فاجأ المستشار خليفة الجيوشي رئيس الدائرة 22 جنايات بمحكمة شمال العباسية، الحاضرين بجلسة، الأحد، أثناء صعوده المنصة القضائية، لنظر عدد من القضايا، مهاجمًا وزير العدل والمالية، كاشفًا عن إرساله برقية بريدية لـ الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤكدا أنه ينتظر تدخل الرئيس، حسب ما ظهر في الفيديو الذي نشره موقع المصري اليوم.
وقال «الجيوشي»، في بداية حديثه: «قرأت يوم السبت الماضي في جريدة وزير العدل بيقول (أنا رجعت لوزير المالية 80 مليار جنيه)، الـ80 مليار دول يسددوا ديون مصر زيت وسكر، وسأتقدم ببلاغ للنائب العام في محضر الجلسة يا تحاكموا الجريدة يا وزيري العدل والمالية»، فقال أحد الحاضرين: «يا سيادة القاضى إحنا خايفين عليك بعد الكلام ده متكونش موجود الجلسة القادمة من الكلام الشجاع»، فرد القاضي: «بتخاف عليا أنا بعد ما حاكمت مبارك، وكان في القفص.. هخاف من مين؟!»، بحسب قول القاضي.
وتابع «الجيوشي»: «طالبنا من شهور وزير العدل بمستحقات القضاة قال (المالية بترفض تصرف لنا فلوس)، لما أنت جبت 80 مليار جنيه مش عارف تجيب حقوقنا، مش عارف تنفذ حكم وتصلح محكمة وكرسى لقاضى مش عارف يقعد عليه، ظهرى واتعالجت وخفيت، والدكتور قالى لو قعدت على نفس الكرسى هتتعب وتجيلى تاني، أنا مستعد أروح سيناء أحارب، لأننى كنت ضابط احتياط، وحاربت قبل انسحاب إسرائيل، غير صحيح إنه يقول جبت 80 مليار جنيه، دول يسددوا ديون مصر»، بحسب القاضي.
وأوضح رئيس محكمة الجنايات أن «هناك عددًا من الأحكام القضائية النهائية الصادرة لصالح القضاة، ووزيري المالية والعدل لم ينفذا تلك الأحكام على الرغم من أنها أحكام نهائية باتة واجبة النفاذ بالقوة الجبرية، وصادرة من محكمة النقض خاصة بشؤون القضاة والمستشارين»، مشيرًا إلى أن «عارفين الوزيرين مش راضيين ينفذوا الحكم ليه؟ ومش راضيين يدونا المستحقات ليه؟ عشان حاكمنا مبارك وأولاده، وألزامنهم بدفع 125 مليون جنيه«، بحسب قوله.
وتابع: «أرسلت برقية بريدية بعلم الوصول إلى الاتحادية منذ 18 يومًا منتظرين رئيسنا وحبيبنا يرد عليا، كيف يفصل القاضى وهو مش عارف ينفذ حكم قضائى له»، مشيرًا إلى أنه «في عام 1998 رجعت طيارة بـ100 مليون جنيه لمصر من أوكرانيا، هذا هو القضاء المصرى اللى مش عايزين يصلحوا له كرسى، وعايزينه يتعب، ومش عايزين يهتموا بالمحكمة، ومستنيين مصر تجيب جون أو يدخل فيها».
واستطرد رئيس محكمة الجنايات قائلًا: «القاضى المصرى الجالس حارب مثل رجال الجيش والشرطة، وفي 2010 رجعت 22 كيلو متر مربع في جنوب سيناء من شخص مزدوج الجنسية، كانت هتروح تحكيم دولي، وتروح من مصر».
فيما قام الحضور سواء من المتهمين أو ذويهم أو المحامين بالتصفيق الحار لرئيس المحكمة، مرددين هتافات «يحيا العدل»، فيما وصفوه بـ«الحكيم والعادل».