاحت مواقع التواصل منذ سنوات حينما تزوج النجم الأمريكي جورج كلوني من المحامية البريطانية اللبنانية الأصل أمل علم الدين اعتراضًا و دهشة على زواج ساحر النساء و أحد أكثر نجوم العالم وسامةً من امرأة لم يروا فيها سحر فاتنات هوليوود ولا شهرتهن ..
كلوني لم يكتف أن يقول لعلم الدين أمام الملايين في حفل الجولدن جلوب: فخور لأني زوجك .. بل اعتبرها فتاة أحلامه التي ركع أمامها على ركبتيه مقدمًا لها خاتم الزواج ، مظطرًا أن يخبرها بعد أن طال صمتها ” أتمنى أن تكون الإجابة نعم، لكني أحتاج لإجابة، أنا في الـ 52 من عمري ومن الممكن أن ينخلع وركي حالاً من الركوع ” .. لكن يبدو أن منتقدي الزيجة لم يدركوا أن الحب في الواقع لايعترف باعتبارات الأفلام و الأغاني المصورة التي قصرت الحب على الوسماء و الجميلات .
في مصر تكررت ردود الأفعال ذاتها عند زواج منى زكي من أحمد حلمي الذي كان أقل شهرةً منها في ذلك الوقت ، واجتاحت آراء تقترح أحمد السقا بصفته العريس الأنسب نظرًا لتكرار العمل المشترك بينه وبين الفنانة التي تقترب من وضع مولودها الثالث من النجم الكوميدي الرائع .
ربما يختلف الأمر فيما يخص عمرو دياب و دينا الشربيني حيث أن الأمر لا يزيد حتى الآن عن كونه حلقة ضمن مسلسل لا ينتهي من الشائعات التي تربط بين النجوم و النجمات إذا ما تكرر عملهم أو ظهورهم المشترك حتى و إن لم تصل أنبائه لوسائل الإعلام .. فنحن في مجتمع سرعان ما يتطوع لرسم ضلع ثالث لأي علاقة إنسانية ضلعاها رجل و امرأة ، لحبسهما في مثلث مغلق من الشائعات و التأويل و النميمة ..
بالنسبة لي لم أخرج من تلك الزوبعة بأكثر من تأكيد جديد على نجومية الهضبة و كيفية حفاظه على عرش النجاح الفني و الجماهيري أكثر من 30 عامًا ، نظرًا لحسن اختيار و إدارة ردود أفعاله على مدى مشاوره الفني في كافة الأزمات التي عصفت مثيلاتها بمكانة الكثير من النجوم الذين لم يتوافر لهم ذكاء عمرو دياب .