كتب: ياسر أيوب
نقلا عن المصري اليوم
تحتفل مصر اليوم.. التاسع من فبراير.. بواحدة من أهم وأجمل مناسباتها وذكرياتها الكروية على الإطلاق.. ففى مثل هذا اليوم منذ مائة سنة.. كانت المباراة الأولى فى تاريخ الكرة المصرية التى تجمع بين الأهلى والزمالك.. بدأ الأهلى الذى تأسس عام 1907 يلعب كرة القدم منذ عام 1911.. وبدأ الزمالك الذى تأسس عام 1911 يلعبها منذ عام 1914.. والناديان بالمناسبة لم يتأسسا أصلا من أجل كرة القدم، لكنهما سنة وراء أخرى أصبحا أهم ما تملكه كرة القدم فى مصر.. وبعدما تعددت وتوالت المباريات التى فاز فيها الأهلى أو الزمالك على أندية الجيش البريطانى، وكانت انتصارات منحت المصريين وقتها إحساسا بالزهو والكبرياء وكأنهم وجدوا أخيرا مجالا ينتصرون فيه على المستعمرين الإنجليز بعيدا عن رصاصهم ودباباتهم.. تساءل الكثيرون وفكروا وطالبوا بأن يلعب الناديان معا.. وفى الثانى عشر من يناير 1917 كان الاجتماع الأول لبحث هذا الأمر بين النجم الكبير حسين حجازى ممثلا للأهلى، والصحفى الكبير إبراهيم علام ممثلا للزمالك.. اجتماعات شهدت مفاوضات طويلة وشاقة وخلافات لا أول لها أو آخر وشروطا للأهلى وأخرى للزمالك.. حتى تم الاتفاق أخيرا على إقامة هذه المباراة فى التاسع من فبراير سنة 1917.. وأقيمت المباراة على ملعب الزمالك القديم والأول، حيث دار القضاء العالى حاليا ونقابتا المحامين والصحفيين.. وانتهت المباراة الأولى بفوز الأهلى بهدف وحيد أحرزه عبدالحميد محرم لاعب الأهلى الكبير.. وليس من المهم من فاز أو خسر، لأن الزمالك عاد وفاز بالمباراة الثانية بين الفريقين بعد أقل من شهر من المباراة الأولى.. الأهم أنها كانت أول مباراة كروية فى تاريخ مصر، كل لاعبيها من مصر بدون أى أجانب أو خواجات.. لاعبون مصريون ومسؤولون مصريون، وجمهور كله من المصريين..
المهم أيضا أنها كانت بداية حقيقية للثورة المصرية الكروية ضد الإنجليز.. وتوالت بعدها، ليست فقط المباريات وحدها، إنما الاجتماعات والجهود والخطوات أيضا من أجل استكمال استقلال الكرة المصرية أثناء وبعد ثورة 1919.. وهو ما جرى حين هدد الناديان الكبيران القصر والحكومة والإنجليز بوقف النشاط الكروى، إن تدخل أى أجنبى فى إدارة الكرة المصرية أو اختيار أول منتخب مصر، شارك فى دورة إنفرس الأوليمبية 1920.. وحين أسس الناديان بمشاركة الاتحاد والمصرى وبقية الأندية أول اتحاد لكرة القدم فى مصر 1921.. تاريخ طويل ومشوار جميل مشيه الناديان معاً فى مائة سنة من أجل مصر والكرة المصرية وفرحة المصريين بها وانتصاراتها ونجومها.. مشوار أتمنى لو يدرك الجميع تفاصيله ويعرفون كيف خاض الناديان معا حروبا قاسية من أجل الاستمرار والبقاء والكبرياء أيضا.. وقد شاءت المقادير أن يحتفل الناديان اليوم معا بذكرى المائة سنة على أول مباراة بينهما.. ثم يلعبا غدا فى أبوظبى من أجل السوبر المصرى.. وأتمنى أن يقدم الاتحاد المصرى بعد مباراة الغد.. إلى جانب كأس السوبر.. شهادات الحب والشكر واعتزاز الكرة المصرية كلها بالأهلى والزمالك بعد مشوار المائة سنة.