إسراء النجار
استطاع الفنان بيومي فؤاد منذ مشاركته في مسلسل “الكبير” بأجزائه المختلفة أن يخلق لنفسه مكانًا مميزًا على الشاشة، فصار وجه كوميدي محبب لجمهور التلفزيون وبات جمهور السينما يضحك بمجرد رؤيته وقبل حتى أن ينطق بكلمة واحدة، وربما هذا ما دفع عدد كبير من نجوم الكوميديا الشباب للاستعانة به كمتمم للنجاح، ولكن هذا النجاح المبدئي لم يكلَّل بالتنوع في الأدوار أو حتى تقديم كوميديا جادة بعيدة عن استنساخ الأداء ذاته الذي نجح فيه “بيومي” بأدواره الأولى.
الاختلاف الواحد!
تنوع الأدوار الكوميدية التي شارك فيها بيومي فؤاد مؤخرًا جاء بسبب اختلاف الشخصية التي يقدمها في كل عمل من حيث التفاصيل العامة للدور ولكن روح الشخصية ومفردات صياغتها على الشاشة هي واحدة من حيث الأداء وتعبيرات الوجه والاعتماد على طريقته المعتادة في إلقاء “الإيفيه”. فضلًا عن أن بعض الأدوار التي قدمها في أفلام مثل كنغر حبنا”، و”حملة فريزر”، و”علشان خارجين”، وغيرها الكثير لم تضف له شيئًا.
التواجد المعدم
نتفهم أحيانًا أن بيومي فؤاد لمع نجمه وصار مشهورًا في سن كبيرة وهو ما قد يجعله نهم فنيًا لتقديم أدوار عدة وخوض تجارب تمثيلية مختلفة، ولكن هذا النهم إذ لم يتم ترجمته بمزيد من التقمص والتجسيد والإبداع سيترك خلفه تواجد كبير ولكنه معدم من حيث التأثير والبقاء في الوجدان، وللفنان أن يعلم أن الجمهور يمل سريعًا من الأداء الواحد و”القلش” الواحد أيضًا، وذلك بعدما تحول “بيومي فؤاد” من اسم إلى وصف، لذا فهو في حاجة إلى الانتباه قبل أن يبحث الجمهور عن “بيومي” جديد.
أدوار عدة ومشهد واحد
شارك بيومي فؤاد في سيل من الأعمال في مواسم رمضان وعيدي الفطر والأضحى الماضيين إضافة إلى الحملات الإعلانية، وحتى لو استطاع أن يقدم شخصيات متنوعة شكليًا فهناك حالة من التشتيت لدي الجمهور الذي لا يعي أين وكيف يظهر الفنان، وللأسف توج “بيومي” موجة السخرية من ظهوره الكثيف بتقديمه برنامج “بيومي أفندي” الذي يعرض حاليًا على شاشة “dmc” وذلك استكمالًا لمدرسة الظهور غير المدروس لأن كان عليه أن يبتعد قليلًا حتى يشتاق له الجمهور فيعود مجددًا ومختلفًا في موسم رمضان المقبل.
شيخ العرب بيومي
رغم اعترافه بأنه تمنى تجسيد شخصية “شيخ العرب همام”، التي قدمها الفنان الكبير يحيى الفخراني، لما يمتلكه الدور من مشاعر واحترافية في التمثيل، إلا أنه يتقدم بخطوات واضحة تجاه نوعية واحدة من الأدوار ومدرسة معينة في الأداء، وحصر موهبته بشكل كبير في دور “الممثل المهرج” وقبل بأدوار انتقصت من موهبته ولم تضف لها جديد. ولن يشفع له هنا تصريحه بأنه يخجل أحيانًا رفض الأدوار خوفا من خسارة أصدقائه الفنانين، لأن الخوف لا يصنع ممثل محترف.
سعد العجاتي
قدم بيومي فؤاد بعض الأدوار الجيدة خارج إطار الكوميديا بل تميز أيضًا في بعض مشاهد مثل دور “الدجال ديدي” ذي المشهد الواحد في مسلسل “أفراح القبة”، ولكن يظل دور الشيخ سعد العجاتي، الذي قدمه في مسلسل “موجة حارة” هو أحد أفضل أدواره على الإطلاق، ورغم صغر مساحته إلا أن المخرج المتميز محمد ياسين استخرج قدرات تمثيلية هائلة من “بيومي” فصدقنا سعد العجاتي، رجل الدين الوسطي الذي خلع عباءة الأزهر الشريف وارتدى “بدلة الفضائيات” ليتعاون مع أمن الدولة وتستدرجه قوادة ليتزوجها فتستتر في لحيته، وما أن يُكتشف حتى يقدم مشهدا تمثيليا رائعا وهو يبكي بصدق نادر.
مساحة التمثيل في “سعد العجاتي” سمحت بإبراز إمكاناته التمثيلية، فهل يعني ذلك أننا نطالبه بهذه الأدوار فقط؟ بالطبع لا، بل نطالب الفنان الذي نحبه باستكمال مشروع الممثل الذي بدأه وهو هاوي في فرق مسرحية غير معروفة بينما كان يمارس مهنته الأساسية كخبير ترميم بالمجلس الأعلى للأثار