جمال بخيت : مبارك ألهمني هذه القصيدة - E3lam.Com

طالب الشاعر جمال بخيت، باستحضار الخطاب التنويري بدلا من التفكير فقط في تجديد الخطاب الديني.
أضاف “بخيت” خلال حواره مع الإعلامي يوسف الحسيني عبر برنامج “بصراحة”، اليوم الأحد، عبر إذاعة “نجوم إف إم”: “وقت كتابة قصيدة (مش باقي مني) كانت جزء من ديوان الغرض منه تسجيل التاريخ الذي أعاصره مثلما فعل الجبرتي، وما ألهمني لكتابتها رد فعل الرئيس الأسبق حسني مبارك وقتها بالذهاب لحضور مباراة كرة قدم ولديه مئات الضحايا غرقا في عبارة السلام 98، وهو الأمر الذي استفزني بشدة”.
 
أضاف: “رأيت دمارا كبيرا يحدث في مصر من بيع مصانع قطاع عام، وأكبر نسبة سرطان أطفال وأكبر نسبة فيروس سي، وإذلال للشعب بشكل كبير، ولكن الشعب المصري خاض ثورتين غيروا من فكره وتطلعاته، وأيضا جريمة العشوائيات التي بدأنا بالفعل في محاربتها”.
عن حال المنطقة العربية الآن، قال: “هي منطقة ماشية عكس التاريخ.. كل الحكام الذين قامت ضدهم ثورات الربيع العربي كانوا يهدفون لتوريث الحكم لأبنائهم”. موضحا أن هناك ديكتاتورية من نوع آخر وهي المرتبطة باستغلال الددين.
 
وتابع: “تركوا من الدين فكرة حرية العقل وإرادة الإنسان ومسكوا في فكرة الخليفة والحاكم بأمر الله والوصاية الدينية، الاجتهاد البشري للنص إذا صدر عن رجل دين يأخذ قداسة النص ولو اختلفت مع تفسيره فيتم تكفيرك أو تعدم ولو حظك حلو يتم سجنك، والنماذج كثيرة الآن، وقس على هذا كل الظواهر التي تظهر لنا، التربة عندنا خصبة لفكرة الاستبداد، والتخلص من هذا يحتاج إلى سنوات طويلة، وفيه فئات في المجتمع عاشت أزهي عصورها في ظل الاستبداد”.
 
في ذات السياق، انتقد الشاعر جمال بخيت، تكفير عديد من المفكرين والكتاب بسبب أفكارهم واعتبارهم “زنادقة”، رغم عدم وجود هذه الكلمة في القران الكريم.
قال بخيت : “حتى أبناء المؤسسة الدينية يتم الغضب عليهم، محمد عبده لم يتركوه في حاله.. الباقوري وطه حسين.. أي شخص يستخدم عقله في اجتهاد مختلف يطارد، فيه كثيرين أطلقوا عليهم (الزنادقة) وهي كلمة ليست موجودة في القرآن ولا اللغة العربية ولم تظهر في عصر النبي ولا حتى الصحابة، لم يكن هناك حديثا أو كلمة عن صحابي”.
تابع بخيت: “كلمة زنادقة استحدثت لتأسيس مفهوم عقابه في الدين أسوأ من عقاب المرتد، حتى هذا المرتد تعمل له استتابة مرة واثنين وثلاثة ولو هو واقف على المشنقة قال (أشهد أن لا إله إلا الله) يتم العفو عنه، لكن الزنديق لأ، هل يعقل هذا؟ فهنا طارت رؤوس كثيرة بسببها، ولم تتحمل الامة الإسلامية في عصر الإمام أحمد ابن حنبل أن يكون برأي يخالف الأمة كلها والخليفة، فيتم جلده وسجنه ويهان، وهنا طلعت كلمة (ماتبقاش حنبلي) عشان تمشي مع التيار ولا تتمسك برأيك، وهذا سر التخلف الذي نعيش فيه، فلا تتوقع أن يمر ما نحن فيه سريعا”.
 
بسؤاله عن كيفية تجديد فكرنا، قال: “حكاية التجديد الخطاب الديني هي ربع الموضوع، والرئيس واقف عند هذا الربع، والثلاث أرباع الآخرين لا يتم عمله، المهم استحضار الخطاب التنويري، وهو الخطاب الذي يتسق مع العصر اللي إحنا فيه بمعنى احترام الآخر واللي هو ممكن يكون شقيقي الذي يعيش معي تحت سقف واحد، احترام اختلافي معه في العموم والمطلق، في الدين في اللغة في الجنس في اللون في أي نوع من الأنواع عدم التمييز، واللي هو يتفرع منه احترامي للمرأة ويكون لديها حقوق على قدر المساواة معي كرجل، لو استحضرنا مثل هذا الخطاب، تخيل طفل متربي على احترام السيدات فالبالتالي عندما يكبر لن يمارس العنف أو التحرش، وهذا أربطه بالفن والتعليم بالإعلام بكل الوسائل التي أحارب بها كل الأفكار الظلامية”.
أكد بخيت على أهمية الثقافة، حيث قال: “وقفتنا في الطابور عند أي شباك ثقافة، انتظار إشارة المرور ثقافة، احترام قيمة العمل ثقافة، كل هذا غائب عننا، أي جلسة تبدأ وتنتهي أننا نشكو مما يحدث في مجتمعنا ونحن جزء منه، هل كل ما قلته موجود في المجتمع بالطبع لأ، فقط نتحدث عن تجديد الخطاب الديني، أين الهوية المصرية، أنا بلغي تاريخي كله لكي أبدأ من عند عمرو بن العاص وكأن ما سبقه كفر، لدينا حضارات يجب دراستها”.