كثيرًا ما أجد من يسألنى عن حقيقة مرض نجمنا الكبير الذى نرجو له جميعًا الشفاء، أو عن نجمنا العالمى الذى عاد مؤخرًا فى زيارة للقاهرة، وهل يزال متمتعًا بذاكرته أو عن الأسباب الحقيقية لطلاق تلك النجمة وغيرها وغيرها.
الصحفى أو الناقد ليس شيخ حارة، عليه أن يعرف كل صغيرة وكبيرة، لسنا جميعًا باباراتزى ، أقصد هؤلاء المتلصصين على الحياة الخاصة للمشاهير، الذين راح ضحيتهم قبل 18 عاما الأميرة ديانا ودودى محمد الفايد فى أثناء محاولتهما الهروب من عيونهم وأقلامهم وكاميراتهم.
صحيح أن النهم لاقتحام خصوصية الآخر جزء من الطبيعة لدى عديد من البشر، ولهذا يقابله على الجانب الآخر التكتم الشديد عند الآخرين، هناك من يحرص على أن يضع المزيد من المتاريس الصلبة والحواجز الخرسانية والأسوار الحديدية حول حياته الخاصة، إلا أن هذا لا يمنع من شعور البعض برغبة فى كشف المستور لمن يقف على الشاطئ الآخر.
الصحافة والفضائيات -فى جزء منها- صارت تقتات على مثل هذه الأخبار، وهى بلغة الأرقام لها شباك، وتحقق رواجًا عند قراء يستمتعون بالنميمة، بالتأكيد هناك عدد من الفنانين يحرصون على تسويق أنفسهم للميديا بأى ثمن، وقد يخترعون أو يبالغون أو يتلككون من أجل ضمان بقائهم على قيد الحياة الإعلامية، وهكذا تراهم يلهثون وراء الصحفيين ويمدونهم بالمادة المثيرة. وقد يتعمدون الإدلاء بتصريحات مستفزة ليتحول الرأى إلى مانشيت، مثل هذا النجم الذى لم يتحقق جماهيريا، لأنه لا يمتلك تلك الكاريزما التى ينعم بها الله على عدد محدود من النجوم، هذا النجم منزوع الجماهيرية، فكلما خذلته الإيرادات فى فيلم أو مسلسل قرر أن يدلى بتصريح أكثر صخبًا، حتى يتحول اسمه إلى عنوان رئيسى فى الجريدة، وكثيرًا ما تقع الصحافة فى تلك المصيدة وتضعه بالفعل فى المانشيت.
العلاقة بين النجوم والإعلام تلعب دورًا ولا شك فى خلق مناخ لتحقيق الشهرة، ولكن السؤال: هل الشهرة هى هدفك الوحيد والأثير؟ المأزق الذى يعيشه عدد من الفنانين أن لديهم ترمومترًا يقيسون به حجم إنجازهم بكثافة وجودهم الإعلامى، وكلما وجد أنه ينتقل من جريدة إلى جريدة، ومن فضائية إلى أخرى شعر بنشوة الانتصار ولذة التحقق، حتى ولو سوّق ذلك عن طريق تسريب أخباره الشخصية.
بينما على الجانب الآخر هناك مثلًا أم كلثوم كانت ترفض تمامًا أن يقتحم أحد خصوصيتها، وقالت للكاتب الكبير سعد وهبة، عندما كان يسجل لها مذكراتها من أجل أن يحيلها إلى سيناريو فيلم يخرجه يوسف شاهين، باسم سومة -للأسف لم يرَ النور لأسباب ليس الآن مجال ذكرها- سألها وهبة أن تروى له عن زواجها، ومن أحبت من الرجال من أجل أن تصبح هذه الآراء مادة خاما صالحة للسينما، إلا أن إجابة أم كلثوم جاءت حاسمة طالما أنا عايشة فلن أسمح، أما بعد رحيلى فأنتم أحرار . والغريب سواء مسلسل أم كلثوم أو فيلم كوكب الشرق لم يقترب أى منهما للجانب الشخصى فى حياتها.
هناك نهم لدى الميديا لاقتحام الجانب الشخصى للمشاهير، ساعد عليه هذا الانتشار عبر العالم الافتراضى، كما أن الرجوع للماضى وبث تسجيل قديم على الشبكة العنكبوتية من الممكن أن يدفع بكلمة تُنتزع خارج السياق، لتأخذ منحًى ومعنًى ملتبسين، وتابعنا الكثير من ذلك، مثلا عبد السلام النابلسى وهو يدلى برأيه فى فيروز، لم يقلل أبدًا من حجمها، ولكنه تحدث عن صوتها الذى يجمع بين الموهبة الربانية والحرفة البشرية، ولكنهم اكتفوا فقط بـ لا تقربوا الصلاة ولم يضيفوا وأنتم سكارى ، يبدو أننا نعيش زمن الفضائيات الصفراء، بديلًا أكثر روشنة من الصحافة الصفراء، أتمنى أن يُدرك القراء أننا لسنا جميعًا باباراتزى !
إقرأ ايضا
أطفال مصريون يقلدون فيديوهات داعش
مصري يحقق أمنية مدحت صالح: هاعيش على كوكب تاني
بكري يطالب السيسي بوضع تشريعًا إعلاميًا لـ”فيسبوك”
الجندي: الإعلاميون في مصر ماسكين الطبلة والرق ليل ونهار
تأثر منى الشاذلي بسبب أهالي شهداء مصر في ليبيا
هالة منير بدير: سور فيسبوك وتويتر العظيم
الموسم الثاني لـ”فرصة سعيدة” على التليفزيون المصري
“يوتيوب” يستعد لطرح تطبيق جديد للأطفال
داعش يعدم صحفيا عراقيا رميا بالرصاص في الموصل
15 صور لاشتباكات الجماهير والشرطة بدون ضحايا في الدوري الأوروبي
“نيو تيرن” برنامج جديد لابنة منى الحسيني على “العاصمة”
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا