هبة محمد علي
الجراءة هى العنوان العريض الذى تنطلق منه الإعلامية منى عراقى منذ بداية تحولها من مراسلة تلفزيونية إلى مخرجة للأفلام الوثائقية، ثم إلى إعلامية ارتبط بها الجمهور الذى عبرت عن همومه بكل صدق، سنوات قليلة على الشاشة الصغيرة حققت خلالها شهرة كبيرة، كما استطاعت من خلالها أن ترسخ لمفهوم التحقيق الاستقصائى المرئى، حتى باتت محاولات البرامج الآخرى لتقديم ذات النوعية نسخا مقلدة، باهتة، ولا تحمل أى روح.
فى السطور التالية سألنا منى عراقى 12 سؤالا صريحا، أجابت عنهم هى بشكل أكثر صراحة.
1. ما حقيقة الاتهامات بأنك ممولة من قطر والإخوان بهدف الاضرار بالإقتصاد المصرى؟
ليست اتهامات، بل أكاذيب يطلقها محمد حمودة محام مصنع الكاتشب الشهيرة على خلفية الحملة التى أقمتها فى برنامجي على المصنع والتى أثبتت من خلالها استخدامه لطماطم فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمى، وهى تصريحات تثير الضحك والشفقة فى آن واحد.
2. ولماذا لم تتخذ إجراء قانونيا تجاه تلك الأكاذيب؟
لأن الاتهام مثير للشفقة وللضحك، ولأن الجمهور أصبح مدركا أن هذه النوعية من الأكاذيب أصبحت شماعة يتم تعليق أى فساد أو تقصير عليها، ويكفينى انخفاض سعر الكاتشب بنسبة 50% من سعره الأصلى كرد اعتبار لى، فلا مفر من الاعتراف بالجريمة بدلا من تعمد الشوشرة والتشويش.
3. هل تعتبرين اتهامك بالأخونة هو تطور طبيعى للاتهام القديم الحديث لك بأنك تعملين مع الأمن؟
هذا الاتهام أيضا مثير للشفقة وللضحك لكن بدرجة أكبر بكثير، لأننى لو كنت (أمنجية) أو على الأقل أنسق مع الأمن لما تعرضت لكل تلك القضايا، فهدفى هو محاربة الفساد فقط ولا أشغل بالى بأى أمر آخر.
4. لماذا تخرجى برنامجك بنفسك ولا تعتمدى على أى مخرج كأى برنامج عادى؟
(علشان ده مش زى أى برنامج عادى) ومع العلم أنا لست مخرجة البرنامج فقط، أنا script writer، وcontent producer، أنا تقريبا أقوم بكل شئ فى البرنامج لأن برنامجى منتج جديد، ولم أجد حتى الآن أشخاص مدربين كما ينبغى ليحملوا عنى جزء من تلك المهام.
5. لماذا تصورين لحظات الضرب والعنف الذى تتعرضين له أحيانا؟
أنا أحب أن أكون واضحة مع جمهورى تماما، ولا أخفى عنهم شئ، وأستطيع أن أجزم أن برنامجى هو الوحيد الذى يوثق ويذيع كل ما يحدث خلف الكاميرا، حياتى مكشوفة لدرجة أننى أحيانا أطلع Live على صفحتى على الفيس بوك من تحت البطانية لأعلن عن حاجتى لكوب من البلح باللبن!!
6. بمناسبة الفيس بوك، لماذا لم تتخذِ أى إجراء ضد الصفحة التى تجمع تبرعات باسمك؟
حذرت الناس كثيرا، لكن العيب مش على صاحب الصفحة بل على من يصدقونه، ويرسلون له أموالا رغم إعلانى على الشاشة أنه غير مصرح لى قانونا بجمع التبرعات للحالات الحرجة، وأقول لأى فاعل خير اذهب مباشرة وتبرع للحالة ولا ترسل للبرنامج أى أموال.
7. على ذكر الحالات الإنسانية والتبرعات، هل تتضايقين من تشبيهك بإعلاميات آخريات محتوى برامجهن يشبه ما تقومين به فى إنتباه؟
القصة ليست غضب بقدر ما هى رغبة فى تصحيح أمر خاطئ، فبعض الإعلاميات اكتسبن شهرة لأنهن لم يجدن من ينافسهن طوال سنوات عملهن الأولى، وحتى إذا كانت نقاط التشابه بينى وبين برامجهن عديدة، فهذا لا يعنى التشابه فى طريقة المعالجة ومهنية العرض.
8. وماذا تقصدين بنقاط التشابه بينك وبينهم؟
كوننا جميعا نقدم برامج تصنف كبرامج إجتماعية، ولأن بعضهن لديهن قدرة على نزول الشارع، بالإضافة إلى تدخل فى التصوير ومونتاج الحلقات، لكنهن فى النهاية يقمن بتصوير تقارير، بينما أقوم أنا بإجراء تحقيقات استقصائية متخصصة يتم تدريسها فى الجامعات.
9. وهل تحقيق مثل شواذ حمام الأزبكية وتصويرك للحظة القبض على المتهمين الذى لايزل البعض ينتقدك عليه رغم مرور سنوات على ذلك ممكن أن يدرس فى الجامعات؟
لا أخجل أبدا من تلك القضية، ولازلت عند موقفى منها، فأنا صورت الحقيقة التى زيفت فيما بعد، ومن يتابع التحقيقات التى تجريها قناة BBC سوف يكتشف أن ما حدث هو المهنية بعينها، وقد تكون المشكلة نفسية لدى البعض، كونى أول سيدة تقوم بتصوير رجال متهمين فى قضية دعارة.
10. ومن المسؤول عن تزييف الحقيقة؟
فى يوم من الأيام سوف أصنع فيلم تسجيلى أظهر فيه كل التسجيلات التى تحوى الحقيقة كاملة بكواليسها وسوف أكشف ألاعيب المتهمين الذين رضخوا لتوجيهات المحامين، فلدى الكثير من المادة الخاصة بهذه القصية والتى لم تعرض من قبل، لكننى تعلمت أنه ليست كل القضايا تصلح للمناقشة على الشاشة.
11. إذن لن تناقشى قضايا المثلية الجنسية فى برنامجك مرة آخرى؟
القضية لم تكن تتعلق بالمثلية الجنسية من الأساس، ولقد أثرتها من الزاوية التى تجرمها الأمم المتحدة وهى الإتجار بالبشر لأغراض جنسية فى أماكن عامة، فأنا من أنصار أن (كل واحد حر فى أعضائه) طالما لن يؤذى غيره.
12. ما الجديد الذى قدمه برنامج “إنتباه” للجمهور ولم يتمكن “المستخبى” من تقديمه؟
(المستخبى) على قناة القاهرة والناس يعتبر النسخة المطورة من الأفلام التسجيلية التى كنت أخرجها، حيث ظهرت من خلاله بالصوت والصورة أمام الجمهور، بدلا من اعتمادى على الصوت فقط فى أفلامى، أما (إنتباه) على المحور فيشبه كثيرا (المستخبى) لكن بوقت أطول وبتفاعل أكبر مع الجمهور.