أحمد حسين صوان
جيسي العاصي، مُقدمة “دايرة الشر” عبر فضائية “صدى البلد”، وجه إعلامي جديد، تطل على المُشاهد للمرة الأولى، بفكرة برنامج اجتماعي، وصارت في القائمة التي تجمع مُقدمي تلك النوعية من البرامج، بينهم “فحص شامل” الذي تقدمه الإعلامية راغدة شلهوب، عبر فضائية “الحياة”.
يرصد “إعلام دوت أورج” أبرز الفروق بين برنامجي “دايرة الشر” لجيسي العاصي، و”فحص شامل” لراغدة شلهوب، وأداء المُذيعتان خلال محاورتهما للضيف:
1- التشابه
على مدار عرض حلقات الموسم الأول، من “فحص شامل”، وهو قائم على محاورة الضيف في الجوانب المختلفة كافة، من خلال عدة فقرات متنوعة، و أسئلة عامة عن حالته الصحية، والأمراض التي يُعاني منها، والحديث عن علاقاته العاطفية والأسرية، ومشواره العملي، فضلًا عن مواقفه واتجاهاته وحياته العامة، حتى يقوم الطبيب النفسي بتحليل شخصية الضيف من خلال إجاباته وطريقة أداءه خلال الحلقة.
الأمر الذي يجده المُشاهد، حال متابعته لـ”دايرة الشر” الذي عُرض منه حلقتين حتى الآن، حيث إن “جيسي” تقوم بمحاورة الضيف أيضًا في عدة محاور، لكن بطريقة سريعة إلى حد ما، سواء عن مرحلة الطفولة والشباب، وحياته الشخصية والعاطفية والمهنية، حتى يُحلل الطبيب النفسي شخصية الضيف بناءً على إجابته وأداءه خلال الحلقة.
إذا كان الضيف ظهر في “فحص شامل” ثم “دايرة الشر” فإنه يكون أمام نموذج برامجي لا جديد فيه، أو شيء مُختلف، كذلك الأمر مع الجمهور، إن كان مُتابعًا للبرنامجين، فلا يجد في “دايرة الشر” شيئًا مُختلفًا عن “فحص شامل”.
2- الحواجز
لم تتمكن “جيسي” من إزالة الحواجز بينها وبين الضيف، حتى تدفعه للحديث بأريحية تامة، وذلك على الرغم من أنها شقيقة الفنانة إيمان العاصي، إلا أنها لم تستغل علاقتها بالوسط الفني والتقرب منهم، فهي تتعامل معهم كـ”ملء مساحة”، وكان عليها أن تبذل جهدًا أكثر من ذلك والحصول على أجوبة وتصريحات، تدفع الجمهور ليتحدث عن الحلقة وإحداث حالة صدى واسع، الأمر الذي يُساهم في نجاحها وتحقيق المُنافسة، لاسيما في ظل بدايتها لمجال تقديم البرامج بالتزامن مع حالة الانتعاش الذي يشهده السوق الإعلامي حاليًا.
بينما يُعد من أسباب نجاح “فحص شامل” هو تمكن “شلهوب” من كسر الحاجز بينها وبين الضيف، والقدرة على تسليط الضوء عليه، حيث تظهر وكأنها صديقة لهم قبل أن تكون مُذيعة، ونجد الضيف لديه رغبة حقيقية في تناول الموضوعات كافة المُتعلقة به، وذلك بسبب حالة المرح والترفيه التي تسيطر على أجواء المُقابلة.
3- فين السؤال؟
مشوار “جيسي” في مجال تقديم البرامج، لا يزيد عن حلقتين فقط، استضافت خلالهما أحمد سعد، وشذى، ويبدو حتى الآن أنها تفتقد الخبرة في فن السؤال وإلقاءه، حيث مازحها “سعد” كثيرًا في الحلقة، بسبب ذلك، ولسان حاله يقول “فين السؤال؟”، حيث طرحت عليه استفسارًا مكوّن من شقين ليس لهما علاقة ببعضهما، فضلًا عن سؤال مُتعلق بإنجاب طفل من ريم البارودي، رغم عدم ظهور علامات الحمل عليها من قبل، وإن كان ذلك حقيقي فكاميرات الإعلام لم تكن لترحمهما، بينما طرحت على “شذى” 20 سؤالًا تقريبًا، كان من بينهم ست اسئلة جاءت إجاباتها “دبلوماسية”، الأمر الذي أدى إلى عدم استغلال الوقت في الحصول على معلومة جديدة من الضيف.
كما تكتفِت مُقدمة “دايرة الشر”، بإلقاء الأسئلة الموجودة في “الاسكريبت” فقط، وكأنها وكيل نيابة، على الرغم من إمكانية طرح أسئلة جديدة من إجابات الضيف، يمكن من خلالها الحصول على معلومة.
فيما تتمتع راغدة شلهوب، بفن إدارة الحوار، وسرعة بديهة في تكوين سؤال على الفور من إجابات الضيوف، فضلًا عن الأسئلة التي أعدها فريق التحرير، التي تجعل الضيف قلقلًا من قوة السؤال، بالإضافة إلى قدرتها في اكتشاف الجوانب الإنسانية والوجه الآخر لهم، والحصول على معلومات جديدة.
4- بهدووووء
الأمر الذي تتميز به “جيسي”، القدرة على تجنب الانفعال، ومُحاورة الضيف بطريقة تسيطر عليها الهدوء، دون الاعتماد على إثارة الجدل، أو إحراج الضيف، أو إظهاره بطريقة ضعيفة أمام جمهوره، وتوفير مساحة له إن كان مُطربًا، بإلقاء بعض الأغاني، بالإضافة إلى مدة عرض البرنامج التي لا تتجاوز ساعة واحدة تقريبًا، وحرصها على طرح الأسئلة في تلك المُدة المقررة، منعًا لإصابة المُشاهد بالملل.
كما تتمتع راغدة شلهوب، بالهدوء أيضًا خلال برنامجها، ولم تبد خلال تقديمها لـ”فحص شامل” غالبًا أي مظاهر بالانفعال والغضب، فهى لديها القدرة على الحصول على التصريحات والمعلومات من بعض الضيوف، الذي يفضلون الامتناع عنها أو التهرب منها، وذلك بطريقة غير مُباشرة، دون ارتفاع طبقة الصوت، بالإضافة إلى ضبط الموقف حال تجاوز أي ضيف في الإجابات، دون انفعال.