إيمان دياب
شهدت منطقة سوق الخميس بالمطرية بمنطقة عين شمس الأثرية ضجة كبيرة خلال الفترة الماضية، وذاع صيتها في جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الاكتشاف الأثري الجديد المعلن عنه يوم الخميس الماضي.
البداية
بدأت القصة بعد أن أصدرت وزارة الأوقاف بيانًا رسميًا، يفيد بـ”أن المجموعة الوطنية لاستثمارات الأوقاف ولجنة تعظيم استثمارات أراضي الأوقاف التي شكلها الرئيس عبدالفتاح السيسي تمكنتا خلال عملهما في سوق الخميس بالمطرية وبالتعاون مع وزارة الآثار من اكتشاف تمثال يبلغ طوله نحو ثمانية أمتار، مضيفة أن البحث والتنقيب مستمر، والذي تم اكتشافه عن طريق البعثة المصرية الألمانية المشتركة العاملة بالمنطقة.
لماذا الأوقاف؟
ترجع علاقة وزارة الأوقاف بهذه المنطقة وبهذا الكشف الأثري الهام بمنطقة سوق الخميس بالمطرية، إلى أن هذه المنطقة تحديدا ملكا للوزارة، وبعد التعاون مع وزارة الآثار والكشف والتنقيب في هذه المنطقة توصلوا إلى اكتشاف تمثال رمسيس الثاني الذي تم اكتشافه أمام معبد رمسيس، ونصفي لتمثال سيتي الأول.
معلومات حول التمثالين
تمثالين ملكيين من الأسرة الـ19 واللذين عثرت عليهما البعثة الأثرية المصرية الألمانية المشتركة، العاملة بمنطقة سوق الخميس (المطرية) بمنطقة عين شمس الأثرية، وتم العثور على التمثالين في أجزاء في محيط بقايا معبد الملك رمسيس الثاني الذي بناه في رحاب معابد الشمس بمدينة أون القديمة.
حيث أكد خالد أبو العلا مدير عام الآثار بالمطرية وعين شمس، أن هذا الاكتشاف يعود للملك رمسيس الثاني ومصنوع من حجر الكوارتيزايد، وتم استخراج أجزاء البطن والصدر والرقبة، وجار البحث عن بقية التمثال، ولفت إلى أن هذا التمثال كان مدفونًا أمام معبد للملك رمسيس الثاني، وتابع أنه من المتوقع أن يتم اكتشاف مزيد من التماثيل والمسلات الفرعونية خلال الفترة المقبلة.
فيما تم العثور هذه المرة على الجزء العلوي من تمثال بالحجم الطبيعي للملك سيتي الثاني، مصنوع من الحجر الجيري بطول نحو 80 سم، ويتميز بجودة الملامح والتفاصيل، أما التمثال الثاني فمن المرجح أن يكون للملك رمسيس الثاني، وهو تمثال مكسور إلى أجزاء كبيرة الحجم من الكوارتزيت، ويبلغ طوله بالقاعدة نحو ثمانية أمتار.
أشار الدكتور أيمن عشماوي، رئيس الفريق المصري بالبعثة، إلى أنه جار الآن استكمال أعمال البحث والتنقيب عن باقي أجزاء التمثال للتأكد من هوية صاحبه، حيث إن الأجزاء المكتشفة لا يوجد عليها أي نقوش، يمكن أن تحدد لمن من الملوك، ولكن اكتشافه أمام بوابة معبد الملك رمسيس الثاني يرجح أنه يعود إليه.
مستقبل التمثالين
ومن جانبه قال ديترش راو، رئيس الفريق الألماني: إن البعثة تقوم حاليًا باستخراج التمثال ونقله إلى موقع المسلة لإجراء أعمال الترميم، وإعادة التركيب المطلوبة لدراسة مدى إمكانية نقله إلى أحد المتاحف الكبرى، كما تعمل البعثة أيضا على استكمال تصفية المواقع من أية تماثيل أو شواهد أثرية قد يتم العثور عليها.
التاتش المصري
لكن على النقيض وكعادة الشعب المصري المعروف بأنه “ابن نكتة” لم يمر هذا الحدث مرور الكرام دون وضع “التاتش” المصري والسخرية من طريقة استخراج التمثالين عن طريق آلات الرفع الكبيرة “الونش” و”اللوادر” و “الكراكات”، حيث أثارت هذه الطريقة سخرية وهجوم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضا تضاربت التعليقات من المهاجمين، حيث وصف البعض هذه الفعل بالمهزلة والتقليل من قيمة الاكتشاف، وآخرون رأوا أن هذه الآلات المستخدمة هي الوسيلة الوحيدة التي تستطيع انتشال التمثالين، وأنها الطريقة الأمثل في تلك الحالة.
فهاجم النائب جلال عوارة، وكيل لجنة الإعلام والآثار بمجلس النواب، قائلا: ” أن الحكومة ممثلة في وزارة الآثار بدت في موقف عاجز “ليس في الإمكان أفضل مما كان”، متسائلا “عن سبب عدم الإعلان المبكر عن هذا الاكتشاف وطلب الاستعانة بخبرات دولية لها ثقل في هذا المجال” مشيرا إلى أن ما حدث يعد إهانة للمصريين القدماء والتراث الإنساني من ناحية، والشعب المصري حاليا
ومن جانبة وصف مجدي شاكر، كبير الأثريين بمركز تسجيل الآثار المصرية، الطريقة التي استخرج بها التمثالين بمنطقة آثار المطرية بـ”المهزلة”، موضحاً أن السبب في تلك المهزلة التي شوهت صورة مصر أمام العالم هو وزير الآثار والشو الإعلامي وضغط الأهالي في منطقة المطرية، قائلاً: “إستخراج التماثيل كان يتم تحت الإشراف المباشر من الأثريين والمرممين للبعثة الألمان العاملين بالموقع، وهم أرادوا تأجيل استخراج التمثالين حتى يتمكنوا من توفير معدات استخراجه بدلاً من الصورة التي شاهدناها اليوم، ولكن الضغوط تسببت في عدم تحقيق رغبته”.
وعلق الكاتب الصحفي سامي عبدالراضي: “إحنا اللي بهدلنا الفراعنة، بنتعامل وكأنه كان ماسك هيئة الصرف الصحي، رمسيس غرقناه في المياه الجوفية وما سكتنا، اكتشفناه.. طلعناه بـ”كراكة” ورميناه في سوق المطرية، عيب يا وزير الآثار..عيب أوي”.
الكوميكس
وعلى الصعيد الأخر، قامت العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بتصميم عدد من الكوميكس الساخرة من طريقة استخراج التماثيل باستخدام الونش وآلات الرفع الأخرى مما تسبب في كسر أحدهما وفصل الرأس عن الجسد.