هل تدرك يا عزيزي صعوبة أن تتطلب منك دواعي مهنتك أن تجلس بين ( 4 حيطان وشاشة ) لما يقترب من نصف يومك؟.
هل تدرك صعوبة أن تتحمل وحدك عبء تحسين صورة الآخرين، وتجميل أخطاؤهم وتخليصهم من خطاياهم؟
هل تدرك أزمة أن تكون مسؤولا أمام الجميع عن صورة الكثير من محتويات محطة تلفزيونية (المواد المسجلة تحديداً) ، مسؤولا بالتبعية عن جذب المشاهدين إليها بما تخلقه أنت من إيقاع.
لو كنت تعرف ما سبق … فأنت بكل تأكيد تعرف مدى خطورة مهنة المونتير.
مَنتَجَ .. يُمَنتِج.. مونتاجاً … فهو مونتير…. وهم مونتيرون .. #معروفة_يعني
أما غير المعروف بالضرورة في مهنة المونتاج، أن هذا الرجل المونتير، يعمل على جهاز لا يستطيع الكثيرين العمل من خلاله وهو الكمبيوتر الخاص بشركة ( آبل ) … لأنه الوحيد الذي يستطيع تشغيل برنامج (Final Cut ) بكفاءة … وهذا البرنامج بنسخه المختلفة، هو الأبرز والأكثر انتشاراً والأسهل في العمل عليه بين برامج المونتاج المختلفة – على الأقل في مصر- .
الرجل يقوم في كل مرة بنقل المادة المصورة إلى جهازه الخاص، ويضعها على خط زمني لا بداية له ولا نهاية (وهي معلومة حقيقية)، ويتم تقسيم المادة إلى صنفين (صورة في أعلى هذا الخط الزمني – و صوت في أسفله) … ثم يبدأ عملية المونتاج التي هي عبارة عن قص ولزق بمفهوم أكثر اتساعاً.
في كل الأحوال عملية المونتاج نفسها ليست معقدة على الإطلاق، بل يمكنك تعليم مبادئها لنفسك عبر الانترنت بيسر وسلاسة .. ويمكنك كذلك أن تأخذ مجموعة محاضرات للـ ( Final Cut ) في أي من مراكزه المتخصصة الكثيرة … لكنك لن تحصل على لقب “مونتير” حقاً إلا لو كنت تمتلك حساً فنياً فطريا .. أو على الأقل هذا ما يؤمن به أهل الكونترول رووم جميعاً .
فلان ؟!! .. آه دة مونتير هايل.
فلان ؟!! .. لا يا عم دة مونتير على ما تُفرج .
كلاهما درس الـ ( Final Cut ) .. كلاهما يستطيع استخدام أدوات ومفاتيح البرنامج، والفروق بينهما تكون في الإحساس بطبيعة المادة التي يعمل عليها.. إختياراته الفنية المتعلقة بالتلوين … الموسيقى المستخدمة .. سرعة القطع بين اللقطة واللقطة .. طريقة هذا القطع .. الخ.
هم بالنسبة إلينا، نحن العاملين بالكونترول رووم، كالعصاة التي نتوكأ عليها، هم من ينقل صورتنا إلى المشاهدين، وينبغي عليهم أن يكونوا على قدر المسئولية المقاة عليهم.
أخطاء المونتيرين بالجملة، يمكنك أن تمسك عليه عشرات الأخطاء في كل مرة، أخطاء بالصوت، أخطاء بالصورة، أخطاء بترتيب المعلومات المقدمة … ولهذا فمهنته حساسة حقاً، ويجب عليه استغلال عقله وعينيه وأذنيه بكامل طاقتهم وبمنتهي التركيز… هنا يصبح المونتير مونتيراً.
في واقعنا السعيد، هناك الآلاف من المونتيرين بالسوق، وستكون ذا حظ سعيد بالتأكيد إن عملت يوماً مع واحد من القلة القليلة منهم المتمكنين من أدواتهم بحق، اللذين (يفهمون) بحق طبيعة المادة العاملين عليها، اللذين يعون قيمة الوقت ومواعيد التسليم الصارمة، واللذين لا يفهمون مهنتهم على إنها مجرد قص ولزق .
لكم المودة بلا حدود.
تواصل مع الكاتب عبر فيسبوك من هنا
تواصل مع الكاتب عبر تويتر من هنا
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (8).. جناب المونتير
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (7).. الريجيسير V.S العلاقات
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (6).. إنسان الإيربييس
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم (5).. من الإيربيس للرئيس
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم.. المقال الرابع: في أهمية الـ Q
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الثالث (البديع الفظيع)
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الثاني (التايتل)
أشرف أبو الخير: سلسلة كونترول رووم .. المقال الأول (البروضيوصر)