مات الأب الروحي... عاش النجوم الجدد

رباب طلعت

“عاوزين وجوه جديدة تشيل السينما والتلفزيون”، طيف مر في خيال منتجي الأب الروحي، ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز “مجموعة فنون مصر”، وقرروا تنفيذه بدراما تلفزيونية زاخرة بنجوم فُتحت لبعضهم أبواب الفن للمرة الأولى، وآخرين ازداد رصيدهم بـ”خلطة” مصرية أثبتت استطاعة صناع الدراما في مصر مجاراة المسلسلات التركية والهندية، وكسرت صنم البطل الأوحد، بالحدث البطل.

إعلام دوت أورج“، يرصد التجربة الفنية الجماعية “الأب الروحي”، في عيون نجومه الشباب الذين لعبت مع بعضهم الصدفة للكشف عن قدراتهم الفنية، والآخرين رشحتهم أعمالهم السابقة.

محمد علي رزق

الأب الروحي “تجربة ممتعة ومنفردة”، لأن الحدث هو البطل وليس الأشخاص، المسلسل حاكى الدراما طويلة المدى، وكان الرهان على جذب الناس، وهو ما حدث خاصة “أنها بطعمنا احنا”، وخطوة جريئة من المنتجين الذين فتحوا الباب للشركات الأخرى لتبني مثل هذا النوع، ولكن بشرط “مايسترخصوش”، لأن مثل هذا النوع تحديدًا يجب أن يخرج بشكل لائق و”مصروف عليه”.

كنت راضي جدًا عن شخصية عزيز، لأنها الشخصية الأقرب مني “لايقة جدا على شكلي”، رشحني للدور المخرج بيتر ميمي، في اجتماعه مع المنتجين، ليشيد بأدائي ريمون مقار، فهذا الدور ليس تجربتي الأولى مع شركة “فنون مصر”، وبمجرد اتصالهم بي وافقت موافقة مبدئية، وبعد قراءة السيناريو مضيت العقد على الفور، لأنها تجربة جديدة “الواحد لازم يدور على الجديد”، وأكثر ما دفعني للموافقة الأحداث والشخصية، كذلك خروج المسلسل من السباق الرمضاني لأنه “بيفرم مسلسلات كتير حلوة”.

المسلسل أثبت أن “الدنيا كراسي موسيقية، مش كل نجم هيفضل نجم ولا كل جراند هيفضل جراند، كل واحد لازم يقدم دوره وياخد بأيد اللي محتاج الفرصة”، وهو ما ظهر على الشاشة للجمهور الصداقة وروح الحب بين نجوم المسلسل أخرجت عمل محترم.

 

إسلام شوقي
“السلمة الأولى” أو “المراية اللي مكدبتش عليا”، هو تجربتي الأولى في التمثيل، التي عرفت من خلالها أخطائي بمشاهدة أدائي، كما أنه أضاف لعملي الأصلي “الإخراج” الكثير، فيكفيني معرفة سيكوليجة الممثل، وتعليمي درس قوي وهو عدم الاستهتار به، والحرص على توجيهه لإيصال رسالتي ووجهة نظري، كذلك على مستوى التمثيل أيقنت أن الفنان شخصية مهمة جدا في المجتمع المصري، لأن بيده تشكيل سياسات وأخلاقيات المجتمع بأدواره.

رشحني للدور المخرج بيتر ميمي، الذي كنت مساعد إخراج معه في الهرم الرابع، عرض عليّ التمثيل ولكني كنت متردد جدًا إلى أن قابلت ريمون مقار أقنعني ووافقت على الدور برغم خوفي من البطولة الجماعية، لأنها “مرعبة”، لأنها تعتمد على آراء الناس، ونجاحي “وسط الزحمة”، وكذلك تقييم من عملت معهم من قبل كمخرج، ولكن كل ذلك اختفى بعد المسلسل فردود الأفعال ممتازة “لدرجة أنهم بيقولولي خليك في التمثيل أحسن”.

كنت متوقع النجاح للعمل منذ اللحظات الأولى لأن كل القائمين على العمل تجنبوا عدم الوقوع في الأخطاء، وتعلمت منه درس مهم أن “مينفعش تحت أي ظرف الإنسان يكون عبدالله ويدوس على الناس عشان مصلحته، طموح الشخص مينفعش يجي على حد”.

