منذ سنوات حدثت أزمة بين قطر والسعودية قامت على إثرها الدوحة بتسليط قناتها الجزيرة على السعودية فأصبحت كل التغطية ضد المملكة، ووصل الأمر إلى حد أن الجزيرة انتجت فيلما وثائقيا عن صفقة اليمامة الشهيرة وهو فيلم “عن صفقة أسلحة فاسدة في السعودية” لتشويه صورة المملكة.
بعدها بفترة حدث صلح بين السعودية وقطر فتغيرت لهجة الجزيرة وعادت إلى تمجيد المملكة ومن وقتها لم تعرض الجزيرة الفيلم المذكور.
موقف كهذا يختصر الفكرة من قناة الجزيرة.. وهي تسليط الأسهم إلى أي دولة لديها مشكلة مع قطر.. إذا الهدف سياسي وليس إعلامي ابدًا.
في مصر لم تختلف الأمور .. حين نزل القرضاوي إلى ميدان التحرير عرضت الجزيرة تقارير تقول إن أكثر من 4 ملايين مصري يصلون ورا الإمام القرضاوي في ميدان التحرير، وفي ثورة يناير عرضت القناة تقارير تقول إن هناك اكثر من 2 مليون مصري ضد مبارك في ميدان التحرير، لكن حين نزل الملايين ضد الاخوان في 30 يونيو عرضت الجزيرة تقريرا قالت فيه إن ميدان التحرير اساسا لا يتسع لاكثر من عشرات الالاف مواطن وبالتالي ما يتردد على ان ملايين خرجوا ضد مرسي كلام غير حقيقي.
أصبحت الجزيرة والمال القطري هما السلاحين الوحيدين اللذين تمتلكهما قطر، المال يوجه بقوة لجماعات إرهابية والجزيرة توجه إلى اي دولة لا تعجب قطر، اذا هي ليست وسيلة إعلام بالمعنى الصحيح لمصطلح وسيلة إعلام، هي أقرب لمكتب مخابرات يتخذ شكل وسيلة اعلام لتنفيذ خطط ليس من ضمنها ابداً اعلام الناس ونقل الحقيقة لهم.
منذ فترة صدر كتاب مهم لاثنين من الصحفيين الفرنسيين هما نيكولا بو وجاك ماري بورجيه اللذان يصنفان في قائمة أفضل صحافيى فرنسا، من حيث إجراء التحقيقات المتعمقة. يحمل الكتاب عنوان “قَطَر الصديق الذي يريد بنا شرا”، كشف الكتاب الذي اعتمد على وثائق وشهادات مهمة معلومات حول الجزيرة يؤكد ان قطر التي دأبت على استقبال حكام إسرائيلين ـ أمثال ـ شيمون بيريز،وتسيبى ليفنى زعيمة حزب كاديما الاسرائيلي، موضحا كيف كانت علاقاتها بقطر، والقصر الأميرى وناقلا احاديث لرئيس الوزراء حمد بن جاسم معهما عن الفلسطينيين خاصة قوله “هل سيزعجنا هؤلاء الأغبياء طويلا”.
وزاد الكتاب التأكيد أن فكرة إطلاق قناة الجزيرة كانت فكرة يهودية وان من عمل على تنفيذها هما الأخوان اليهوديان الفرنسيان ديفيد وجان فريدمان.. وانهما تمكنا من اقناع أمير قطر بتأسيس قناة الجزيرة من خلال الأعضاء في منظمة “الايباك” التي تمثل اللوبي اليهودي في أمريكا حيث استمالت الفكرة أمير قطر ووجد انها فكرة مثالية.
وبعيدا عن الكتاب لن ننسى وثيقة ويكيليكس التي كشفت تعامل مدير القناة السابق مع النظام الامريكي وتلقيه تعليمات من جهات سيادية امريكية وبعدها مباشرة فصلت الجزيرة ذلك الشخص لتنفي التهمة عنها وكأنه كان يفعل ذلك دون علم قطر.
الجزيرة لم تعد بالنسبة لي وسيلة اعلام.. هي خطر حقيقي يضاف لعشرات الاخطار التي تواجه الشرق الاوسط.
أحمد فتح الله: التحريض يدمر مهنة الإعلام