أحمد حسين صوان
في ظل توجه البعض لتأسيس محطات تليفزيونية وإذاعية مُتخصصة في شأن ما، انطلقت مؤخرًا إذاعة “راديو مطلقات” عبر شبكة الإنترنت، لتكون أول إذاعة مصرية وعربية موجهة للمطلقات، واستطاعت أن تصنع حالة من الجدل، بسبب الفكرة التي قد تتميز بالجرأة إلى حد كبير.
تواصل “إعلام دوت أورج” مع السيدة محاسن صابر، مؤسسة “راديو مطلقات”، لتكشف أسباب اختيار تلك الفكرة وتنفيذها، وماهي آليات اختيار المحتوى، فضلًا عن المُذيعين والمذيعات، وأبرز الصعوبات التي واجهتها في بداية الأمر، وفيما يلي أبرز التصريحات:
1- حاصلت على ماجستير تاريخ إسلامي، وأنشأت مدونة عبر شبكة الإنترنت بعنوان “عايزة اطلق و” في عام 2008، بسبب مروري بمشكلة شخصية، للحديث عن حقوق المرأة حال مطالبتها بالطلاق، فضلًا عن نظرة المجتمع إليها، حيث كنت أدّون بعض الأفكار والموضوعات المُتعلقة بذلك الشأن، ولم أتطرق إلى عرض مُشكلة شخصية على الإطلاق، لذلك حققت نجاحًا كبيرًا وانتشارًا واسعًا، وبات لدي زوار ومتابعين دائمين، حيث كانت رسالة الترحيب بالمدونة “عندما ينعدم الأمان في الحياة الزوجية وتصبح الطمأنينة حُلم بعيد المنال.. بعدها، مرحبًا بأبغض الحلال”.
2- أصبحت الفكرة تشهد تطورًا إلى حدٍ ما، واتجهت نحو تحويلها إلى محطة إذاعية عبر شبكة الإنترنت، في 2009 تقريبًا، وحرص المدونين على تشجيعي وتقديم الدعم لي، وكان الافتتاح الرسمي للمحطة التي تحمل اسم “راديو مطلقات” في 1 يناير عام 2010، والموقع سجّل في اليوم الأول للانطلاق 12 ألف مُستمع، على الرغم من البث لمدة ساعتين فقط، آنذاك.
3- فريق العمل كان يضم 32 شخصًا تقريبًا في بداية الأمر، سواء شباب، وفتيات، وزوجات ورجال، فضلًا عن المطلقات، حيث كان يضم إذاعيين من مختلف أنحاء العالم، من بينهم صحفية في مجلة “ماري كلير” الإيطالية، حيث كانت تقدم برنامجًا عن المرأة في مجتمعها وأبرز المشكلات التي تواجهها، وكان يحمل اسم “قنديل البحر”، فضلًا عن مُذيعين من كولومبيا، والسودان والسعودية، ويُعد من أبرز أسباب نجاح الراديو هو تناول القضايا بإيجابية وحيادية.
4- محتوى برامج “راديو مطلقات” بمثابة الجسر الذي يربط بين المطلقات والمُجتمع، حيث إن الأخير يكوّن صورة سلبية عن المرأة المُطلقة، ويوجه إليها اتهامًا بأنها غير قادرة على تحمل المسئولية، وفوضوية وتمارس الإهمال في حياتها.
5- لم أواجه صعوبات في بداية تطوير الفكرة، إلى محطة إذاعية، لكن المُشكلة تكمن في الاستمراية، حيث إن أغلب الإذاعات الموجودة عبر شبكة الإنترنت، تغلق بعد مرور فترة من الوقت، بسبب ارتفاع التكاليف، والتمويل يكون ذاتيًا، ومن المُفترض أن الراديو يُغطي النفقات التي يتطلبها.
6- موقع “راديو مطلقات” سوف يشهد تطورًا خلال الفترة القليلة المُقبلة، من بينهم تحويل بعض البرامج إلى صوت وصورة، حيث يتمكن الجمهورمن مُشاهدة المُذيع من داخل الاستوديو، وسوف نبدأ ذلك في برنامجين تقريبًا، مع توفير تطبيق للراديو عبر أنظمة التشغيل المُختلفة التي توفرها الهواتف المحمولة، فضلًا عن التواصل مع الناس من الشارع وتصوير تقارير معهم.
7- لم أتواصل مع مسئولي القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية، بهدف توفير مساحة لي من أي برنامج، وتخصيص فقرة للحديث عن المطلقات، حيث إنني نشيطة جدًا في الأفكار من خلف الشاشة، فضلًا عن انشغالي طول الفترة الماضية في تحضير الدراسات العليا.
8- أسعى خلال الفترة المُقبلة، إلى توفير “راديو مطلقات” على إحدى موجات “FM”، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور، لأن محتوى البرامج يستحق ذلك، حيث إن فكرة الراديو إيجابية ولا نُحرض المرأة على الطلاق، لكن نحاول عرض تجاربنا وأن ليس كل مشكلة بين الزوجين تتطلب الانفصال، كما يوجد بعض البرامج باسم “طليقك على ماتعوديه” الذي يسعى إلى تحسين العلاقة بين الزوجين بعد الطلاق، وذلك لصالح الأبناء.
9- معايير اختيار المُذيعين، تقتصر على خضوع المُتقدم لاختبار صوت، للاطلاع على مخارج الألفاظ التي يجب أن تكون سليمة، فضلًا عن محتوى البرنامج الذي يسعى لتقديمه، حيث نتجنب المضمون الذي ينحاز إلى فئة دون الأخرى، والابتعاد عن الألفاظ الخادشة، فـ”راديو مطلقات” موجه للأسرة.
10- يوجد قائمة من البرامج على “راديو مطلقات” لم تتغير على الإطلاق، من بينهم “قبل ما تقولي يا طلاق”، و”ابنك على ما تربيه” و”يوميات مطلق”، حيث إنها مستمرة طول الوقت باختلاف المُذيع، بالإضافة إلى برامج يُعاد إذاعتها مُجددًا، مثل “من شوارعنا”، و”تجمعنا الصدف” الذي كان يقدمه مذيع سعودي.