 

حسنة

“نقطة الانطلاق”، هو الفرصة التي كان لابد من خوضها، خاصة أنها صدفة، ففي الوقت الذي كنت يائسة من اقتناص فرصة للعمل في الفن بسبب بعض المواقف التي أكدت لي أنه لا بد من واسطة، أو تنازلات لتحقيق أهدافي، كتب ريمون مقار “بوست على الفيسبوك”، عن التفاؤل وأهمية السعي والتعب لتحقيق النجاح، فاستفزني لغضبي الشديد مما حدث معي سابقًا، فأرسلت له رسالة تعليقًا على كلامه، مؤكدة أن “الفرص في المجال ده مش بتيجي كده”، فتعامل معي بلطف شديد وتفاهم كبير، واتصل بي أكثر من مرة ليطمأني ويشجعني، بعدما أرسل لي رقم هاتفه وأرسلت له صوري كما فعلت من قبل عدة مرات دون نتيجة، فسألني “ملامحك دي منين؟” لأخبره بأني من النوبة، وأرسلت له بعدها عدة فيديوهات خاصة بي وآخر من “أراب كاستنج”، فأعطاني رقم مديرة أعماله للاتصال بها بخصوص “الأب الروحي” فقط، فأخبرتني أن الغد هو آخر يوم في الاختبارات “فاتخضيت! بس روحت وعملت الكاستنج قدام رامي الجندي اللي كان بيدربنا بعد كده وقالولي هنكلمك فقلت زي كل مرة ومشيت”، تفاجأت في رمضان باتصال من المنتج الفني، “قالي هاتي البطاقة يالله عشان نمضي العقد”، ومضيت ولم أكن أعلم أن به كل هذا الكم من الممثلين، وخضت التجربة وأنا على يقين بنجاحه لأنه سينسي الجمهور المسلسلات التركية والهندية، فنحن قادرون على تجسيد 600 و 700 حلقة، لكن بمخرج ومؤلف ونجوم “شغلهم ميخرش المية”.

أكثر ما أخافني هو توقف الناس عن مشاهدة المسلسل بعد موت الفنان محمود حميدة، لكن المسلسل أثبت أنه يصنع النجوم وليس النجوم من صنعوه، فبعد موت كل بطل يظهر بطل جديد، بالإضافة إلى أن احتضان الفنانين داخل العمل لبعضهم، أزال الرهبة من نفوسنا جميعًا، وجعلنا نقدم أفضل ما نملك لنجاحه.

الأب الروحي علمني أن الاجتهاد والاعتماد على الله، هو باب الفرص وليست الوسائط أو الموافقة على الإغراءات، “الحلم محتاج صبر وتمسك باحترامك مش تخليك عنه”.


كارولين عزمي

“الحاجة الوحيدة اللي عملتلي نقلة في حياتي”، عن طريق الصدفة، أخبرني الفنان إيهاب فهمي، الذي يعرفني من عروض “مسرح النهار”، أعطاني رقم آية فاروق، مديرة أعمال ريمون مقار، وأخبرني أنهم في حاجة لـ6 شباب لدور في مسلسل كبير، فلم اهتم ليقيني بأنهم لن يختاروني، لكني تفاجأت باتصال من “آية”، تخبرني أن “فهمي” رشحني للدور، فذهبت لعمل “الكاستنج” ووجت ما يزيد عن 300 متقدم، “قلت بس محدش هيختارني أنا مش معايا واسطة، بس دخلت على اختبارات الكاميرا واختاروني من ضمن 100 صفصفوا على 11”.

كان حلمي الوقوف أمام محمود حميدة، بالرغم من خوفي من الدور خاصة أنه درامي بعكس أدواري في المسرح الكوميدية، كذلك وجود نجوم كبار وكُثر، جعلني أراهن عليه “لإما هقع لهثبت نفسي”، اعتكفت في البيت 5 أيام لقراءة النص، وكنت مهزوزة الثقة في نفسي لكن ريمون مقار وبيتر ميمي شجعاني جدًا، وصورت أول مشهد لي وهو مشهد خطفي، فشجعني الجميع، والثاني كان أصعب لأنه مع “حميدة”، وكنت مرتبكة جدًا فأخذني في غرفته ليروي لي قصص من حياته، ويخبرني أن أول أجر له كان نصف جنيه، وأرشدني ألا أركز في البكاء في المشهد، فقط أنظر لعينيه، وأندمج معه، وبالفعل مع أول كلمة منه بكيت تلقائيًا.

كنت متوقعة نجاح المسلسل جدًا لأن “الورق استفزني” فتأكدت أن الجمهور سيتابعه لمعرفة باقي الأحداث، ويكفيني منه أني تخليت عن فكرتي بأن الوسط الفني يعتم على الواسطة، ولا بد أن انتشر خلال الفترة المقبلة، مهما كان حجم الدور، لأثبت نفسي.

شريف البردويلي

“فرصة كبيرة” دور “حربي” الذي كان في البداية اسمه “بهاء” ولكن قررت تغيره، كان بترشيح من المخرج بيتر ميمي، الذي أكتشفني، أحببت الدور لأنه صعب، وفيه الكثير من التفاصيل المتشابهة مع شخصيتي، من قلة كلامه، مزيج عصبيته وهدوءه، وحبه لزين العطار وعائلته، ووفائه ورجولته، وكنت واثق من نفسي، ومن قدرتي على تحقيق ذاتي وسط النجوم الكبار، فمشاركتي معهم لا تخيفني لأنها ستضيف لي.

