اليوم .. في تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل .. الحالة سيئة، والنفسية ” تحت الصفر” ودرجة الحرارة أيضاً، وأنا ذلك المذيع الذي يطلق عليه عامة الشعب “المطبلاتى” .. أقف أمام المرآة أنظر لنفسى بإشمئزاز .. قائلاً يجب أن أعترف بكل ما فعلته من “تطبيل” لكي أستفيد من السلطة وحضنها الدافئ دائماً .. ثم بدأت فى كتابة إعترافاتي التي جعلت مني المنافق الأعظم أمام جميع المشاهدين.
الإعتراف الأول : أقر وأعترف أننى “طبلت” لمبارك المخلوع بجميع حكوماته ورجاله من الحزب الوطني، والأن “أطبل” للسيسي بعد كل خطاب له.
الإعتراف الثانى : قبل قيام ثورة 25 يناير كنت مدافعاً عن نظام مبارك بإستماتة وأستضفت “تامر من غمرة” ليحكى لى وهو يبكى عن المؤامرة التى تحدث على مصر وشعبها من تلك الثوار الخونة والقِلل المُندسة وعن “الإنجلش لانجوتش” التي تحدثوا بها.
الإعتراف الثالث : بمجرد تنحى مبارك ظهرت وأنا أبكى على الشاشة أتحدث عن كم الظلم الإعلامى الذى تعرضت له فى عصر المخلوع وعن السجائر التى أُطفئت فى جسدى وأمجد فى الثورة والثوار الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية .. كم أنا منافق!
الإعتراف الرابع : عندما جاء مرسى أصبحت من “عاصري الليمون” وقررت أن أجارى الموجة رغم علمي بأنهم جماعة فاشلة ولا يصلحون حتى لإدارة “محل بقالة” فقلت عنهم “دول بتوع ربنا” ويجب إعطائهم الفرصة كاملة
الإعتراف الخامس : تعاملت مع “أمن الدولة سابقاً” ومع الأمن العام حالياً كأمنجى محترف ومخبر سرى لهم كى أكون قريباً من مطبخ صنع الأحداث .. فلا مانع أن أبلغ عن بعض الضيوف أو أمد الأمن ببعض الأخبار المغلوطة عن من يهاجم السلطة .
الإعتراف السادس : منذ اللحظة الأولى لظهور “السيسى” ومنذ أن قال “أنتوا مش عارفين إن إنتوا نور عينيا ولا إيه” وأنا أمدح فيه بل وأغرق عيونى بدموع التماسيح فى كل قرار يأخذه وأساعد فى عمل دعايا له بدون أجر مادى، ومن يجرؤ ويعارضه أقول عليه طابور خامس وخاين وعميل .. وتلك الديباجة المحفوظة عن ظهر قلب.
الإعتراف السابع : أننى مازلت أنافق وسأنافق .. فمتى سأتوقف عن ” التطيبل ” وأقوم بعملي الإعلامي محايداً وأقول الحق “حتى لو على رقبتى” كما يقولون .. الله أعلم.
إقرأ ايضا
عبد العزيز أحمد: جابر الرومي والديك القرموطي
عبد العزيز أحمد: كان عندنا فضائية وراحت
عبد العزيز أحمد: توك توك شو .. بوسة كبيرة وحضن كبير
عبد العزيز أحمد: السوشيال ميديا VS التوك شو
عبد العزيز أحمد: إعلام الراقصات
عبد العزيز أحمد: إعلام الهوا الطايش
تابعونا عبر تويتر من هنا
تابعونا عبر الفيس بوك من هنا