مثلما كانت مواقع التواصل الاجتماعي سببًا في افتعال بعض الأزمات والشائعات، وخلق الأجواء السلبية بين المستخدمين أحيانًا، لكنها أيضًا كانت وسيلة مساعدة وإيجابية لاكتشاف الجانب الآدمي الخيّر فينا، حيث خرجت مبادرات عدة ساهمت في تغيير حياة البعض للأفضل، ربما كان آخرها حياة الطفل المعروف إعلاميًا بـ”الراقص مع الكلاب” والذي حازت قصته على انتشار كبير عبر السوشيال ميديا أدى إلى تكفل رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة به.
لكن اللفتات الإنسانية الأصغر بين المستخدمين والتجارب التي من الممكن أن تكون مأخوذة من دول أخرى، لكنها تُنفذ بشكل مصري جدًا، وتترك علامة مميزة في نفوس فئة معينة من الناس، وهي الفئة غير القادرة ماديًا، خاصة وإن كانت تلك المبادرات الصغيرة تظهر بشكل غير تقليدي وغير محرج لهؤلاء.
فخلال الأيام القليلة الماضية انتشرت مبادرة جديدة تحت عنوان “ساندوتش ع الحيط”، وهي أحد المبادرات غير التقليدية التي اتبعت مؤخرًا، وأعلن عنها الكاتب الصحفي حسام مصطفى إبراهيم مؤسس موقع ومبادرة “اكتب صح” الشهيرة، حيث أعلن عن أحد المطاعم الموجودة بمنطقة العبور والتي تتيح أن يقوم الزبائن بدفع ثمن أي ساندوتش وتعليق البون الخاص به على الحائط، ومن لا يمتلك النقود يستطيع أن يأخذ “بون” من الموجود على الحائط وأخذ الساندوتش.
https://www.facebook.com/HosamMostafaEbrahem/posts/1271426572906103
وانتشرت فكرة المبادرة بشكل كبير وحازت على دعم عدد كبير من مستخدمي السوشيال ميديا، فيما أكد حسام مصطفى عبر حسابه على فيس بوك بعد ذلك أن الفكرة لم تكن ملك مطعم العبور، بل أن أصحابها هما طالبان في الصف الأول الثانوي هما محمد مجدي ومحمد عصام.
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=1273068116075282&set=a.338057676243002.76292.100001163163674&type=3&theater
حيث بدأت الفكرة عندما كانا بالمطعم ثم دخل شخص ليطلب “ساندويتش” وطلب من العامل أن يقسمه إلى نصفين كي يأكله مع شخص آخر، وهو ما جعلهم يفكرون في تلك الفكرة، ثم بدأوا في طباعة “البانرز” التي تُعلق على الحوائط وتحمل اسم المبادرة، من مصروفهم الشخصي، وعرض الفكرة على عدد من المحال التي وافق معظمها على تطبيق الفكرة.
https://www.facebook.com/HosamMostafaEbrahem/posts/1273418772706883
سبقت مبادرة “ساندوتش ع الحيط” مبادرة إنسانية أخرى، من خلال ما فعلته إحدى مطاعم الشاورمة بمنطقة الدقي، حيث أعلنت أنها ستقدم الطعام مجانًا لزبائنها مدى الحياة يوميا في ساعة مخصصة من اليوم وهي من الخامسة إلى السادسة مساء، وحازت أيضًا تلك المبادرة على انتشار واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.