كيف سيؤثر نقل معرض الكتاب على الناشرين

إسلام وهبان

معرض القاهرة الدولي للكتاب هو النافذة الأهم والأكبر لكل مؤسسة أو دار نشر، ويُعَد الحدث الأدبي الأكبر بالشرق الأوسط، ويزوره أكثر من 3 مليون شخص خلال فترة إقامته، ولكن بعد تصريحات الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، بنقل معرض الكتاب العام القادم إلى أرض معارض جديدة يتم تجهيزها بالتجمع الخامس، هل سيؤثر ذلك على أعداد الزوار والتي تُعَوِّل عليا دور النشر؟

إعلام دوت اورج، ضمن ملف خاص بنقل معرض الكتاب، تواصل مع عدد من المسئولين عن دور النشر بمصر والوطن العربي، للتعرف على وجهات نظرهم وما قد يترتب على قرار النقل، وكان من أبرزهم:
1- دكتور محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب

الكل يعلم أن المكان الحالي الذي يقام به معرض الكتاب، أصبح غير مُعَد ولا يليق بتقديم معرض كتاب باسم مصر، كما أن فكرة نقل المعرض لمكان نائي أو بعيد نوعا ما، لم تعد أزمة كبيرة مع توفير وسائل نقل مناسبة، فأنا أتذكر أنه عند نقل معرض الكتاب عام 1985، من دار الأوبرا إلى مكانه الحالي حدث نفس الجدل، لكن بمرور الوقت أصبح عدد الزوار بالملايين سنويا.
كانت هناك خطة قبل ثورة 25 يناير، لتطوير أرض المعارض وإنشاء عدد من الفنادق وتقديم حزمة خدمات عالية المستوى، تم عرضها من قبل وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لكن لم يتم تنفيذها بعد ذلك، ولو استطاعت الجهات المختصة تنفيذ ذلك فقد يكون ذلك أجدى من نقل المعرض، لكن لا يصح أن يبقى المعرض على وضعه العشاوئي الحالي.

2- دكتور عادل المصري، رئيس اتحاد الناشرين المصريين

أحب في البداية توضيح أن نقل المعرض ليس قرارًا نهائيًا لوزير الثقافة، وأنه تم طرحه في الحفل الختامي للدورة الـ48 لمعرض الكتاب، بعد أن قد عدد كبير من الناشرين شكاوى بخصوص المكان والتجهيزات التي تمت خلال الدورة، فذكر “النمنم” أن القوات المسلحة تقوم الآن بتجهيز أرض معارض جديدة بالتجمع الخامس، وقد يتم نقل المعرض إليها إذا أتيح ذلك.
الأمر لا زال تحت الدراسة، وإذا تأكد توافر تجهيزات ووسائل نقل جيدة وسهلة للمكان الجديد، بالطبع سنوافق على نقل المعرض، لكن لا يمكن قبول النقل لمكان يصعب على الناس الذهاب إليه، فمصلحة الناشر في المقام الأول ونحن حريصون عليها.
3- شريف بكر، أمين عام اتحاد الناشرين المصريين وصاحب دار العربي للنشر

من الصعب القول أن ذلك القرار صائبًا أو خاطئًا، لكن أسوء ما في الأمر هو مفاجأة وزير الثقافة للجميع، بالإعلان عن نقل المعرض العام القادم، دون حتى مناقشتنا، وكأننا لسنا أحد الأطراف الهامة بهذا الحدث، أو قطيع يُسَاق من مكان لآخر دون أخذ رأيه.
هناك عدد من المشاكل التي سنقابلها عند نقل المعرض، ليس فقط بعد المكان، ولكن أيضا عدم توافر وسائل مواصلات سهلة ومريحة مثل مترو الأنفاق، وكان من الأفضل طرح المشكلات ومحاولة إيجاد حلول قبل اتخاذ قرار مفاجئ.
هناك مبالغ كبيرة يقوم الناشرين بدفعها كل عام للجهات المنظمة، ومن الأفضل تطوير المكان الحالي بدلا من نقل المعرض لمكان جديد سيؤثر حتما على أعداد الزائرين وبالتالي على دور النشر المشاركة بالمعرض.

4- زياد إبراهيم، صاحب بيت الياسمين للنشر

هذا القرار يدل على عدم تقدير الدولة للثقافة بمصر، وكان من الأولى لوزير الثقافة حلمي النمنم، أن يكون أول المعارضين لذلك القرار، لما سيسببه من مشاكل للناشرين وللراغبين في زيارة المعرض، فحالة الرواج التي يشهدها المعرض الآن، هي بسبب إنشاء محطة لمترو الأنفاق بأرض المعارض، فلماذا نتجه لنقل المعرض بعد ذلك!
الآن يواجه الناشر عدد كبير من الضغوط أبرزها ارتفاع مواد الطباعة، وليس من المعقول زيادة هذه الضغوط بنقل المعرض إلى مكان يصعب على الكثير الوصول إليه.
أعتقد أنه لابد من اتخاذ الناشرين موقفًا حازمًا وقويًا تجاه ذلك القرار، وإلا سنواجه مزيد من الضغوط والخسائر، التي لن تكون في صالح الحياة الثقافية بمصر.

5- ياسر رمضان، صاحب دار كنوز للنشر

أعتقد أن نقل معرض الكتاب للتجمع الخامس، هو دمار لصناعة النشر بمصر، فهذا القرار يُقصِر زيارة المعرض على سكان التجمع الخامس، أو من يمتلك سيارة فقط، فأنا لا أظن أن هناك وسائل مواصلات تسطيع نقل ملايين وبأسعار منخفضة سوى مترو الأنفاق، وهذا سيُحدِث تناقصًا غير طبيعي في أعداد الزائرين لأهم حدث ثقافي في مصر.
أرى أن تطوير أرض المعارض الحالية، وتقديم حزمة خدمات متميزة مثل الفنادق والكافيهات وتخصيص جراجات مغلقة لرواد المعرض، أفضل بكثير من نقل المعرض لمكان آخر، خاصة أن الناشرين يدفعون مبالغ كبيرة سنويا لتأجير أماكن بالمعرض، فإذا أردنا تقديم معرض يليق باسم مصر، فمن الأفضل تطوير المكان الحالي حتى ولو تم زيادة المبالغ التي يدفعها كل ناشر مقابل تقديم خدمات مميزة.