فاتن الوكيل
منذ أن أعلن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب عن ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وهو يُطلق العديد من التصريحات العدائية للمهاجرين بصفة عامة وليس المسلمين فقط، وهو ما أثار غضب الصحافة العالمية والعربية المهتمة بهذا الملف – سواء اهتمام صادق أو لمصلحة ما- بالإضافة إلى تغطية جميع الفاعليات المناهضة لترامب من تظاهرات انطلقت منذ يوم تنصيبه رئيسا وحتى الآن.
ترامب الذي وقّع بالفعل مرسوما تنفيذيا لبناء جدار على امتداد الحدود الجنوبية للولايات المتحدة مع المكسيك، يكون بذلك قد نفذ أحد وعوده الانتخابية التي أوصلته إلى البيت الأبيض، ليس ذلك فقط بل أصدر أمرا بتجريد المدن الأمريكية التي توفر ملاذات للمهاجرين الذين لا يحملون وثائق قانونية من التمويل المقدم إليها.
صعود التيار المعادي للمهاجرين واللاجئين لم يقتصر على نجاح ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية وفقط، بل نجده في الواقع الفرنسي أيضا، عن طريق تصريحات مرشحة حزب الجبهة الوطنية للرئاسة الفرنسية، ماري لوبان المعادية للمهاجرين، لكن المثير للسخرية أن أحد المواقع الالكترونية الفرنسية الساخرة قد استغل هذه “الحساسية العالمية” تجاه قضايا المهاجرين والنظرة الحالية إلى الدول العربية، ونشر خبرا يُفيد أن لوبان تنوي بناء جدارا بين فرنسا والجزائر، على غرار جدار ترامب مع المكسيك.
بعد هذا الخبر، انتشرت حالة من الهلع بين عدد من الصحف الجزائرية، مثل “الموعد”، و”الإخبارية”، و”الحياة”. واحتلت صورة لوبان الصفحة الأولى من العديد من الصحف الجزائرية وظهرت المانشتات الرئيسية كالتالي: “لوبان: مكسيك فرنسا هي الجزائر”، ومانشيت آخر يتساءل عما وصفه بـ”الصفقة القذرة” حول بناء جدار بين فرنسا والجزائر سيتكلف 9 مليون يورو.
بعد ذلك بدأ الأمر يتعدى الصحف الجزائرية، لينتقل إلى المواقع الإلكترونية، وكانت بداية انتشار الخدعة قوية، حيث نقل موقع “هافينغتون بوست عربي” الخبر ولكنه سريعا ما حذفه ونشر بعد ذلك تصحيحا للخبر المفبرك. وبدأ الموقع تعديل الخبر بنشر تنويه يقول : “تنويه: في نسخة سابقة وردت تصريحات لوبان على أنها حقيقية فيما هي تصريحات افتراضية ساخرة من صحيفة legorafi التي تتميز بهذا الأسلوب فوجب التنويه”.
بعد أن انتقل الخبر الساخر من الموقع الفرنسي إلى صحف الجزائر، سخر الحساب الرسمي لموقع le gorafi على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” من هذه الصحف، حيث نشر تغريدة جمعت صورة لبعض الصحف الجزائرية يظهر الخبر “المضروب” على صفحاتها.
ليست الخدعة الأولى
لم تكن هذه المرة الأولى التي يخدع فيها موقع Le Gorafi الصحافة العربية عموما، فقد تسبب هذا الموقع في نشر إشاعة انفصال الفنان العالمي جورج كلوني من زوجته أمل علم الدين ونيتهما الطلاق.
في سبتمبر من عام 2014 نشر الموقع الفرنسي خبرا يُفيد أن كلوني وأمل أعلنا طلاقهما بسبب خلافات روتينية وعميقة حول رؤيتهما للأسرة وأنهما يستعدان للتوصل إلى اتفاق على شروط الطلاق، بل أكثر من ذلك، فقد أكد الموقع الساخر أن ستان روزنفيلد المتحدث باسم كلوني أعلن أنهما قررا السير في طريقين مختلفين ولكن مازالا محافظين على الاحترام المتبادل.
فتح هذا الخبر الباب أمام الصحف الصفراء الأخرى في نقل نفس الشائعة بتفاصيل أوسع، حيث نشرت إحدى الصحف الأمريكية في يوليو 2015 خبرا نقلا عن شخص مجهول لم تذكر اسمه، قالت إنه مقرب من الممثل جورج كلوني ذكرت أنه يعتزم الانفصال عن زوجته قريبا، حتى قبل الاحتفال بذكرى السنة الأولى للزواج، وأن زواجه من “أمل” اللبنانية الأصل جاء إطار تعزيز علاقاته واستئناف مسيرته السياسية الخاصة.