إسلام وهبان
يُعَد معرض القاهرة الدولي للكتاب هو الحدث الأدبي الأكبر بمصر، وأحد أهم الفعاليات الثقافية بالشرق الأوسط، لذا يفضل معظم الكتاب تقديم أعمالهم الأدبية من خلاله، والوصول إلى أكبر قدر ممكن من القراء، فهل سيؤثر قرار وزير الثقافة، حلمي النمنم، بنقل معرض القاهرة الدولي للكتاب، لمكان جديد بالتجمع الخامس العام المقبل، على الكتاب المصريين؟
إعلام دوت أورج، ضمن ملف خاص عن نقل معرض الكتاب، حاول التواصل مع عدد من الكتاب لمعرفة أرائهم وردود أفعالهم بشأن ذلك القرار، وما قد يترتب عليه، وكان من بينهم:
1- الكاتب عمر طاهر
أرى أن نقل المعرض لن يكون له تأثير على الحالة الثقافية أو الشرائية، بل إن القارئ الراغب في الحصول على كتب بعينها، سيبحث عنه أو يذهب لشرائها أيًا كان مكانه.
2- الكاتب الصحفي مؤمن المحمدي
أولًا: أقول لكل المثقفين لا توجِّهوا حديثكم لوزير الثقافة، فهذا القرار ليس قراره، لأنه لا يمتلك سلطة تغيير مكان معرض الكتاب.
ثانيًا: لا يمكنني قبول أو رفض القرار في المطلق، فالأمر يحتاج اطلاع على حزمة الاستعدادات لنقل المعرض، والتي ستوضح مدى اهتمام الدولة بذلك الحدث ورؤيتها للثقافة ككل.
ثالثًا: أنا غير متفائل وليس لدي ثقة في القرارات التي يتم اتخاذها لعدم وجود أسس معلوماتية واضحة.
3- الكاتب والروائي عبد الرحيم كمال
لا أجد مشكلة في إقامة المعرض هنا أو هناك، لكن الأهم هو تقديم معرض للكتاب يليق بمصر وتاريخها الأدبي، وأن يكون هناك حراك ثقافي حقيقي، فأنا أتمنى أن يقدم الكاتب أفضل ما لديه، وأن تسعى دور النشر لاختيار أعمال أدبية تستحق أن تخرج للنور، كذلك أن يقوم المنظمون بتقديم معرض يبرز جمال وروعة مصر.
لا أرى أن فكرة الحنين للمكان، من الممكن تطبيقها على معرض الكتاب، فهناك أشياء أخرى قد توجَه إليها تلك المشاعر، وأعتقد أن أي تغيير دائمًا ما يواجهه حالة من الرفض، سرعان ما تتبد بمرور الوقت.
4- الشاعر وليد عبد المنعم
هذا القرار أعتقد أنه غير عقلاني، ولم يتم دراسته من الأساس؛ فمن غير المعقول أن تنفق الدولة مبالغ طائلة لإنشاء محطة خاصة بالمعرض، ثم يتم نقله بعدها بعامين.
أرى أن توجه الأموال التي ستنفق على المكان الجديد، لتطوير المكان الحالي وتزويده بالخدمات والمرافق اللازمة لخروج المعرض بالشكل اللائق بمصر وكُتابها.
أدعو كل المهتمين بالثقافة في مصر، بعمل وقفة احتجاجية أمام وزارة الثقافة، للعدول عن هذا القرار، الذي سيؤدي إلى إفساد الحياة الثقافية، وزيادة معدلات سرقة وتزييف الكتب.
5- الكاتب والسيناريست محمد صلاح العزب
أنا مع فكرة نقل معرض الكتاب، لما في ذلك من مميزات، كاتساع المساحة، وتقديم المعرض في مكان راقي وبشكل يليق به كواحد من أهم الفعاليات الثقافية بالعالم.
المعرض سيكون في مكان ليس بالبعيد كما أثار البعض، فهو يبعد حوالي 10 دقائق عن المكان الحالي بمدينة نصر، ولن يكلف الزائر الكثير إذا وفرت الدولة وسائل نقل وقت الافتتاح والذي يستغرق اسبوعين فقط.
حدث نفس الجدل من قبل، عند نقل المعرض لمكانه الحالي، وكان السائد وقتها أن المكان في منطقة نائية، لكن بمرور الأيام أصبحت منطقة حيوية جدًا.
