“المرض يخطف روح ملاك الأرض إلى السماء”.. هكذا كتبت العديد من المواقع الإخبارية _المصنفة على أنها مواقع محترفة_ عن وفاة “الطبيبة” ماريان ماجد، التي ضم حسابها الشخصي الآلاف من متابعيها المودعين لها بحرارة.
لكن بعد نبأ الوفاة تبين أن ماريان لم تكن إلا وهمًا وحسابًا مزيفًا على “فيس بوك”، خدع الآلاف من المتابعين، حيث كشف الصحفي جرجس فكري عن حقيقة “الطبيبة المزيفة”، التي ضجت مواقع التواصل والمواقع الإخبارية بالترحم عليها بعد وفاتها.
بداية القصة
أوضح “فكري” عبر حسابه على موقع “فيس بوك”، أنه منذ شهرين تقريبًا، قرأ منشورًا يتكلم بشكل إنساني عن طبيبة تعالج أطفال جرحى في كنيسة البطرسية، لذا قرر أن يكتب مقالًا يلخص فيه مشاعر “دكتورة بتحب الأطفال”.
تابع أنه راسلها عبر صفحتها على “فيس بوك” وطلب منها أن يكتب عن مساعدتها للأطفال، وبالفعل وافقت واتفقا على ميعاد النشر، مضيفًا “المهم كنت بكلمها فين وفين، وأخر مرة اتكلمت انها نفسها تبقي مذيعة و أنها ملازم أول في القوات المسلحة وعمها لواء في الجيش”.
مبادرات خيرية
الصفحة الشخصية لماريان كانت تنشر الكثير من المبادرات الخيرية، حيث أوضح جرجس أن بعض صديقاته تواصلن معها فيما يخص استشارات طبية، ولم يصدر أي تعليق سيء، حيث الكلام باحترام وطبي للغاية، موضحًا أن الكثير من الصحفيين كتبوا عنها، لأنها تشارك في مبادرات خير رائعة.
صدمة الوفاة
انتشر خبر وفاتها أمس كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، لكن “فكري” تشكك في الأمر، لأنه كيف تكون مريضة بورم في الكبد ويكون مظهرها هكذا، لافتًا إلى أن والديه توفيّا بمرض السرطان، ويعلم جيدًا كيف يكون شكل أصحاب هذا الداء في مراحلهم الأخيرة، قائلاً “فكرت للحظات إزاي واحدة في مرحلة متقدمة من مرضها وهتعمل عملية وشكلها كويس كدا وبتتصور بسواريه”.
حساب وهمي
أضاف أن صديق له أخبره بأن هذا الحساب وهمي، لأنه ما ينشر عليه من صور يخص فتاة تونسية، وأرسل له رابط حساب الفتاة التونسية علي فيس بوك “يمكنك تصفحه من هنـــا“، وكذلك حسابها على “إنستجرام” “من هنــا“.
أكّد “فكري” أنها اتصل بصديق آخر، دلّه على طبيب يُدعى بيتر مجدي، كان يتحدث معها وأخر كلام أخبرته به كان نصه “أنا هعمل عملية في المكان اللي شغالة فيه.. المركز الطبي العالمي”.
اتصل جرجس بالمركز وسأل عن طبيبة تعمل هناك باسم ماريان ماجد، أخبروه أنه لا يوجد لديهم طبيبة بهذا الاسم، فبحث عن حساب أخيها الذي كتب خبر وفاتها، فلم يجده، مضيفًا “كمان المفروض أن أي حادث وفاة بين الأقباط بيتقال فيه أمتي الجنازة في الكنيسة واللي غالبا في نفس اليوم وكمان ملقتش صورة واحدة لجنازتها، ولا لها أسرة أسألهم”.
تابع أنه تم التواصل مع الدكتور ياسر غانم مدير مستشفي المركز الطبي العالمي، وهو مدير في الفترة الليلية وتم التأكيد على أنه لا يوجد اسم لطبيبة تدعي ماريان ماجد، ولم تجر أي عملية جراحية اليوم أو توفي شخص بهذا الاسم.
من الفاعل؟
في نهاية تعليقه كشف الكاتب الصحفي عن الفاعل الحقيقي لهذه الخدعة، كاتبًا “نهاية الكلام اللي عمل كدا مريض نفسي هو نشر خير لكن بطريقة شر، والمعلومة الأكيده أنه دكتور لأنه كان ينصح صديقات لي نصائح طبية صح، ومستغلش أي حد كلمه بالعكس ساعده لكن الوسيلة شريرة هو انتحل صفة ملازم في الجيش، وكان شخص ذكي جدااا يعمل check in في “كايرو فيستفيل” ويحط صورة، وتاني يوم يكتب كلام فيه خيروأنه هيعالح ببلاش، من الأخر ده شخص خطر لأن النهارده مرضه النفسي متوجه للخير بكرة ذكائه ومرضه النفسي هيتم توجيه للشر”.