يمكن القول الأن أن صفحات التواصل الإجتماعي أصبح روادها ينوبون عن الصحافة الصفراء بجدارة بعد أن أصبح معظمهم يتداول الشائعة ويصدقها بسهولة سواء كان مصدرها أحد رواد تلك الصفحات أوعن مواقع إخبارية مجهولة.
ونجد انه في العالم الإفتراضي لشبكات التواصل الاجتماعي خاصة “فيس بوك_ تويتر” تغيب المصادر الموثوقة ، وتغيب حقوق الملكية الفكرية ، ويختلط الحابل بالنابل وتجد مثلاً أحد نشطاء الفيس بوك أو تويتر، يكتب منشورات مميزة ، تجذب الآلاف من المعجبين كل مرة ، لكن يتضح بعد ذلك أنه كان ينسجها من خايله أو ينسخها من مواقع أخرى ومصادر غير دقيقة ! ونكتشف انه بإمكان أي شخص في هذه الشبكات ان يأخذ أي صورة من أي مكان، ويلصقها في منشوره ويكتب كلاما مثيرا كي يجذب مئات أو آلاف الإعجابات دون أن يتحقق مما نسخه
مثلا فوجيء رواد صفحات التواصل الاجتماعي بتداول صور للمطربة اللبنانية اليسا وأحد أصدقائها المقربين المصور وديع النجار، واللافت إنهما يظهرا معا منذ سنوات في مناسبات عامة في أكثر من مكان، ولكن فجأة تناقلت صفحات التواصل الإجتماعي خبر يفيد بخطبتهما! وهو شائعة بالطبع ، وكعادتها التزمت اليسا الصمت والهدوء وهي من نوع الفنانين الذين لا يردون إلا نادرا على أي خلاف أو فيما يتعلق بحياتها الشخصية.
المشكلة الأكبر هنا عندما تغيب ثقافة كتابة المصادر أو المراجع ، هي انتشار الأخبار الكاذبة مثل النار في الحطب عن طريق “تغريدة” يتم كتابتها بسهولة ولكن تأثيرها ربما يشعل حربا بين شخصيات فنية وإعلامية عبر صفحات التواصل الاجتماعي ، وخاصة تلك الأخبار المثيرة والحساسة والمهمة ، فممكن أن يكتب أحد رواد الفيس بوك وتويتر “بعضهم أصبح لديه متابعين بعشرات الآلاف” وجهة نظر معينة حول قضية حساسة أحيانا تمس الأمن الوطني، فتجد العشرات يكتب وجهة النظر تلك عبر صفحاتهم ، مع بعض التغييرات والتحريفات ، ثم يكتب عن أولائك العشرات المئات ، وهكذا يتم الاستنساخ والتداول دون معلومة مؤكدة! حتى يحدث رد فعل بالغ السوء عندما تأتي بعض المواقع الإخبارية على شبكة الانترنت فتنشر ذلك الرأي على أنه خبر بعد ان تم تحريفه شيئا فشيئا فتحول من مجرد رأي إلى خبر وواقع!؟ وبالطبيعي عندما يغيب المصدر تغيب الحقيقة، والأمر هنا يقع أكثر على عاتق تلك المواقع الاخبارية التي يعمل بها عدد من الصحفيين المفترض بهم المهنية والمصداقية فعليهم ألا يندفعوا وراء أخبار وتصريحات وأراء متداولة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، لأنهم هم المصدر الرئيسي للمعلومة الصحيحة للقاريء وليس العكس !، فلو أن كل شخص كتب المصدر الذي نقل منه لتمكن المتابع أن يصل إلى ذلك الشخص الأول الذي نشر المنشور، وطبعاً سيتفاجأ أنه كان مجرد رأي شخصي ، حتى إن كان خبراً ؛ فعلى الأقل يمكن التواصل مع الشخص للتأكد من مصداقيته.
وأحيانا تأخذ العاطفة الدينية أو الوطنية بعض الأشخاص أن يكتبوا بعض الأخبار الكاذبة وهم يظنون أنهم ينصرون قضيتهم ، أو يظنون أن هذا أصلح لغيرهم أو تكون نواياهم طيبة ، لكن المشكلة هي أن الوسيلة خاطئة، ضرورة أن يكون لدى المتعامل مع فيسبوك وتويتر وغيرهما من المواقع حس الرقابة الذاتية، وإنتقاء الأخبار، وتجنب الإشاعات، بل ومحاربتها، كما أن الأجهزة الأمنية عليها دور مهم في تتبع مثل هذه الإشاعات والتصدي لها حفاظاً على المجتمع.
ومن المظاهر السلبية التي نراها تحديدا في “الفيسبوك” نسخ بعض منشورات الآخرين ونشرها في صفحاتهم ، وأحياناً يتم ذكر اسم صاحب المنشور الأصلي تحت المنشور ، لكن هذا لا يكفي ، لأن الفيسبوك قد اخترع شيء اسمه “مشاركة” تحت كل منشور من أجل هذا الغرض، فإذا أعجبك الكلام فيمكنك عمل مشاركة لنشره في صفحتك ، وبهذه الطريقة تحفظ حقوق الآخرين وتجلب المصدر الأساسي بكامله إلى القارئ.