نقلاً عن الوطن
ما يهمنى فى التعديل الوزاري هو اختيار د. طارق شوقي وزيراً للتعليم والتعليم الفني. الإطاحة بوزيرة الاستثمار لا تختلف كثيراً عن الإبقاء على وزير الصحة، لا فارق بين زيد وعبيد.
نرشح لك: بالصور..طفولة وزير التربية والتعليم الجديد
وزراء يأتون ويغادرون دون أن نشعر بهم، وآخرون يعملون فى جزر منعزلة، تكتشف إنجازاتهم بالصدفة.. والحقيقة أننى لم أهتم طوال حياتى فى أى تعديل وزارى سوى بمن يجلس على مقعد التعليم.
وحده التعليم الذى يمثل بارقة أمل فى المستقبل.
كل الدول التى تقدمت بدأت بالتعليم، وكل الدول التى انهارت نسيته وأهملته وجعلته فى أدنى اهتماماتها، ولذلك شكَّل اختيار شخص بالكتير ينفع أمين مخازن فى تشكيل سابق، صدمة كبرى، فالرجل وقد انتهت فترته بمرها ومرها أيضاً، تحتاج إلى خط إنتاج كامل للقلل القناوى لنكسره عليها وعليه، لكن بعيداً عن الفترات التى انتهت بهلاليها وشربينيها، فاختيار د. طارق شوقى هو رهان على المستقبل.
الرجل وقد عرفته وتناقشت معه واستمعت إليه يملك مشروعاً حقيقياً للمستقبل.. مشروعاً يقضى على دولة الحفظ فى المدارس.. مشروعاً يقوم على بناء شاب قادر على مواجهة المستقبل، بعيداً عن المنظومة الحالية التى اعترف بنفسه خلال مؤتمر الحوار المجتمعى لإصلاح منظومة التعليم، فى شهر نوفمبر الماضى أنها «تستنزف الطلاب وعقولهم»، و«أن ما يحدث نزيف للأطفال، إحنا اللى خلقنا البعبع وإحنا اللى خلقنا الدروس الخصوصية ونسينا أن التعليم متعة».
الدكتور طارق شوقي خلال المؤتمر شدد على أن يكون هناك حلم هدفه بناء الشخصية المصرية، ووضع نظام تعليمى يحقق طموح الدولة والشعب. ما يدفع للأمل أن لدينا وزير تعليم يمتلك الرؤية ليعلن على الملأ أن: «الطرق وقناة السويس شىء مهم ولكن التعليم هو الأهم».. وزير أنشأ بنك المعرفة ليدفع بعجلة البحث العلمى للأمام ويوفر مئات الآلاف من أمهات الكتب بلغاتها الأصلية فى كل مجالات العلم مجاناً للطلاب والباحثين المصريين وهو أمر لو تعلمون عظيم.
الأزمة الحقيقية أن الرجل سيواجه حرباً لا قبل له بها، بداية من دهاليز الوزارة التى تمتلك القدرة على تحويل طه حسين نفسه إلى هلالى شربينى، ومافيا للمصالح والبزنس، وأصحاب المدارس الخاصة، وتجارة رائجة اسمها المطابع، ودولاب عمل حكومى وموظفين يتعاملون بمنطق الحضور والانصراف دون إنجاز، ومدارس تهالكت عقول من يديرها قبل مبانيها، فضلاً عن مراكز قوى تحرك نواباً فى البرلمان -تخيل أن نواباً فى البرلمان كان لديهم إصرار على الإبقاء على الهلالى الشربينى- وكسالى سيحشدون ضد القرارات التى سيتخذها.
الحرب بدأت بالفعل ضد الرجل بالترويج أنه ضد مجانية التعليم، أى مجانية التى يتخرج منها شاب فى الجامعة لا يجيد القراءة ولا الكتابة، أساتذة الجامعة الذين يهاجمون الرجل ويتحدثون عن موقفه من المجانية هم أنفسهم من يشكون من الأخطاء الإملائية ولا يعرفون أن قرار مجانية التعليم لا يملكه «شوقى» ولا غيره.
ما سيحدث غداً هو حرب بين رجل يريد إعلان ثورة على نظام التعليم، ونظام تعليم أصابه تصلب شرايين وينتظر رفعه من على أجهزة التنفس.
عموماً.. الانحياز للمستقبل فرض عين.