6- الشاعر أحمد شبكة
في البداية ليس لدى الكثير معلومة دقيقة عن سبب نقل المعرض، لكنني أرى أن هذا القرار قد يكون مجحفًا للشباب والقادمين من المحافظات الأخرى، فوجود محطة لمترو الأنفاق جعل الذهاب للمعرض ميسرًا جدًا، كما أن كثير من رواد معرض الكتاب يعتبرونه نزهة ويومًا للذكرى، وليس مكان لشراء الكتب فقط، فلماذا يحرم هؤلاء من تلك العادة السنوية!
أعتقد أن المكان الحالي يحتاج إلى تطوير وزيادة تنظيم، وتقديم خدمات وفعاليات إضافة، بدلًا من نقله لمكان أخر يصعب الوصول إليه.
7- الكاتب علي عمر
معرض الكتاب ليس فقط مكان لعرض الكتب، بل مكان ارتبط بوجدان الكثير منا، واصبح لدى معظمنا ذكريات بين أركانه، كما أن بُعد المكان وعدم وجود وسائل مواصلات بسهولة مترو الأنفاق بالمكان الجديد، تعد عاملا آخر لرفض القرار، فالمعرض يأتي إليه الزوار من محافظات عديدة ويصعب عليهم استخدام أكثر من وسيلة نقل داخل القاهرة، وأرى أن هذا القرار سيؤثر بشدة على الكثافة الجماهيرية للمعرض لعدة سنوات.
8- الشاعرة دعاء عبد الوهاب
إنشاء محطة مترو أنفاق، أما بوابة المعرض الحالية، هي أكثر العوامل التي ساعدت على ازدياد أعداد الزوار خلال السنوات القليلة الماضية، وليس من المعقول إنشاء محطة للمترو تخص المعرض ثم يتم نقله لمكان أخر.
ما يثار حول وجود أعداد كبيرة من الزوار لا يمثلون قوة شرائية، وأن كثير من الأسر تأتي للمعرض للتنزه، وأن هذا القرار يستهدف القارئ الحقيقي، الذي سيشترى الكتاب، اعتقد أنها حجج واهية، فلماذا نحرم حتى من يزور المعرض للتنزه مع أطفاله!، فمن المؤكد أنه سيشترى ولو كتاب كل مرة، أو على الأقل سيرسخ في عقول صغاره حب الكتاب.
أخيرًا أرى أنهه من الأفضل تطوير المكان الحالي لمعرض الكتاب، بدلًا من صرف المزيد من الأموال على مكان جديد سيؤثر على أعداد زائري المعرض السنوات القادمة.
9- الكاتب الصحفي حسام مصطفى إبراهيم
أعتقد أن المكان الحالي لمعرض الكتاب، أصبح له قيمة أدبية وعاطفية في نفوس الكثير منا، كما أن وجود محطة مخصصة لأرض المعارض يعد أهم الأسباب لزيادة أعداد الزوار، ومن غير المعقول ضياع هذه الميزة والمبالغ التي أنفقت لتحقيقها بهذه السهولة، في الوقت الذي يرى فيه الكثير أن منطقة التجمع الخامس بعيدة، وتحتاج إلى مواصلات خاصة قد تكون عبء إضافيا على ضيوف المعرض.
10- الكاتب أحمد مدحت
لا أحد ضد وجود تنظيم جيد، والجميع يرغب في إقامة معرض للكتاب يليق ويظهر عظمة ورقي مصر، لكن هناك عدد من التخوفات والتساؤلات التي يجب على المسئولين الإجابة عنها، أولها عن وسائل المواصلات التي سيتم استخدامها ومدى قدرتها على نقل أعداد كبيرة من المواطنين دون إحداث تكدس، وما هي الأجرة المقرر تحديدها لتلك الوسائل.
والتخوف الثاني والذي قد يؤرق كل دار نشر، وهو عدد زوار المعرض ومدى تأثره بنقل المعرض لمكان أخر، وما قد يترتب على ذلك من نقص القوة الشرائية.
أما التخوف الثالث فهو مدى قدرة الزائر نفسه على الذهاب للمعرض إذا تغير مكانه، فأغلب سكان القاهرة أنفسهم لا يعلم أين توجد منطقة التجمع الخامس، فما بالنا بالقادمين من محافظات أخرى.