رباب طلعت
“كلنا سنموت، ولكن هناك فرق بين شخص يموت وينتهي، وشخص مثلي يموت ولكن يظل حيًا بسيرته وتاريخه”، تاريخ طويل من النضال خطته روز اليوسف، وجسدت معاني نضال المرأة بين صفحات مجلتها التي أقالت في عصرها حكومة “نسيم باشا”، في الوقت الذي كانت قريناتها حقوقهن ضائعة.
خاضت فاطمة اليوسف، معارك عدة أبرزها دفاعًا عن هوية المرأة، التي عُلقت لوحات مرسومة لها باختلاف ثقافتها على جدران “روز اليوسف”، ويرصدها “إعلام دوت أورج“.
إذا ذكرت المرأة في “روز اليوسف” لابد أن تُذكر فاطمة اليوسف، مؤسستها، والمدافعة عن المرأة والفن والوطن، ولابد أن تكن صورتها في استقبال زوار صرحها الصحفي.
ظهرت المرأة “الأم”، ربة المنزل البسيطة، في إحدى لوحات الفنان جورج البهجوري، رسام الكاريكاتير الشهير، المرسومة بألوان هادئة كطبيعتها.
ومن ربة المنزل في المدينة، ظهرت نظيرتها في الريف، المرأة العاملة بطبعها، “الشقيانة”، مولدة المنتجات المنزلية البسيطة، بثوبها الريفي الفضفاض.
كما جسد “البهجوري” أيضًا المرأة المتعلمة ذات الطابع الأرستقراطي، المتحدثة التي تعبر عن نفسها بلسانها، في إحدى لوحاته المعلقة على جدران “روز اليوسف”.
لم تخلو جدران روز اليوسف أيضًا من المرأة الساذجة، ذات الوجه المليء بأدوات التجميل، المتكلفة في تزيينه والصارخة في اختيار لون شعرها.
بما أن الهدف الرئيسي من تأسيس “روز اليوسف”، كان الدفاع عن الفن والفنانين، في الوقت الذي كان يراه المجتمع عمل “مشين” والعاملين فيه منبوذين، كان لابد أن تضم اللوحات صورة لسيدة الغناء العربي أم كلثوم.
كذلك كان للراقصة الشرقية، التي تعبر بفنها عن تراث عربي، اشتهرت به مصر، عن كافة دول العالم، نصيب من لوحات “البهجوري” على جدران “روز اليوسف”.
بالطبع تصدرت نجمات السينما المصرية، أفيشات أفلام إحسان عبد القدوس، ابن فاطمة اليوسف، التي اكتظت به قاعته في “روز اليوسف”.
لم تتجاهل لوحات “روز اليوسف” المرأة المنبوذة من المجتمع، التي اتخذت من الليل ساتر لها، بلوحة تعكس حزنها الظاهر على ملامح وجهها بالرغم من تبرجها الفاضح عن هويتها.