تعرّضت قناة “الجديد” الفضائية، أمس الثلاثاء، لإلقاء حجارة ومفرقعات نارية ثقيلة وزجاجات حارقة عليها، بسبب أحد البرامج الفكاهية التي تُبث عبرها، الأمر الذي أدى إلى تدخل مباشر من رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون وبالتنسيق مع وزير الدفاع، لضبط الوضع في محيط مبنى القناة.
نرصد في هذه العناصر تفاصيل الأزمة التي أضحت حديث الشارع اللبناني، بعد محاولات اقتحام مبنى القناة.
“دمى كراسي”
خلال حلقة الأحد الماضي، من البرنامج الفكاهي “دمى كراسي” الذي يُعرض عبر فضائية “الجديد”، تناول القضايا السياسية اللبنانية بتجسيد كرتوني سياسي ساخر؛ حيث طُرحت قضية الإمام المُغيّب موسى الصدر، الذي اختفي في ليبيا إبان حكم الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
وشهدت الحلقة حضورًا لثلاث دمى، تجسد شخصيات كل من زعيم”حركة “أمل” نبيه برّي، والرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، وأمين عام الأمم المتحدة السابق بان كي مون، وجاء في السيناريو أن “برّي” عالم بمكان الإمام، وأنّ الـ38 سنة التي تمّ فيها إحياء ذكرى التغييب ما هي إلا حفلة “زجل”.
الإساءة والهجوم
هاجمت جموع من مناصري حركة أمل، مساء الثلاثاء، قناة “الجديد” اللبنانية، بسبب حلقة “دمى كراسي” الأخيرة، واتهام “الجديد” بالإساءة للمرجع الشيعي موسى الصدر، وناشدت مذيعة في القناة الجيش اللبناني بالتدخل لحماية المؤسسة من المحتجّين، الذين تجمهروا في محيط القناة.
أضافت أنَّ مناصري الحركة يرمون مبنى القناة والقوى الأمنية بالحجارة والمفرقعات النارية في محاولة لاقتحامه، وقالت نائبة رئيس مجلس إدارة “الجديد” كرمى خياط “يتم تهديدنا بالرصاص وقطع البث وهذا لن يردعنا عن قول الحقائق”، واعتبرت الخياط أن ما يجري اعتداءً، ليس على “الجديد” فقط، بل على الكيان الإعلامي برمّته.
ويعتصم الآن عدد من مناصري الحركة أمام مبنى تليفزيون “الجديد” في بيروت، احتجاجاً على تناول القناة لقضية الإمام المُغيب، بطريقة يصفونها بأنها غير لائقة، بينما يصر التليفزيون على أنها لا تتضمن أي إساءة، وأنها موجودة على “اليوتيوب” لمن يريد أن يتأكد.
الجيش يتدخل
تطورات الوضع أدت إلى تدخل مباشر من رئيس الجمهوية العماد ميشال عون وبالتنسيق مع وزير الدفاع، لضبط الوضع في محيط مبنى القناة، وفض التجمع الذي نفذه مناصرون لحركة “أمل” أمام المبنى، على مدى أكثر من ساعة ونصف، حاولوا خلالها اقتحام المبنى
وعندما تصدت لهم عناصر مكافحة الشغب في قوى الأمن الداخلي، وحصلت مشادات معهم، عمدوا إلى إلقاء الحجارة ومفرقات نارية ثقيلة وزجاجات حارقة، باتجاه المبنى، ما أدى إلى تحطم زجاج فيه، وإصابة عنصر من القوى الأمنية، على الأقل، كما أُفيد عن إصابة كاميرا تليفزيونية كانت تنقل ما يجري، الأمر الذي استدعى تدخل قوة من الجيش، عملت على معالجة الوضع.