بفكرة جريئة وصادمة قرر صناع فيلم “بشتري راجل” تقديم عملهم للجمهور، التجربة الإنتاجية تستحق “تقدير” أصحابها لإصرارهم على ظهور الفيلم رغم عدم وجود استطاع أن يتحمل التكلفة منذ البداية ولذلك جاءت مساهمة البطلة والمخرج بأجورهما لتعطي دفعة قوية للمشروع الأول للمنتجة دينا حرب حتى ظهر للجمهور، رغم أن الفكرة جيدة لكن الأحداث جاءت هادئة تصل لحد “الملل” أحيانا ومتوقعة في أحيان أخرى! وبنقلات إخراجية غلب علي صورتها وإضاءتها الطابع التليفزيوني! مع أن المخرج محمد علي بداياته كانت سينمائية قبل الانخراط في الدراما التليفزيونية! كذلك جاء تناول الموضوع بأحداث مكررة تذكرك بعدد من الأفلام التي تحدثت عن نفس التيمة العامة للفيلم البنت الرافضة لفكرة الزواج والكارهة للرجال عامة وأشهرها جماهيريا كان فيلم “آه من حواء” رشدي أباظة ولبنى عبدالعزيز، فتشعر أن السيناريو كان في حيرة سعيا لخلق أحداث مثيرة خاصة في الحالة الرومانسية بين البطل والبطلة، كذلك لم يقدم الفيلم أسباب مقنعة لهروب البطلة من الزواج بهذا الشكل! وتفكيرها خارج إطار الحياة الطبيعية! وبفكرة “مستهجنة” وعادة الجمهور لا يقبل على مثل هذه الأفكار، ويبحث دائما عن أفكار وشخصيات قريبة منه، ولكنها محاولة سينمائية “جيدة” خارج الأفكار السينمائية الحالية وننتظر حكم الجمهور عليها.
نيللي كريم والتي تعتبر واحدة من جيل “سنيدات” نجوم السينما المصرية اللاتي ظُلمن خلال السنوات الماضية لسيطرة الكوميديانات الجدد على شباك التذاكر بداية من الألفية الحالية فلم تستطع أن تبرز موهبتها إلا من خلال الدراما التليفزيونية تحاول أن تبحث مع هذا الفيلم عن مكانة سينمائية حالية ولذلك أقدمت على تقديم العمل بدون شروط ومقاييس النجومية، ولكن تظل نجومية شباك السينما صعبة للغاية في مصر بسبب سيطرة النجوم على “عقول وفكر” المنتجين ولذلك تجد تجارب البطلات محدودة جدا والوحيدة التي نجحت في كسر الحاجز في السنوات الأخيرة كانت ياسمين عبدالعزيز ومعها محاولات لمنى زكي ومنة شلبي، وبالطبع هي محاولة “ذكية” لنيللي كريم في هذا التوقيت لتغيير وجهة نظر الجمهور بعد سلسلة من الأدوار الدرامية “المتشابهة” في التليفزيون لدرجة أنها ساهمت بأجرها من أجل ظهور المشروع للجمهور.
كيف ولماذا؟
منذ البداية شغلني كيفية اختيار الفنان محمد ممدوح لدور البطل هل لسبب انه أصبح نجما في دراما رمضان السابق؟ أم بسبب الأجر وتعذر إقناع نجم من نجوم السينما “الأكثر وسامة” لمشاركة نيللي البطولة؟ وهذا ليس تقليلا من موهبة محمد ممدوح ولكن هكذا صناعة السينما فهناك من يستطيع تقديم أدوار كوميدية ولا يستطيع تقديم أدوار رومانسية والعكس ومحمد ممدوح مؤهل لتقديم أدوار الكوميدية والأكشن ولكن صعب أن يقنع الجمهور بمشاهد رومانسية مع بطلة الفيلم فكانت غير مقنعة وأقرب منها للمشاهد الكوميدية! إلى جانب وزن محمد ممدوح الزائد بشكل لافت مما أثر على مخارج ألفاظه وكلمات بعض الجمل وعليه أن ينتبه بعد أن بدأ يأخذ طريق النجومية من “الشكل” فهو مهم جدا لأي نجم ونجمة، وأرى إنه مشروع نجم كوميدي لو أحسن استغلال الفرص المتاحة واختيار أدواره فالساحة في احتياج لنجوم كوميديين أصحاب موهبة وأتذكر انه لفت نظري في دوره بفيلم بيبو وبشير، وجاء أداءه جيدا جدا في مشاهد المواقف الكوميدية ولا يجب أن ننسى أن الكاستنج ممكن أن يؤدي إلى نجاح فيلم أو العكس.
الفيلم يقدم دعاية “ذكية” ومغايرة والتي كانت سبب لنجاح فيلم غير تجاري مثل “هيبتا” انتهجها صناع الفيلم منذ طرح الفكرة عبر السوشيال ميديا على أنها “حقيقة” ولا تخص عمل سينمائي كما تبين فيما بعد، ونتمنى لصناعه الاستمرار وتقديم تجارب سينمائية جديدة.