الإعلام المصري والعربي أصبح مجرد .. “خرارة مجاري”خلاصة مقال للإيكونوميست البريطانية بعنوان “الإعلام العربي : لهيب المجاري””هل تصبح مصر .. مجتمعا للمخبرين ، في ظل دعم حكومي للـ”هيستريا” ؟”عنوان رئيسي وآخر فرعي لتقرير للدويتشه فيله عن الوضع الحالي في مصر.
هكذا وصل الإعلام الأوربي في وصفه لما وصل إليه الإنحطاط للإعلام المصري بنشر أكاذيبه وتضليله ، وتحريضه علي الكراهية والعنف والقتل والمذابح ، والتي يتشارك فيه إعلام النظام ورجال الأعمال الموالين له ، والإخوان المعارضين له.
إعلام يحرض علي الهواء علي الإبادة الجماعية لمجموعات بشرية ، ومنها أهالي سيناء ، من عينة .. “عايزين وزير داخلية جزار سفاح يصفي المتهمين بدون محاكمات” (تامر أمين الذي سبق أن أكد أنه شرف له أن يكون مخبرا) ، أو .. “عايزين جثث بالعشرات ، جثث بالمئات ، وليسقط القانون ، واللي هيتكلم عن حقوق الإنسان يبقي إرهابي” (أحمد موسي الذي حرض أيضا علي قتل الألتراس والمتظاهرين السلميين).وبعدها تزداد شراسة الإرهاب ، فيتعجب البعض .. عن سبب زيادته.
شرطة تقوم بجريمة قتل مصورة لقيادية في حزب سياسي ، فيقول الرئيس إنها كإبنته ، ويكلف وزير الداخلية (التي قتلتها) بالتحقيق ، فيتم توجيه الإتهام لنائب رئيس حزبها بقتلها ، ويروج الإعلام للإتهام.
بعدها بأيام تقوم بجريمة قتل جماعية لشباب الألتراس ، مصورة بالفيديوهات من أكثر من زاوية ، بعد حشرهم في قفص حديدي ثم إطلاق قنابل الغاز والرصاص الحي ، فيطلق إعلاميو النظام إتهامات تافهة لباقي الألتراس بأنهم من 6 أبريل والإخوان و”حازمون”، لنفاجأ بالنائب العام يحول قيادات الألتراس (لا قيادات الشرطة) للنيابة بتهم الشغب وحرق سيارات الشرطة ، ثم القبض علي 17 آخرين ، بتهمة أنهم ربما كانوا سيحاولون إقتحام (دخول) ناديهم !
إعلامي رياضي (كريم حسن شحاته) يقوي الإتهامات بتسييس القضاء المصري وإصدار أحكامه بناء علي الأوامر ، بخروجه علي الهواء مساء السبت 14 فبراير مؤكدا أن شخصية مهمة أبلغته أن “القضاء سيحكم غدا الأحد لصالح عودة ممدوح عباس رئيسا لمجلس إدارة الزمالك ، وسيتم تنفيذ الحكم فور صدوره ، لإبعاد مرتضي منصور لتهدئة أزمة مقتل ألتراس الزمالك”.
إعلام ينحط لدرجة وصف مذيع (مظهر شاهين عضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية)، للإخوان المسلمين بأنهم “مجموعة من الشواذ .. وبيجاهدوا جهاد اللواط في قطر وتركيا”.
وإعلاميون من الإخوان بخوضون في عرض مذيعة ركيكة تعمل في قناة بمستواها ، بنفس الإنحطاط ولكن بلحية.
دويتشه فيله رأت في تقديم مكافآت لكل من يبلغ عن إرهاب مزعوم ، بإشتراك في هيئة المواصلات أو الحصول علي شقة سكنية أو وظيفة حكومية كما في أسيوط ، إنجرارا لطريق كارثي ، ليصبح المجتمع مجموعة من المخبرين والجواسيس علي بعضهم البعض لأي سبب ، ما يؤدي مع الحشد الإعلامي الهيستيري ، لصناعة دولة الخوف ، وهيمنة القمع الإستبدادي ، لتصبح حربا علي الحريات لا علي الإرهاب.
الإيكونوميست رأي أن شعاع الأمل الوحيد للخروج من “مجاري” الإعلام التليفزيوني المزيف ، يكمن في إعلام التواصل الإجتماعي ، ليكون الأفراد هم مصدر المعلومات الصحيحة المستقلة ، وهو آخذ في الصعود منذ بداية الثورات العربية في 2011
الصورة نعم بائسة .. لكنها مؤقتة ، فهؤلاء جميعا يحرقون أنفسهم بأنفسهم ، ولن يكون لهم مكان في المستقبل القريب.
لكن الأخطر أن بعضهم سيطاله – إن آجلا أو عاجلا- سيف القانون المحلي ، وإن لزم الأمر الدولي ، بما قاموا به من جرائم جنائية تتضمن المسئولية علي التحريض علي القتل والمذابح التي تصل للإبادة الجماعية، وعقوبة ذلك في القانون المصري نفسه .. الإعدام.
المسألة فقط .. مسألة وقت.
نقلا عن المشهد
اقرأ أيضًا:
أولى لقطات الضربة الجوية ضد “داعش”
الإعلاميون يعلقون على مقتل 21 مصريًا بليبيا
ارتباك مذيع الجزيرة بعد التهديد بقصف قطر
“نافعة”يهاجم الجزيرة: تدافعون عن داعش
صحفي الجزيرة المحبوس ينتقد تغطيتها لإرهاب سيناء
محمد صبحي يبكي على الهوا بسبب رسالة من خطيبة شهيد