بالرغم من اختيار “مقار” لي إلا أنني “عملت كاستنج زيي زي كل الشباب في المسلسل”، الجميع دخل بجهده وموهبته وهذا ما تسبب في نجاح المسلسل.

تعلمت من “الأب الروحي” أن “الخيانة وحشة جدا جدا”، وكنت متوقع نجاحه وبشده لأن الورق كُتب بشكل جيد جدًا، “لما كنت بقرأه كنت ببقى عاوز أنام ومش عارف، ولو نمت أقوم أكمل عشان أعرف الأحداث”، وكذلك لتمكن فريق العمل من إخراج وتأليف وإنتاج.

 

كريم عبد الخالق

“أول خطوة حقيقية ليا في التمثيل”، بل هو “أكبر فرصه عملتها في حياتي”، رشحني للدور بالصدفة، طبيب أسنان صديقي، تربطه صداقة مع ريمون مقار، الذي أخبره بفكرة المسلسل قائلًا: “عاوزين وجوه جديدة تشيل السينما والتلفزيون”، فدله عليّ، واتصل ليطلب صور مني فأرسلتها له، وكلمني مكتب المنتج بعدها، وذهبت للقائه، فطلب مني أن أنقص من وزني، قبل رمضان، وبالفعل “خسيت 20 كيلو”، واتصلوا بي مرة أخرى في رمضان، واختاروني مع ضمن المئات المتقدمة، وكنت من مجموعة الـ16 التي تأهلت لخوض التجربة، وجسدت دور صعب، “خفت أقدم دور الظابط النمطي في السينما والتلفزيون”، لذلك حاولت أن أخرج عنه بالرغم من أني “ربيت شنبي بس عشان أدي لنفسي سن أكبر مكونش طالع من إعدادي”.

“مشفتش كده في حياتي”، المسلسل كان حالة، النجوم الكبار من أول محمود حميدة، وسوسن بدر وأحمد عبد العزيز والجميع ساندونا من أول لحظة، بالدعم والإرشادات، لذلك لم أشك للحظة في نجاح المسلسل، الذي اقتنصت فرصته، دون تردد أو تفكير “مكنش ينفع أبدًا أضيع فرصة زي دي”، خاصة أني كنت يائس وكنت أفكر في السفر للعمل بالخارج.

دوري في المسلسل سيشكل فارقًا كبيرًا في اختياراتي الفترة المقبلة، فأدواري سأراعي أن تكون بالكيف وليس الكم، وتمنيت أن أقدم دور “صالح العطار” لتفاصيله وقوته.

 

محمود متولي

“فرصة مكنتش أحلم بيها، اختصرتلي كتير من عمري”، ففي الفن من الصعب أن تحصل على مثل هذا الدور، خاصة أني تعبت في الوصول له، فبعد عدة محاولات فاشلة في التقديم للمسلسل، أضفت ريمون مقار على “الفيس بوك”، وأخبرته عن رغبتي في الانضمام لهم، فاتصلوا بي في اليوم الثاني، وأديت “الكاستينج” أمام رامي الجندي، وكانوا قد اختاروا 22 فنان شاب، وانضممت لهم متأخرًا بعدما كانوا بدءوا في ورشة التدريب، ولكن تأهلت للـ16 المنضمين للمسلسل.

“مشفتش نفسي إلا في إياد”، الشخصية كانت الأقرب لي في المسلسل، من قبل أي شيء كنت أتمنى تجسيدها لأنه الأقرب لي، ولم أفكر في لحظة أن المسلسل لن ينجح، فطريقة كتابة السيناريو، وتقسيم الأدوار بشكل يظهر الجميع، و”يخلي كل واحد واخد حقه”، وظهور بطل جديد بعد موت كل بطل كان علامة قوية على أنه سيدفع الجميع لمشاهدته، لأن المسلسل جسد الحياة الواقعية جدًا، فكل الأبطال تموت ليولد بطل جديد.

المسلسل كان مغامرة إنتاجية كبيرة، لكنها نجحت، وتعلمت منه درس كبير “صدق نفسك تتصدق.. كنت مصدق جدا أن هعمل حاجة . وبقول لكل واحد متقفش وإوعى تسيب حلمك وحاول دايما توصله”، كما أنه سيتحكم في اختياراتي بعد ذلك، فكل خطوة في المجال الفني لابد من حسابها جيدًا، لأن كل خطوة يجب أن تكون أقوى من سابقتها، ولا أقصد بذلك أني سأتحكم في مساحة الدور الذي سأختاره، بل تأثيره.