رباب طلعت
نظمت مؤسسة “روز اليوسف” احتفالية مساء السبت، بمناسبة مرور 90 عامًا على ميلاد الكاتب الصحفي الراحل أحمد بهاء الدين، أول رئيس تحرير لمجلة صباح الخير، والذي أدار أيضا مؤسسات الهلال، والأهرام، وأسس مجلة العربي الكويتية، في الخامسة من مساء السبت، في مقر المجلة، بشارع القصر العيني، بحضور نجليه الدكتور زياد الدين، الاقتصادي والقانوني المصري، وشقيقته السفيرة ليلى بهاء الدين.
حل الصحفي الكبير لويس جريس ضيفًا على الاحتفالية، وحضرها عدد من رموز السياسة والصحافة المصرية، منهم الدكتور محمد أبو الغار، رئيس الحزب المصري الديمقراطي السابق، والمفكر السياسي الدكتور مصطفى الفقي، ومنير فخري عبد النور وزير السياحة الأسبق، ويحي قلاش نقيب الصحفيين، والإعلامي حمدي رزق، والكاتب الصحفي جمال فهمي، ومحمد عبد القدوس ابن الكاتب الراحل إحسان عبد القدوس، وحفيد فاطمة اليوسف مؤسسة روز اليوسف.
وصف الدكتور محمد أبو الغار، الكاتب الصحفي أحمد بهاء الدين في تصريح خاص لـ”إعلام دوت أورج” بأنه “صحفي جامد”، موضحًا أنه كان يملك القدرة على التحدث لكافة فئات المجتمع، قائلًا: “كان يكلم المرأة يكلم الشباب يكلم الوطن يكلم رئيس الجمهورية كله يسمعله، وده يكفي في وصفه”.
فيما قال الكاتب الصحفي “لويس جريس”، لـ”إعلام دوت أورج“، بأن “بهاء الدين” لم يكن مجرد كاتب صحفي، أو إنسان تعرف عليه وعاش معه، فقد كان مؤسسة محنكة، يتحدث عن المواطن المصري، وكافة أوجه الإنسان، الرجل والمرأة والطفل، البسيط والمثقف.
أضاف “جريس” أن “بهاء الدين” كان موسوعة في الدين والأدب والثقافة وكافة المجالات، وعندما كان يكتب كان يأخذ معه القارئ إلى بحور عميقة في المجتمع، فيطلعه على أشياء كثيرة في العالم على جميع أطرافه، مؤكدًا أنه كان قامة وقيمة يجب الاحتفاء بها، معبرًا عن سعادته بالاحتفال بعيد مولده.
أدار الاحتفالية الإعلامي مفيد فوزي، وبدأت الندوة بالترحيب بالضيوف، ونبذة عن الكاتب، قدمها “فوزي”، الذي رحب بشكل خاص بالكاتب الصحفي لويس جريس، الذي أرجع الفضل له في دخوله لمؤسسة روز اليوسف، واصفًا إياه بأنه من الجيل، المستكشف للمواهب، بينما الجيل الحالي لا يوجد مكتشفين، مستنكرًا موقف البعض اليوم من الصحفيين الصغار، وعدم مساندتهم، أعقبها عرض فيلم تسجيلي عن حياة “بهاء الدين” أصغر رئيس تحرير، ومناقشة بين الضيوف الحاضرين عن أوجه حياته وتميز مقالاته، ومواقفه الثابتة، التي تميزت بالحكمة، والحفاظ على حريته وكرامته.
لفت “فوزي” إلى أن “بهاء الدين” قضى حياته في صراعات خرج منها جميعًا مكللًا باحترام الجميع العدو قبل الصديق، لعدم انشغاله بالمناصب، فقد كان شغله الشاغل الوطن، مؤكدًا أن أثر الكاتب الراحل تخطى الحدود المصرية، فالوطن العربي أجمعه تأثر بكتاباته، مشيرًا إلى تأثيره على المواطن العربي، ووصوله له أكثر من الكاتب محمد حسنين هيكل.
من جانبه كشف الدكتور زياد بهاء الدين، عن مشروع جديد قائم بتجميع كافة كتابات والده، لنشرها على موقع إلكتروني موثق باسمه، لافتًا لتنازله هو وأسرته عن أية حقوق مادية، لأية دار تريد إعادة طباعة أعماله.
فيما أصدرت “روز اليوسف” كتابًا مجمعًا لـ300 مقالة منوعة تنشر لأول مرة للراحل أحمد بهاء الدين، بعنوان “مقالات لها تاريخ”، أعده للنشر الكاتب الصحفي رشاد كامل، والمقالات منها السياسي، المشابه في وصفه للوضع السياسي الحالي في مصر، ومنها مقالات فنية، وأخرى نقد سينمائي، وأدبي، بمناسبة الاحتفال، والذي وُزع نسخ منه على الحضور.
أحمد بهاء الدين صحفي مصري، ولد في 1927، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة فؤاد الأول عام 1946، عمل كرئيس تحرير مجلة صباح الخير ودار الهلال والأهرام ومجلة العربي الكويتية، وروز اليوسف، وكان يكتب المقالات في العديد من الصحف المصرية والعربية، وكان أحد أصغر رؤساء التحرير حين توليه رئاسة تحرير مجلة “صباح الخير” عام 1957، وكان عمره وقتها 29 عامًا فقط، وتوفي في 1996، بعد صراع ست سنوات مع المرض، والتي قضاها في غيبوبة طويلة.