قبل عامين كتبت في أحد الصحف المحلية مقالا كان عنوانه (صوت الأزهر.. «غير المسموع»)، وحمل المقال دون أتفاق أو قصد هموم كل المعنيين بهذه الصحيفة، الذين كانوا بالفعل يعملوا دون كلل.. ويقاتلوا بلا ملل من أجل تجديد وتطوير أهم منصات الأزهر الإعلامية، حتى خرجت الصحيفة الأسبوع الماضي في حلة جديدة، جزاهم الله كل الخير عن جهادهم واجتهادهم ليكون “صوت الأزهر مسموعاً”.
أما الحلم الذي يشغلني اليوم وربما يشاركني فيه عشاق الأزهر الشريف حول العالم هو ما حمله عنواني الجديد، فظني أن هناك ضرورة تاريخية في ظل شراسة الحرب على الإسلام بأن يرتفع (صوت الأزهر) عاليا ويدوي في كل أرجاء العالم من خلال أذرع إعلامية عصرية ومتطورة وقادرة على التأثير الحقيقي وتكون نواتها هذه الصحيفة المبشرة بعد نجاح أولى خطواتها في التجديد.
وكنت قد شخصت في مقالي القديم بعد الأمور الهامة: “في مصر صحيفة محترمة جدًّا، اسمها «صوت الأزهر».. هل سمعت عنها من قبل؟». وأضفت قائلاً: «صوت الأزهر.. صحيفة ظَلَمها القدر، والبشر، فأصبحت حالة غير مفهومة في تاريخ الصحافة.. ورغم ذلك، فإن الصحيفة لم تنجح وفق معايير النجاح المهني.. ربما توزع آلاف النسخ، وربما تحوي مواد صحفية جيدة، لكنها، ومنذ نشأتها وحتى اليوم، صحيفة غير مؤثرة، رغم أنها من أكثر الصحف الأسبوعية توزيعًا، وذلك وفق مصادر رسمية».
وقلت أيضا: «ربما يغضب رأيي هذا فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، لكني أعلم سعة صدره، واتساع أفقه، وصبره». والأمام الكريم لم يغضب، وصدق ظني في سعة صدره، وهو ما جعل حلم تطوير «صوت الأزهر» واقعا نلمسه منذ العدد الماضي، ولم تكن مصادفة أن يتصدر العدد مقالاً جديداً بقلم الإمام الأكبر الذي لم يبخل على صحيفته بهذا المقال الافتتاحي لعملية التطوير والتجديد، والمقال يعني الكثير ليس فقط على المستوى المهني للصحيفة، بل على كافة المستويات، وهذا ما جعل «سقف» طموحي يرتفع بأن تتضافر الجهود ليتحقق حلم العالمية لهذه الصحيفة الجديرة بهذا المقام.
وأكرر مرة آخري ما ذكرته في ختام مقالي القديم: «لو كنت مكان الرئيس المصري، لاتخذت قرارًا فوريًّا، برعاية هذه الصحيفة، وتوفير كافة الإمكانات والتسهيلات والموارد البشرية والمادية، لتصبح صحيفة يومية دولية (تحت إشراف الأزهر) ويكون هدفها الأول محاربة الإرهاب ومواجهته. كما أتمنى أن يحظى هذا المشروع الجديد (صحيفة الأزهر اليومية الدولية) بدعم خاص من جميع الدول الإسلامية».
وختمت مقالي قائلاً: «ربما يكون الحلم بعيدًا، لكني أعتقد أنه لا يزال في هذه الأمة من يحلم لها ولشعوبها بالخير، رغم ظلمة الطريق ووحشته.. رغم سواد الرايات وبحور الدم.. رغم الخوف المتسرب في وجداننا، ستبقى بارقة أمل في كل عقل مسلم مستنير..
شمعة منيرة في وجه الجهل والقبح.
اللهم أحفظ مصر وسائر بلاد المسلمين..
وارفع «صوت الأزهر» عاليًا.. مجلجلًا..
لتخرس أصوات الغربان والدواعش.. اللهم آمين».
نرشح لك