بين "تياترو" و"مسرح" مصر.. (8) أسباب لسقوط الأول وصعود الثاني

إسراء النجار

انتشرت مؤخرًا العروض المسرحية التي يتم تصويرها على مسارح حقيقية بهدف العرض التلفزيوني، والتي لا يمكن اعتبارها تمثل عودة للمسرح بشكله التقليدي بقدر كونها برامج كوميدية تستخدم المسرح كوسيلة للعرض أمثال “تياترو مصر” و”مسرح مصر”، الأكثرة شهرة في تقديم هذه العروض.

نرشح لك: 20 صورة من حفل زفاف “أوس أوس”

وهنا نرصد أسباب تراجع شهرة عروض “تياترو مصر” في مواسمه الجديدة بعدما رحل عنه مؤسسه الفنان أشرف عبد الباقي وفريقه الشاب، الذي كون فيما بعد “مسرح مصر” المذاع حاليًا على شاشة “mbc مصر”.

نرشح لك: تياترو مصر .. غادر أشرف عبد الباقي فاهتزت خشبة المسرح

(1)

ارتباط المشاهد بأشرف عبد الباقي والوجوه الشابة التي انطلقت من عروض “تياترو مصر” في موسميه الأول والثاني أمثال علي ربيع ومصطفى خاطر وحمدي الميرغني ومحمد عبد الرحمن وأوس أوس وغيرهم، جعل المتفرج ينتقل لمشاهدتهم على شاشة  “mbc مصر” تاركًا قناة “الحياة” بمسرحها الجديد.

(2)

بغض النظر عن المستوى الفني للمسرحين، يعد أشرف عبد الباقي وفريقه أكثر إخلاصًا لفكرة تقديم مسرح مقارنة بـ”الجيل الجديد” الذي يقدم عروض “تياترو مصر” حاليًا وعلى رأسهم أحمد فتحي وبيومي فؤاد وهالة فاخر ومحمد لطفي. وهو ما يتضح في جودة عروض “مسرح مصر” مقارنة بـ”تياترو مصر”.

(3)

نجح “مسرح مصر” في إخراج جيل من النجوم الشباب منهم علي ربيع ومصطفى خاطر، إذ شارك كل منهما في بطولات سينمائية ودرامية إلى جانب مشاركتهم في عروض “مسرح مصر”، بينما أخفق “تياترو مصر” في  تسليط الضوء على أي من جيله الجديد ولم يضف للأسماء المعروفة المشاركة فيه مثل أحمد فتحي، بل ربما انتقص من رصيدهم.

(4)

“مسرح مصر” يعد الأكثر استخدامًا للسوشيال ميديا ويبرزها في الدعايا لعروضه ولفريقه، حتى إن الظهور الإعلامي لفريقه في المناسبات الاجتماعية يكون جماعيًا بشكل كبير وليس فرديًا، وهو ما يعزز روح الفريق، إضافة إلى أن شباب المسرح ينشر بشكل كبير مقاطع من العروض المسرحية ومقاطع أخرى يروجون بها لعروضهم، مثل احتفالهم بهدف اللاعب محمود كهربا في منتخب المغرب.

(5)

المشاكل المادية التي عانت منها مجموعة قنوات “الحياة” مؤخرًا، أثرت على مستوى الدعايا الخاصة ببرامجها، فلم يصادف المشاهد أي من الإعلانات الترويجية للمواسم الجديدة من “تياترو مصر” مقارنة بالدعايا المكثفة لمسرح مصر، إضافة إلى أن “الحياة” نافست mbc” ” على ميعاد العرض فلم يكن في صالحها.

(6)

انتشار هذه النوعية من العروض المسرحية بعد نجاح “تياترو مصر” في مواسمه الأولى، شتت المشاهد الذي فضل البقاء مع فريقه الأول “مسرح مصر حاليًا” على حساب فشل بعض التجارب المقلدة غير المجددة أمثال “مسرح النهار” الذي عرض على شاشة “النهار”.

(7)

فريق “مسرح مصر” هو الأكثر قدرة على الارتجال والتفاعل نتيجة خبرة المواسم السابقة والانسجام الذين اكتسبوه من التدريبات والتحضيرات التي تسبق عملهم ما جعل مسرحهم الأكثر جاذبية أمام  مسرح “تياترو مصر” الذي كانت رغبته في الاستمرار أهم من جودة التحضيرات والكتابة والوجوه.

(8)

يفتقد “تياترو مصر” خبرة نادر صلاح الدين، مؤلف العروض المسرحية السابق له والحالي لمسرح مصر، وذلك في مواجهة فريق الكتابة الشاب لتياترو مصر ومنهم مصطفى حمدي

ملاحظة أخيرة:

كون “تياترو مصر” أضعف من “مسرح مصر” لا يعني مثالية الثاني، فالمستوى الفني لكلا المسرحيين ضعيف، وتقديمهما عروض تلفزيونية شبيهة بالاسكتشات الكوميدية التي لا ترقى إلى مستوى المسرح الكوميدي، تحوله أحيانا لمنصة ضعيفة فنيًا.

وهنا تجدر الإشارة إلى أن نجاح “مسرح مصر” جماهيريًا، لا يعني بالضرورة جودته، ونحن إذ نرصد أسباب النجاح والاتنشار لسنا بصدد التحليل الفني، وفي النهاية كل ذلك لا يمنعنا من الإشارة إلى أن المسرحين نجحا في استهداف جمهور الشباب بمراحله العمرية المختلفة، إضافة إلى جمهور العائلات الذي يرى أن خلوّه من المشاهد “الخارجة” يجعله بديلًا عن “جرأة” السينما أحيانًا.

أخيرا من المنتظر إطلاق عروض جديدة من “تياترو مصر” في الأسابيع المقبلة لم يراها جمهور “الحياة” حتى الآن، هذه العروض إما أن تتلاقي أخطاء “تياترو مصر” بعد رحيل أشرف عبد الباقي وتعيده للمنافسة، أو تؤكد أن التجربة كان يجب أن تتوقف طالما لم يضمن “الخلف” توفير نفس العناصر الكوميدية التي صنعها “السلف”