محمد أحمد حسن
لا يمكن الدخول إلى متحف أحمد شوقي دون الوقوف طويلا أمام مكتبته التي كونت ثقافته وخلفيته الأدبية والشعرية العريضة، تركت زملائي يتجولون في باقي أروقة المتحف ومكثت قرابة الساعتين في المكتبة لأعرف من خلال عناوينها قائمة اهتمامات أمير الشعراء.
تقع مكتبة “شوقي” الشخصية في الطابق الثاني من “كرمة ابن هانئ” كما كان يسمي منزله، وتحتوي المكتبة على ما يقارب 500 كتاب في التاريخ، الأدب الدين، والثقافة بلغات مختلفة كالعربية، الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية والتركية.
قائمة الكتب تطول لكن أبرزها كتاب “الأخلاق” لأرسطو وكتاب “ضحى الإسلام” للدكتور أحمد أمين والذي يتناول تاريخ الحضارة الإسلامية في فترة ازدهارها حسبما قال لنا السيد العيسوي عبد العزيز مسئول النشاط الثقافي بمتحف أحمد شوقي، وأضاف أن محتويات المكتبة ليست كما تركها شوقي إذ أن بعض الورثة قد احتفظوا بعدد منها لأنفسهم.
تحتل كتب التراث العربي والإسلامي القديم جانباً كبيراً من مكتبة شوقي مثل “الأغاني” للأصفهاني و”الكامل” للمبرد و”أساس البلاغة” للزمخشري و”صبح الأعشى” للقلقشندي ومقدمة ابن خلدون و”لسان العرب” لإبن منظور و”إحياء علوم الدين” للإمام أبو حامد الغزالي و”خزانة الأدب” لابن حجة الحموي.
يفسر هذا الأمر، السيد العيسوي بقوله أن ذلك يعود إلى أن عصر شوقي شهد ظهور تيارات فكرية متعددة منها ما ينادي بالعودة للتراث كأساس للنهضة ومنها ما ينادي بالتقليد الكامل للغرب للحاق بالتطور الحضاري، وكان شوقي منحازاً لتيار العودة للتراث وبالتالي هيمنت الكتب سالفة الذكر على مكتبته الشخصية، مؤكدا أن تلك الكتب تعد أعمدة أى مثقف يريد استلهام التراث في أعماله الفكرية والأدبية.